الثورة / شبوة
تشهد محافظة شبوة مواجهات عنيفة بين فصائل المرتزقة، التي تتقاسم النفوذ والسيطرة على المحافظة الغنية بالنفط، وانفجرت يوم أمس اشتباكات عنيفة سقط فيها قتلى وجرحى من الطرفين بعد أسابيع من الاحتقان والتوتر الأمني، تزامنت مع تنازع بين قادة المرتزقة على خلفية قرارات وتعيينات في مناصب عسكرية وأمنية.
وسقط أمس أكثر من 27 قتيلا وجريحا من مليشيات المرتزقة المتصارعة في شبوة، حيث شهدت مدينة عتق مركز محافظة شبوة شرقي اليمن، فجر الاثنين، اشتباكات ومواجهات عنيفة بين المليشيات المتصارعة، وقالت مصادر وسكان محليون، إن ” اشتباكات عنيفة اندلعت بين مليشيات تابعة لحزب الإصلاح تسمي نفسها «القوات الخاصة» من جهة، وبين مليشيات تتبع الإمارات تسمي نفسها قوات دفاع شبوة وإلى جانبها «ألوية العمالقة» وهم مرتزقة من السلفيين الذين جندتهم الإمارات.
واشتعلت الاشتباكات يوم أمس الإثنين بين فصائل المرتزقة وسط مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة، منذ ساعات الفجر الأولى استخدمت فيها مختلف الأسلحة إثر صراع متداعي بين المليشيات العميلة.
وقتل في الاشتباكات العنيفة التي شهدتها عتق يوم أمس واستمرت على نحو متقطع حتى ساعات الليل قائد ما يسمى التدخل السريع بمحور عتق أحمد لشقم، وقتل شخص من السلفيين المجندين ضمن ما يسمى ألوية العمالقة، وأكدت مصادر محلية اتساع رقعة المواجهات في مدينة عتق، ما ينذر بتفجير الوضع على نحو أوسع، في ظل استمرار الصراعات بين المليشيات التابعة لحزب الإصلاح الإخواني، وبين المليشيات التابعة للإمارات التي يقودها المدعو عوض الوزير.
وأضافت المصادر بأن الاشتباكات تطورت واتسعت إلى كل أنحاء مدينة عتق، واستخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة بما فيها الدبابات والمدرعات وقذائف الهاون، ورجحت تصاعد أعداد الضحايا عقب احتدام القتال داخل المدينة.
وعززت مليشيات حزب الإصلاح قواتها إلى مدينة عتق، فيما دفعت مليشيات المرتزقة المحسوبين على الإمارات بتعزيزات كبيرة من خارج مدينة عتق، وسيطرت مليشيات حزب الإصلاح على مدخل عتق من الشرق ووصلت إلى المطار الذي تدور حوله الاشتباكات العنيفة.
وتنتمي ما تسمى القوات الخاصة وقوات محور عتق إلى حزب الإصلاح الذي يقاتل مع تحالف العدوان، فيما تنتمي ما تسمى قوات دفاع شبوة للمليشيات التي أنشأتها دويلة الإمارات من مجندين جنوبيين.
بداية التوتر
ويعود بداية التوتر الأمني والعسكري إلى قيام المرتزق عوض الوزير المعين في منصب محافظ شبوة من قبل دويلة الإمارات بعزل المرتزق عبدربه لعكب الذي يقود قوة تسمى القوات الخاصة محسوبة على حزب الإصلاح.
وأصدر المرتزق الوزير قرارا بعزل لعكب يوم السبت الماضي، وآخر يدعى أحمد درعان، واتهمها بالوقوف وراء الأحداث التي شهدتها شبوة في يوليو/تموز بما فيها محاولة اغتيال الوزير ومقتل اثنين من مرافقيه، موجهاً اتهاماته لمرتزقة آخرين يتولون قيادة مهام عسكرية ضمن القوة الخاصة التابعة للإصلاح بالتمرد على سلطاته.
صراعات على القرارات
في وقت سابق أصدر المرتزق عوض الوزير قرارا بوقف لعكب، ورد عليه المرتزق رشاد العليمي بتشكيل لجنة تحقيق حول الأحداث التي حدثت يوم 25 يوليو، لكن لم يعلن المرتزقة أي لجنة ولم تظهر نتائج لأي تحقيقات، وجاءت قرارات المدعو الوزير بعزل المرتزق لعكب يوم السبت لتفجر الأحداث من جديد.
