الشيطان الأمريكي والذين معه..!
يكتبها اليوم / عبد الكريم الوشلي
من المحدِّدات أو السمات الإبليسية الخفية لسياسات أعدائنا الماكرة ،والتي لايلحظها معظم المراقبين والمهتمين والمحللين ،خصوصا في محيطنا العربي الإسلامي-وهو المستهدف الأول بتلك السياسات والممارسات العدوانية-أن أولئك الأعداء،وعلى رأسهم أمريكا والغرب العنصري العدواني ، كما يحرصون على إضعاف عدوِّهم..يحرصون،أيضا،على وضع حدود لقوة “عميلهم” أو “أداتهم” الوظيفية بالتنويع والتمزيق والتشتيت..
يتبعون هذا الأسلوب لأغراض متعددة منها تنوع المهام المناطةبالعميل(العملاء) ..وأخطرها تفادي خروج العميل عن التحكم أو التمرد على مخدومه،وهذا أمر وارد بقوة عندما تكون الأداة أو طرف العمالة جسما متناغم الأعضاء واحدا، وكتلة متجانسة الأجزاء موحدة..
ولذلك لابد من جعل الأداة أدوات والعميل عملاء مرشحين للاصطراع البيني بشكل أو بسواه.. يُضربون ببعضهم وقت الحاجة!عقاباً لهم أو لبعضهم حينا..وإضعافا للجميع حينا آخر،بما يضمن بقاءهم أدوات طيعة..
هذا هو الشأن في بعضٍ مهم من خلاصته وفحواه بالنسبة لأعدائنا وأدواتهم العتيدة في منطقتنا كالسعودي والإماراتي والقطري والمصري والمغربي والأردني والتركي (الأنظمة طبعا)..إلخ،حيث يستثمر المشغل الغربي الصهيوني التباينات المختلفة بين هذه الأدوات، ويجعل منها تناقضات يوظفها في تهديد ومعاقبة من قد يتمرد على المهام المطلوبة منه بواسطة واحد أو أكثر من نظرائه!(نتذكر ماحدث من”حصار”لقطر ،وما جرى بين التركي وبعض دول الخليج،وبين التركي ومصر كأمثلة..).
وتجليات الأسلوب الشيطاني الأمريكي الغربي،الذي نتحدث عنه، في التعاطي مع الأدوات وكيفيات تشغيلهم وتفعيل خدماتهم، عديدة..رأيناها ونراها في سوريا وليبيا والعراق واليمن ولبنان ،وغيرها من الساحات التي يعربد فيها أعداؤنا وأدواتهم ويعيثون قتلا وتمزيقا ودمارا وفتنا وسلبا ونهبا..
وما ينطبق على الأدوات ينطبق على أدوات الأدوات..والمثل الفاقع هنا هو”الانتقالي” ،و”الإصلاح” أو مايسمى “الشرعية” المزعومة في اليمن،حيث بإمكاننا وضع اليد على التفسير الملائم لما يحدث بين هذه الدُّمى أو أدوات الأدوات من جولات صراع وتناحر..تشتعل وتخبو بين آونة وأخرى في المحافظات المحتلة.. وتُدار معادلة التوازن الصراعي ومتغيراتها الظرفية بين المتصارعين،ترجيحا ونقصانا، بذراع وغطاء أداتي مزدوج سعودي/إماراتي، حسب تحولات رؤى المشغل الشيطاني الأعلى الأمريكي البريطاني ومنظومته الهيمنية العدوانية الشريكة واتجاهات رياح مصالحهم..!
وهذا يعني ببساطة عدم وجود تناقض بين الأداتين السعودية والإماراتية،كما يتوهم الكثيرون..وإنما إقتضت رؤية ذلك المشغل العدواني الأساس ومَن معه.. أن يكون هذا هو دورثنائيِّهم الإقليمي العميل..ضرب (أدوات الأدوات) ببعضهم ،بتنسيق كامل بين طرفي ذلك الثنائي أو الذراعين الوظيفيين المحركين العميلين : السعودي والإماراتي..