ركز خطاب السيد القائد يوم أمس، حول ربط أسباب حادثة عاشوراء وأحداثها بعصرنا اليوم، وذلك بهدف التوضيح أن عاشوراء ليست حادثة تاريخية وانتهى الأمر كما يظن البعض، بل هي تعطينا دروساً هامة في واقعنا اليوم ويجب أن نستفيد منها …
السيد تحدث أن يزيد يمثل خط الباطل وأن أمريكا وإسرائيل هما امتداد لذلك الخط، ولذلك حرص السيد أن يقدم مقارنة بين يزيد في ذلك الوقت وأمريكا وإسرائيل في وقتنا، وقدم بعض الأمثلة من كلام الإمام الحسين الذي وصف يزيد وأفعاله وأنها نفس الأفعال والأوصاف والتحركات التي تقوم بها أمريكا وإسرائيل والمنافقون اليوم ..
ثم تطرق إلى حديث رسول الله عن بني أمية وتحركاتهم
(اتَّخَذُوا دِيْنَ اللَّهِ دَغَلًا، وَعِبَادَ اللَّهِ خَوَلًا، وَمَالَ اللَّهِ دُوَلًا)
ثم شرحها بنفس المقارنة كيف كان يعمل يزيد وكيف تعمل أمريكا وإسرائيل اليوم بنفس التحركات والأفعال والأوصاف …
وكما قدَّم هذه الصورة قدَّم أيضاً موقف الإمام الحسين وأنه ينبغي للأمة أن يكون موقفها كموقف الإمام الحسين وأكد على مواقفه الثابتة في مواجهة أمريكا بنفس تعبيرات الإمام الحسين، حيث أشار إلى أننا لن نعطيهم بيدنا إعطاء الذليل وعندما يتم تخييرنا بين السلة والذلة فلن نختار إلا الحرية والعزة والكرامة وأننا سنتصدى للمؤامرات التي تستهدف الأمة من أعدائها …
وفي هذا السياق ركز السيد على نقطة هامة وهي أن بني أمية استهدفوا الإسلام وأن الأمة الإسلامية اليوم تتعرض لنفس الاستهداف من قبل أمريكا وإسرائيل وبنفس الأساليب والوسائل بل أكثر وأحدث، وذكر وسائل الاستهداف التي مارسها بنو أمية في ذلك العصر وتمارسها أمريكا وإسرائيل اليوم مثل الاستهداف العقائدي والفكري والثقافي ونشر الفساد والرذيلة ومحاولة إبعاد الأمة عن مبادئ الإسلام الصحيحة …
وفي هذه النقطة الهامة قال أن أهم نقطة يستهدفون بها الأمة هي الانحراف بهذه الأمة في ولاءاتها لتكون مطيعة لأعدائها تحت عناوين دينية وفكرية وغيرها ..
وهنا تطرق إلى التطبيع وكيف تحاول أمريكا تطويع الشعوب عبر المناهج والإعلام ومعاداة من يعادي إسرائيل وضرب أمثلة حول تحركاتهم كتعيين خطيب للحج مجاهر بالولاء لإسرائيل ويدعو للتطبيع مع كيان العدو ووصول صحفيين إسرائيليين إلى مكة والمدينة وفتح أجواء السعودية بما فيها الحرمين لإسرائيل، والمسارعة في التطبيع حيث نلاحظ كل يوم مستجدات وإجراءات في هذا المسار ..
ثم أكد على رفض هذه الخطوات والتصدي لها وهو نفس موقف الإمام الحسين عليه السلام ضد يزيد، وقال أن لدينا عناصر قوة مهمة في مواجهتهم وهي معية الله والوعي والبصيرة والموقف الحق …
وبعد الشرح الكافي لخطورة التطبيع كواحدة من شواهد حالة الانحراف التي تقودها أمريكا اليوم في أوساط الأمة، انتقل السيد إلى تقديم الحل لمواجهة حالة الانحراف وتحركات أمريكا وإسرائيل والمنافقين والتصدي لها، وذلك من خلال “الجهاد في سبيل الله” وشرح معنى الجهاد، وهو بذل كل ما يستطيع الإنسان فعله بيده ولسانه ومواقفه وتحركاته وووالخ، ثم تطرق لمواصفات من سيواجهون اليهود والنصارى “يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين” وهنا قدم معادلة هامة وثابتة مكونة من عنصرين وهي:
“الجهاد مقابل التطبيع” و”حالة الثبات في موقف الحق مقابل حالة الارتداد” وهذه المعادلة ينبغي أن نرسخها اليوم في أوساط الأمة …
ثم ختم خطابه بالحديث عن آخر المستجدات، منها ما حدث في فلسطين المحتلة وفي هذا السياق تطرق لنقطة هامة وهي مخطط العدو الإسرائيلي في تفريق فصائل المقاومة وسعيه لاستهداف كل فصيل بمفرده، ووجه نصحه لفصائل المقاومة في فلسطين بالتوحد وإفشال هذا المخطط …
كما أكد مرة أخرى على ضرورة وأهمية الإخاء بين أحرار الأمة وأننا جزء من محور الجهاد والمقاومة وهي رسالة ذات أبعاد سياسية وعسكرية لكيان العدو ومن خلفه أمريكا وأدواتهم في المنطقة …
وفيما يتعلق بالشأن اليمني والهدنة المؤقتة نصح تحالف العدوان أن يستغل هذه الهدنة للخروج من مأزقهم وإيقاف العدوان ورفع الحصار، كما أكد من جديد على أن هدفنا هو تحرير كامل البلد وإنهاء العدوان وفك الحصار، ثم ختم بنقطتين هامتين:
الأولى:- أن يبقى الشعب في حالة استعداد ويقظة تامة لمواجهة أي محاولات غادرة أثناء الهدنة.
والثانية: أن يَحْذَرَ الشعب من الطابور الخامس والمنافقين الذين يسعون لتفكيك الجبهة الداخلية، وهذه نقطة مهمة لأبناء الشعب لأن العدوان يعمل خلال الهدنة في تحريك الطابور الخامس لنشر الشائعات والدعايات والأكاذيب في مواقع التواصل الاجتماعي والمقايل والتجمعات والباصات وغيرها بهدف تأجيج الشارع وإيجاد خلافات لإشغالنا عن أولوية مواجهة العدوان