أعلنت دولة قطر، المنظمة لكأس العالم 2022 والذي ينطلق أواخر هذا العام ويقام لأول مرة في تاريخ الكرة على أراضٍ عربية، أن كرة القدم التي ستدور وستستخدم في منافسات كأس العالم بقطر مزودة بشريحة إلكترونية، يعني أنها ترصد كل شيء داخل المستطيل الأخضر وترسله مباشرة إلى كنترول المراقبة ومباشرة يتلقى حكم المباراة التعليمات عبر سماعة الهاتف المعلقة على أذنه ويصدر أحكامه وفقا لتعليمات الكرة الذكية.
وبعيدا عن التنافس الخليجي في أكبر برج بالعالم وأول دول عربية تنظم كأس عالم وأول….الخ فإن التطور التكنولوجي والابتكار في العالم يذهلنا يوميا بابتكار ومنجز واختراع جديد يدخل حياتنا ويغير فيها، بل وينسف كل شيء قديم اعتدنا عليه، وبهذا تتحول حياتنا من النقيض إلى النقيض، وهو ما سيحصل في هذا المونديال بقطر ومنها الكرة الإلكترونية.
لم يقف هذا الابتكار الجديد الذي يدخل الخدمة لأول مرة في تاريخ لعبة كرة القدم عند رصد كل شيء من تحركات وأخطاء اللاعبين وغيرها من الأرقام الرياضية المتعارف عليها بل تجاوزت ذلك، وفقا لتصريحات المسؤولين على مونديال قطر، إلى أن الكرة الجديدة المزودة بشريحة إلكترونية بإمكانها إدارة المباريات دون حكم ساحة يعني يمكن الاستغناء عن حكم المباراة لأنها ستقوم بمقام الحكم وهي من تحاسب وتعاقب اللاعبين وتفصل بينهم بدقة عالية.
هل تخيلتم معي يا عشاق الرياضة وكرة القدم أن يأتي يوم من الأيام وتكون المباراة والملعب بدون حكم لإدارة المباراة لفريقين.. وكيف بإمكانها أن تفصل الشجار والأشتباك بين اللاعبين في أرضية الملعب؟.. لا اعتقد ذلك، وما يزال البعض بل الكثيرون ليسوا مقتنعين بهذا الأمر ويشككون بنجاح هذه التجربة التي تنطلق مع انطلاق صفارة أول مباراة لمونديال كأس العالم بقطر في نوفمبر المقبل.
دعوني اتخيل هذه التجربة وأقول مثلا.. مثلا.. أن بإمكان الكرة المزودة بالشريحة أن يتحول لونها باللون الذهبي عند تجاوزها خط المرمى وولوجها الشباك واحتساب الهدف، ومثلا مثلا تتحول إلى اللون الأصفر عندما تخرج رمية التماس ويظهر رقم اللاعب الذي أخرجها خارج المرمى على جسم الكرة وعبر شاشة عملاقة في الملعب وأيضا تحتسب الكرة الذكية الأخطاء بإظهار إشارة الاتجاه نحو الفريق مرتكب الخطأ ورقم اللاعب الذي أرتكب الخطأ وهل يستحق كرت أصفر أو أحمر.
طبعا كل هذه التخيلات والاستنتاجات التي تخيلتها بمجرد سماعي تلك التصريحات وربما تكون مخيلاتي لم ترتق لحقيقة هذه الكرة وربما سطحية وبسيطة مقارنة بمزايا هذه الكرة الذكية المرتبطة بالشاشات والكاميرات وما إلى ذلك.
وأزيدكم من هذا الخيال خيالاً آخر وعنواناً آخر بمناسبة هذا الإنجاز التكنولوجي بأن يستبدل اللاعبون البشر بلاعبين روبرت- لاعب آلي – وبدل ما يدخل لاعبون بشراً يحيون الجماهير يدخل لاعبو الروبورت أرضية الملعب ويتجهون نحو مشجعيهم ويحيونهم ويجتمعون في حلقة دائرية يقررون خطة لعبهم، وبذلك تصبح اللعبة عبارة عن متعة وإثارة أفضل مما يقدمه اللاعبون البشر.. من يدري كل شيء جائز ومتوقع في ظل التطور العلمي والتكنولوجي الذي يتحفنا بكل جديد يوميا ويحولنا وحياتنا المعتادة إلى فضاء وحياة مختلفة وجديدة تماما.
بالمال والطفرة المالية تمكنت قطر من جلب كأس العالم إلى أراضيها ومصممة على إبهار العالم في قدرتها على إنشاء أفضل المنشآت الرياضية في العالم، ولأول مرة ملاعب مكيفة ولأول مرة كرة قدم إلكترونية، وربما مباريات بدون حكم وغيرها من المفآجات الرياضية والتكنولوجية التي تحصدها وتدونها في سجلها الرياضي، مبروك لدولة قطر هذا الإنجاز والتفوق والابهار الذي نحن على شوق للاستمتاع به ومعرفة مفاجآت هذا المونديال.