* الانفاق على الأسرة والأولاد واجب شرعي من مسؤوليات الزوج وواجباته الأسرية , إلا أن هناك العديد ممن يتنصلون من القيام بالتزاماتهم النفقية على أهلهم لأمور ومبررات ما أنزل الله بها من سلطان وتحت ذرائع الفقر والعوز ( والزوجة الموظفة ) مما يجعل الزوجة والأبناء رهيني استعطاف الناس واستحسانهم ومن جهة أخرى يكون بؤرة للانحراف تحت سقف الحاجة ,, علماء ودعاة ومختصون يوضحون الخطوط العريضة لمسألة الانفاق .. نتابع
تحقيق / أسماء حيدر البزاز
في البداية العديد من الزوجات يطرحن مآسيهن الممزوجة بدموع القهر من أزواجهن الذين لا يراعون في أهلهم إلاٍ ولا ذمة في النفقة والصرف لحاجيات أسرهم , إحدى الزوجات وتدعى أم حمدي – 30 عاما تقول عن واقعها : كان زوجي يشتغل في عدد من الأعمال الحرة وكان مردودها يسد حاجاتنا المعيشية إلا أنه في الآونة الأخيرة ومع ارتفاع سبل ووسائل المعيشة أصبح المردود لا يسمن ولا يغني من جوع , فبدلاٍ من أن يبحث عن عمل غيره يوافي ويوفي مصاريف البيت , خاصة بعد أن حصلت على وظيفة في شركة خاصة فطمع في معاشي و عزف عن طريق العمل إلى البطالة والكسل والنوم بحجة أنه لا يوجد عمل فاستسلم لواقعه قابعا في بيته ينتظر عودتي من الوظيفة وأخذ كل ما بحوزتي إلى سوق القات وكل يوم يبيع شيئا من البيت من أجل علاقية قات !!
وتابعت أم حمدي سرد قصتها : حاولت نصحه بشتى الطرق من أجل أبنائه الذين بدأوا يتركون دراستهم لعدم قدرتنا على سداد احتياجاتهم التعليمية ولكن لا حياة لمن تنادي ,, وقال لي : أنت موظفة أنفقي عليهم أو اذهبي إلى بيت أهلك ينفقون عليك وعلى أبنائك أما أنا هذه حياتي إن شئت قبلتي بها والا فبيت أهلك يعزك !!
أي قوامة ¿
* أم مصطفى 28 عاما هي الأخرى من تنفق على البيت وحاجياته بدأت الحديث معنا متسائلة : هل الرجال قوامون على النساء بالأوامر والنواهي فقط ,, والإنفاق والصرف وتوفير لوازم وحاجيات أهله وأبنائه لا يدخل في طريق القوامة !!
مبينة : أعمل مدرسة في مدرسة خاصة وبالكاد تم رفع راتبي إلى أربعين ألفاٍ وأتحمل نفقة البيت من وإلى , وزوجي منتظر الراتب ليصل إلى يده آخر الشهر ولا يعطيني منه إلا ثلاثة آلاف ريال كمواصلات للوظيفة , اضطررت بعدها أن أبحث عن عمل إضافي من أجل أبنائي من دون علم زوجي وبحجة دراسة الكمبيوتر إلا إن حالتي النفسية والجسدية ساءت كثيرا , فعمدت إلى خيار الطلاق إذا كانت هذه هي البداية !!
