الخرطوم/وكالات
أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية، أمس، مقتل شخصين بالرصاص في أم درمان خلال احتجاجات.
وقالت اللجنة في بيان، إن “شخصين قتلا لم يتم التعرف على بياناتهما بعد إثر إصابتهما بـرصاص مباشر في الصدر أطلقته قوات السلطة في مليونية 30 يونيو”.
وأضافت: إن هناك الكثير من الإصابات وسط المتظاهرين السلميين في كل من مدينة أم درمان ومدينة بحري ومدينة الخرطوم”.
وتابعت: “يسطر شعبنا اليوم ملاحم تاريخية وأسطورية في نضالة، ويسجل التاريخ بسالات الشعب السوداني ضد الديكتاتوريات وعزمه وثباته الذي لا نظير له”.
واحتشد السودانيون في مظاهرات احتجاجية تنظمها المعارضة؛ لمطالبة العسكريين بتسليم السلطة للمدنيين بعد ما يسمونه بـ”انقلاب أكتوبر” الذي قالوا إنه أدى إلى تفاقم الأزمة السياسية والاقتصادية بالبلاد.
وعشية الاحتجاجات، قتلت قوات الأمن السودانية متظاهرا خلال مسيرات نظمت مساء الأربعاء. وقالت لجنة أطباء السودان إن المتظاهر توفي بعد أن أصيب “برصاصة في الصدر” خلال مسيرات في شمال الخرطوم.
وبذلك يرتفع عدد قتلى الاحتجاجات إلى 105 منذ أحداث 25 أكتوبر بقيادة قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان الذي أطاح بالحكومة آنذاك، واعتقل قيادتها قبل أن يتم الإفراج عنهم، حسب اللجنة.
وشددت السلطات الإجراءات الأمنية في العاصمة الخرطوم وحولها من مدن، على الرغم من رفع حالة الطوارئ التي فرضت عقب الانقلاب.
وتشهد العاصمة السودانية والمناطق المجاورة لها احتجاجات شبه أسبوعية.
وتعاني البلاد من أزمة سياسية واقتصادية تتفاقم باضطراد.
وتتزامن احتجاجات 30 يونيو مع ذكرى انقلاب الرئيس السوداني السابق عمر البشير على الحكومة المنتخبة ديمقراطيا بمساندة الإسلاميين قبل حوالي ثلاثة عقود.
وفي أغسطس 2019 اتفق قادة الجيش السوداني والمدنيين على فترة انتقالية بسلطة مدنية قطع عليها الطريق في أكتوبر 2021.
وتأتي احتجاجات الخميس وسط جهود مكثفة لكسر جمود الوضع السياسي.
وخلال الأسابيع الأخيرة، مارست كل من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة دول شرق ووسط أفريقيا للتنمية (إيجاد)، ضغوطا لإجراء حوار مباشر بين العسكريين وتحالف قوى الحرية والتغيير الذي رفض ذلك.
ووصفت قوى الحرية والتغيير الحوار بأنه “حل سياسي مزيف يضفي شرعية للعسكريين”.
كما غاب عن دعوة الحوار حزب الأمة، أكبر الأحزاب السودانية، إضافة إلى لجان المقاومة في الأحياء السكنية، وهي مجموعات غير رسمية ظهرت خلال الاحتجاجات التي أطاحت بالبشير بين 2018 و2019 ثم قادت المظاهرات ضد البرهان.
وقال محمد بلعيش، سفير الاتحاد الأفريقي لدى الخرطوم، الأسبوع الماضي، إن “الحوار عملية غير شفافة وغامضة”.