أدى انقطاع النشاط الرياضي الرسمي لوزارة الشباب والرياضة والاتحادات الرياضية بسبب العدوان وأشياء أخرى إلى حدوث خلل في هذا الجانب، حيث أصبح الكثير من الشباب الآن إما في مقايل القات أو في أماكن أخرى بسبب الفراغ الذي أحدثه غياب الأنشطة الرياضية الرسمية، وهذه نقطة يجب أن تتوقف عندها الوزارة واللجنة الأولمبية والاتحادات والأندية كي يجدوا لها حلولاً مناسبة.
ما لفت نظري لهذا الموضوع ما شاهدته من قيام بعض الأندية الرياضية بمبادرات ذاتية بتنظيم بطولات وأنشطة رياضية مختلفة تحظى بمشاركة واسعة وإقبال شديد وتنافس مثير بين المشاركين وكذا متابعة جماهيرية واسعة ما يؤكد أن الناس بحاجة إلى من ينشطهم وهم تلقائياً سوف يتفاعلون مع أي مبادرة أو نشاط، ويمكن أن تعمل وزارة الشباب والرياضة والاتحادات النائمة على تشجيع مثل هذه المبادرات الشعبية سواء للأندية أو اتحاد الرياضة للجميع ودعمها بأي شكل من الأشكال، طالما، أن هذه الاتحادات عاجزة عن تنفيذ وإقامة أي بطولة أو نشاط رسمي فعليها أن ترعى مثل هذه المبادرات الشعبية التي لا تحتاج إلى إمكانيات كبيرة وملاعب ضخمة وأموال طائلة كالتي يتم صرفها على الأنشطة الرسمية وبدل سفر وتنقلات وحكام وبدل اجتماعات وقرعة ونفقات طويلة عريضة وغيرها، فكل ما في الأمر هو توفير ملاعب صغيرة شعبية -موجود أصلاً- كما أن الأمور بسيطة وسهلة وسيكون لها أثر كبير في نفوس الرياضيين والجماهير الرياضية.
أعتقد أن على الوزارة واللجنة الأولمبية تقييم هذه التجربة عبر مكاتبهما في المحافظات ومعرفة احتياجات هذه البطولات والأنشطة الشعبية والتعاون مع الاتحادات وفروعها والقيام بخصم مبالغ من مخصصات الاتحادات أو تخصيص جزء من دعم صندوق رعاية النشء والشباب لتنفيذ وإقامة بطولات شعبية ستكون لها فوائد كبيرة للرياضيين والشباب والجماهير الرياضية وللوطن وكي لا تتوقف الحركة الرياضية بشكل قاطع وتنقطع العلاقة بين الرياضيين وممارسة الرياضة، ويمكن أن يكون هناك تنسيق مع وزارة التربية والتعليم من أجل استمرار الأنشطة الرياضية في المدارس خلال فترات الدراسة كجزء من استمرار النشاط الرياضي في البلاد وأيضاَ سيكون لهذه الأنشطة والبطولات أهمية في أنها ستفرز نجوماً جدد للرياضة اليمنية إضافة إلى الموجودين حالياً الذين قلنا إنهم يجب أن تظل علاقتهم بالرياضة مستمرة.
بالطبع لا بد من توجيه الشكر لكل الأندية الرياضية التي مازالت موجودة وتقوم بمهامها رغم الظروف ورغم تخلي الكثير من الاتحادات الرياضية عن مسؤولياتها والتي لا نراها إلا عند تسليم المخصصات من الوزارة ومن صندوق رعاية النشء والشباب الذي يتوجب عليه عدم صرف أي مخصصات للاتحادات النائمة وتحويلها لمثل هذه المبادرات الرائعة سواء من قبل الأندية أو الجهات الشعبية التي تنفذ هذه الأنشطة والمسابقات التي نتمنى أن تستمر لتكون بديلاً عن انقطاع وغياب النشاط الرياضي الرسمي الذي لا يوجد أي مبرر لغيابه مهما كانت الظروف.