القرارات التي أصدرها المعين في منصب المحافظ عوض الوزير، بعزل لعكب ودرعان قام المرتزق إبراهيم حيدان المعين في منصب وزير الداخلية في حكومة المرتزقة بإلغائها، واعتبرها تجاوزا لصلاحياته.
وألغى المرتزق «إبراهيم حيدان» المعين في منصب وزير داخلية بحكومة المرتزقة قرارات المرتزق الوزير المعين في منصب محافظ شبوة بإقالة قائد قوات الأمن الخاصة العميد عبد ربه لعكب، وقائد معسكر القوات الخاصة أحمد درعان.
وقال حيدان في مذكرة ووجها لعوض ابن الوزير، إن القرار يفتقد للمستند القانوني ويعد تجـاوزا للصلاحيات المخولة للسلطة المحليـة، ودخولا في صـلاحيات الوزارة.
ويوم أمس أصدر المرتزق رشاد العليمي قرارات من عدن بإقالة القيادات التي أقالها المعين في منصب محافظ شبوة والتي قام بتعيينها أيضا، وكان قد رفضها المعين في منصب وزير الداخلية، وقام المرتزق العليمي بعزل قائد محور عتق قائد اللواء 30 عزيز العتيقي، ومدير عام شرطة شبوة العميد عوض الدحبول، وعزل قائد فرع قوات الأمن الخاصة عبدربه لعكب، وعزل قائد ما يسمى اللواء الثاني دفاع شبوة المدعو وجدي باعوم.
تقاسم النفوذ
وتسيطر ما تسمى قوات دفاع شبوة التي أنشأتها دويلة الإمارات السيطرة على عاصمة محافظة شبوة عتق، بينما أصدر المرتزق العليمي قرارات بتسليم المدينة لما تسمى قوات النجدة والأمن العام، وتسليم مداخلها لما تسمى قوات الأمن الخاصة، وإبقاء ما تسمى قوات دفاع شبوة في معسكراتها وفي الجبهات.
وتسيطر المليشيات المحسوبة على الإصلاح الإخوانجي على مداخل مدينة عتق من جهة الشرق، وصولا إلى قرب مطار عتق، بينما تسيطر المليشيات المحسوبة على الإمارات السيطرة على أحياء المدينة ومركز المحافظة وبعض المنشآت الحيوية النفطية في محافظة شبوة.
وتتدفق المليشيات العميلة المتصارعة من خارج محافظة شبوة، إذ أكدت مصادر وصول تعزيزات لما تسمى قوات العمالقة وقوات دفاع شبوة بعشرات الآليات إلى عتق، بينما في المقابل قامت مليشيات حزب الإصلاح بتعزيز قواتها بآليات ودبابات ومقاتلين من خارج المحافظة.
المصادر أفادت بإن الاشتباكات بين مليشيات المرتزقة والتشكيلات العسكرية العميلة المتصارعة مستمرة بصورة متقطعة في مدينة عتق، وأوضحت أن المواجهات تتركز حاليا قرب مطار عتق ومبنى الإدارة المحلية، مشيرة إلى أن المليشيات التابعة للإصلاحيين تسيطر على المدخل الشرقي لعتق وصولا إلى وسط المدينة في محيط مبنى السلطة المحلية.
ولفتت المصادر إلى أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل مدنييَن وإصابة آخرين، وتضرر عدد من المنازل، ومنذ أيام تشهد شبوة توترا أمنيا وصراعات متصاعدة بين فصائل الارتزاق والعمالة، وانفجرت فجر أمس لتجعل مدينة عتق تعيش حرب شوارع عنيفة.
وقبيل انفجار الاشتباكات العنيفة، انتشر مرتزقة مما يسمى ألوية العمالقة التي جندتها دويلة الإمارات في مدينة عتق مركز محافظة شبوة برغم أن توجيهات المرتزق العليمي بوقف التحشيد، وقال شهود عيان إن مدرعات ودوريات عسكرية تمركزت في جولة الثقافة وأمام مبنى الإدارة المحلية، وقرب منزل قائد قوات الأمن الخاصة العميد عبد ربه لعكب.