الثورة نت|
نظّمت الهيئة العامة للأوقاف اليوم، اللقاء الأول لموظفي ديوان الهيئة للعام الهجري 1444هـ بعنوان “التعامل والتكامل في بناء المؤسسة الوقفية الحديثة”.
ويأتي انعقاد اللقاء، بالتزامن مع ذكرى الهجرة النبوية الشريفة على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأزكى التسليم تحت شعار “التحول الاستراتيجي في بناء الدولة”.
وفي اللقاء تحدث رئيس الهيئة العلامة عبدالمجيد الحوثي عن حالة الظلم والجور والتفرقة التي كانت سائدة قبل بعثة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم .. مبيناً أن الأمة كانت في مؤخرة الأمم في الحضارة الإنسانية والعلم، فضلاً عن ممارسة عادات جاهلة من وأد البنات وعبادة الأصنام وغيرها من السلوكيات التي لا تمت للإنسانية بأي صلة.
وأكد أن استحضار الماضي، يأتي من منطلق التطلع للمستقبل وجعل ذلك ملهماً لمعرفة سنن الله في خلقه وإصلاح المجتمع بعد أن كان مجتمعاً يستلط فيه الأقوياء على الضعفاء .. لافتاً إلى أن الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ورغم ما واجهه من أذى ومعاناة، لم ييأس أو ينكسر، خاصة عندما رأى أبناء جلدته يقفون في وجهه لا لشيء وإنما لأنه يدعو بالحكمة والموعظة الحسنة إلى عبادة الواحد الأحد.
وأوضح أن الهجرة النبوية، التي جاءت بوحي إلهي، كانت بمثابة فرج للنبي عليه الصلاة والسلام لبناء الدولة الإسلامية ونشر الرسالة المحمدية التي حمله الله إياها لهداية البشرية جمعاء .. معتبراً الهجرة النبوية محطة تحول مهمة من الدعوة البلاغية لتأسيس دولة قائمة على العدالة والمساواة.
وتطرق العلامة الحوثي إلى أن الرسول الكريم منذ وصوله يثرب، انطلق في ترسيخ مداميك الدولة الإسلامية من محطات، تمثلت في بناء المسجد النبوي والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، ليؤكد بذلك أنه لا يمكن أن يكتب لأي مشروع النجاح، إلا بتوحيد الصفوف.
ولفت إلى أن من محطات ترسيخ مداميك الدولة الإسلامية التي أرساها النبي الكريم، إعداد القوة وبناء جيش الإسلام لمواجهة الطغاة والظالمين وتخليص المجتمع من جبروتهم.
كما أكد أهمية استلهام الدروس والعبر من هجرة المصطفى عليه الصلاة والسلام، وما اتخذه من إجراءات بعد وصوله المدنية، في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وترسيخ القيم التي جعلت من أمة محمد خير أمة أخرجت للناس.
وشدد رئيس هيئة الأوقاف على ضرورة اضطلاع الجميع بالمسؤولية ومراقبة الله في بناء المؤسسة الوقفية وفقاً لمعايير وأسس مبنية على المبادئ والقيم المجسدة لوصايا الواقفين وأداء الحقوق والواجبات، ما يستدعي العمل الجماعي لحماية أموال الوقف.
وأفاد بأن تفعيل وإحياء سنة الوقف، لا ينطبق على المعنيين وإنما مسؤولية الجميع، لأن إحياء الوقف، إقامة لدين الله كونها مخصصة لبيوت الله والعلماء وطلاب العلم والمدارس والمراكز العلمية.
وقال “نحن في هيئة الأوقاف معنيون أن نكون أمناء على أموال الله وتأديتها لمستحقيها وقفاً لمقاصد الواقفين”.. مؤكداً أن الهيئة ومنتسبيها أمام مهمة صعبة لاستعادة أموال الوقف، خدمة لمصالح المجتمع وعمارة بيوت الله، وتأدية الأمانة إلى أهلها وإخراج مال الله من الغني إلى الفقير، وبما يعزز من التلاحم والتراحم والتماسك المجتمعي والأخوة الإيمانية.
وذكر العلامة الحوثي، أنه لا يمكن التخلص من الواقع المزري الذي تعيشه الأمة، إلا بالعودة إلى الله سبحانه وتعالى ومنهج الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وقيمه وأخلاقه ومبادئه، باعتبار النبي مصدر فخر واعتزاز أبناء الأمة الإسلامية.
وحث منتسبي الهيئة على استشعار المسؤولية التي يتحملونها في تعزيز الأداء الوقفي والعمل بروح الفريق الواحد للحفاظ على أموال وأعيان الوقف، باعتبار ذلك أمانة ولن تبرأ الذمة إلا بأدائها على أكمل وجه.
تخلل اللقاء بحضور نائب رئيس الهيئة عبدالله علاو ووكيلي الهيئة لقطاع الاستثمار وتنمية الموارد الدكتور محمد الصوملي والشؤون المالية والإدارية كهلان السدح، ومدراء العموم بالهيئة، قصيدة للشاعر علي النعمي.