أمريكا وعسكرة العالم !!

عبدالله الأحمدي

 

 

في ثمانينيات القرن الماضي صعد الرئيس الأمريكي ريجن من سباق التسلح ببرنامج سماه حرب النجوم بالتنافس مع الاتحاد السوفييتي – حينها – كما صعدت أمريكا من عدوانها على الشعب الأفغاني بواسطة الجماعات الدينية التي انتجت منها الإرهاب فيما بعد، كان ذلك العدوان على الشعب الأفغاني بدعم من دول النفط في الخليج والسعودية، وفتاوى من يسمون أنفسهم بعلماء الدين الوهابي في السعودي والأزهر اللا شريف.
اليوم تبلغ الأزمة الامبريالية مداها، وتحاول الامبريالية الغربية ومعها الامبريالية اليابانية عسكرة العالم للخروج من الأزمة الامبريالية بالعسكرة على طريق تجديد وبناء الأحلاف العسكرية لإرهاب العالم، واحتلال مناطق الثروات، لاسيما الطاقة.
بعد سقوط جدار برلين كنا نعتقد أن مهمة حلف الناتو قد انتهت، لأن المنظومة الاشتراكية قد سقطت، لكن الامبريالية الأمريكية أبقت على حلفها للانفراد بتهديد العالم.
اليوم يتكتل الامبرياليون من أمريكا إلى أوروبا إلى اليابان والتوابع، ويوسعون حلفهم العدواني الناتو بكل دول أوروبا التي كانت محايدة في الحرب الباردة ( فنلندا والسويد ) بل وزادوا توسعا في أوروبا الشرقية في محاولة لخنق ومحاصرة الاتحاد الروسي.
سياسة الأحلاف الامبريالية قديمة، فقد أسسوا حلف بغداد في الخمسينيات لإيقاف المد التحرري القومي، ولكنه سقط.
في هذه الأيام ينشط الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن في زيارة كثير من الدول لإنشاء تحالفات عسكرية في آسيا والشرق الأوسط لعسكرة العالم.
ففي آسيا يحاول الرئيس الأمريكي إنشاء حلف لمواجهة الصين من كل من اليابان وكوريا الجنوبية وأمريكا مضافا اليها أستراليا.
وفي الشرق الأوسط، وهو الأهم عند الغرب، يحضر الأمريكي والإسرائيلي ومعهما عربان الخليج ودول التطبيع لإنشاء حلف عسكري تكون إسرائيل فيه هي القائد بتمددها وإدماجها في المنطقة، والغرض من هذا الحلف هو احتلال منابع النفط والسيطرة على المنافذ المائية الهامة في البحر العربي والخليج وباب المندب والسويس، وطبعا تهديد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تحت ذريعة منعها من تطوير البرنامج النووي.
المهم كما نلاحظ في المشهد العالمي أن أمريكا تتراجع عسكريا؛ ولكنها تصنع البدائل، فقد هزمت في العراق وأفغانستان والصومال واليمن، ومقابل ذلك تدفع بالأمور بغيرها للتصدي، في أوكرانيا دفعت بأوروبا وقدمت الشعب الأوكراني كبش فداء لحربها مع روسيا، وحملت الاتحاد الأوروبي ما لا يطاق، لاسيما في العقوبات التي ارتدت عليه فاعليها، وتكاليف فاتورة تسليح أوكرانيا، ودعمها اقتصاديا.
وفي هذا الجانب خسرت أوروبا أكثر من ٤٠٠ مليار دولار، إضافة إلى ارتفاع التضخم الذي يضرب أمريكا في المقدمة.
وفي الشرق الأوسط يدفع الأمريكان بإسرائيل لتصعيد الأوضاع ضد سوريا وايران، كما يدفع بالعرب لتقديم ثرواتهم للغرب والتطبيع مع العدو الصهيوني، ومساعدة أمريكا وإسرائيل في مواجهة الجمهورية الإسلامية في ايران بتخويفهم من الجمهورية الإسلامية وتقديم إسرائيل كمظلة حامية لهم.
أمريكا في مأزق وقد ورطت دول أوروبا في العقوبات، والحرب في أوكرانيا محسومة، لأن المناطق التي يحارب فيها الجيش الروسي في المعظم هي مناطق روسية أصلا ضمها إلى أوكرانيا ستالين، وخاصة في الدونباس وعموم الشرق وجزيرة القرم، وأكرانيا في طريقها إلى التقسيم، ونهاية أحلام الغرب والدولة اليهودية في أوكرانيا.
شعبية بايدن انهارت، والحزب الديمقراطي الأمريكي ربما يخسر الانتخابات القادمة نتيجة سياسات بايدن التي ارتدت على المواطن الأمريكي بالغلاء الفاحش الذي لا يطاق.

قد يعجبك ايضا