الجولات
* مرام ومحمد وتقوى ,, ثلاثة أطفال في عمر الزهور ليلهم ونهارهم على الطرقات والجولات الرئيسية يسألون الناس إحسانا , سألناهم عن والدهم , فقالوا : إن أبانا إنسان عاطل , كل يوم يجبرنا على التسول وترك المدرسة لنجمع له قيمة قاته وقوت يومه وإن عدنا بغير ذلك يضربنا ضربا مبرحا ,,
الأصل في الشرع
* مختصون ومعنيون وعلماء ودعاة أفادونا في هذه الزاوية عن مسألة الانفاق من النظرة الشرعية , حيث استهل الداعية أحمد العرشي حديثه بقوله جل وعلا : ( لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا الا ما آتاها ) وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : كفى بالمرء إثماٍ أن يضيع من يقوت ) وأضاف : الانفاق واجب شرعي على الزوج على أهله وأبنائه في أن يكفل لهم الحياة الكريمة التي تحفظهم من مد يد السؤال والحاجة , الانفاق في المأكل والمشرب والملبس والتعليم حتى يبلغوا أشدهم ويكونوا قادرين على العمل والعطاء والاكتفاء الذاتي , لا رمي المسؤوليات على الزوجة تحت ذريعة الفقر والبطالة باتخاذ طريق التواكل لا التوكل , ومن طلب الله في باب رزق لن يضيعه الله وسيبارك له فالله طيب لا يقبل إلا طيبا .
الأمر للقاضي
* وأما الشيخ قائد الصلوي يقول : الانفاق واجب شرعي على رب الأسرة لقوله صلوات الله عليه وآله وسلامه : ( دينار انفقته في سبيل الله ودينار انفقته في رقبه ودينار تصدقت به على مسكين ودينار انفقته على أهلك اعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلك ) , وهو أمر بينه العديد من العلماء بجعل الإسلام مسؤولية قيادة الأسرة بيد الرجل وهو معد بجسمه وتكوينه من الله تعالى لهذه المسؤولية كما ذكر تعالى في كتابه الكريم مدرجين بذلك عدداٍ من أقسام الانفاق المبينة كوجوب النفقـة علـى الزوجـة ويأثم إذا ترك الإنفاق عليها وتكون نفقة الزوج على زوجته بالمعروف كل ما تحتاجه من أكل وشرب وملبس ومسكن وزينة فعلى الرجل أن يؤديه لها ولكن قد يختلف باختلاف ظروف الزوج وقدرته على الكسب وباختلاف ظروف المرأة والبيئة التي تعيش فيها وباختلاف عرف البلد الذي يعيشان فيه هذا ويْعلم أن حالة الزوج تْصنف شرعاٍ ضمن ثلاث درجات هي :درجة اليسر « الغنى » و درجة التوسط و درجة الفقر .
موضحا بأنه إذا لم ينفق الزوج على زوجته رفعت أمرها إلى القاضي º ليفرض ويحدد لها على زوجها كفايتها
الشراكة الزوجية
* فيما ذهبت الداعية والمرشدة الاجتماعية حنان السلفي إلى الحديث عن التعاون في الانفاق بين الزوجين على أسس من المحبة والشراكة والتفاهم بما يكفل سعادة كلا منهما ويحفظ كيان البيت الأسري فالزوجة تكمل زوجها خاصة إن كان كليهما موظفين على حال ميسور , فظروف الحياة اليوم صارت مكلفة قد يقصر الزوج في الايفاء بكامل الحقوق والواجبات الأسرية وهنا دور الزوجة طوعي منطلق من حب خالص في تغطية هذا العجز والاستمتاع بالقيام بذلك
يسقط الانفاق ..
* مبينة : وكما هو في الأصل فإن الانفاق بيد الرجل على أبنائه وزوجته رزقهم وكسوتهم بالمعروف والواجب عليه أن ينفق عليهم بالمعروف هذا واجب عليه وحق على الوالد أن ينفق على أولاده أما من كان فيهم –كما أوضح العلماء – غنياٍ مستغنياٍ عن والد ه عنده أسباب تقوم بحاله فلا يلزم والده النفقة عليه إنما ينفق على المحتاج فإذا كان بعض البنات قد تزوج واستغنى بالزوج أو عندها مال وعندها وظيفة وهكذا الأولاد إذا كان عندهم وظائف أو أعمال أخرى تغنيهم فلا يلزمه أن ينفق عليهم