الثورة نت|
نظّمت وزارة حقوق الإنسان اليوم فعالية خطابية بمناسبة اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب تحت شعار “التعذيب جريمة ضد الإنسانية”.
وفي الفعالية أكد القائم بأعمال وزير حقوق الإنسان علي الديلمي، أهمية مساندة ضحايا العنف للتعريف بخطورة وبشاعة جرائم التعذيب وآلية الوقوف إلى جانب من يتعرضون للتعذيب وتقديم الحماية والعون اللازم لهم.
واعتبر جرائم التعذيب، خطيرة نظراً للأسلوب البشع الذي يرتكبه من يقومون بالتعذيب لما فيه من إهانة وإذلال وسلوكاً غير إنساني .. مؤكداً ضرورة تنفيذ الاتفاقيات والمواثيق الدولية التي تجرّم التعذيب.
وأشار الديلمي إلى حرص القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى على التعامل الإنساني مع المحتجزين في أي قضية كانت وعدم تعذيبهم والحفاظ على كرامتهم، كون الإهانة والإذلال مخالف للشريعة الإسلامية السمحاء ويعتبر من التصرفات غير السوية.
وتطرق إلى أهمية تطبيق المنظمات والهيئات الدولية للاتفاقيات والآليات الخاصة بالحماية وعدم الإفلات من العقاب وإيجاد آليات حديثة حول ذلك.
وعرّج على ما يتعرض لها أبناء اليمن في مختلف المناطق من تعذيب يصل أحياناً إلى القتل من قبل تحالف العدوان والمرتزقة ومنها اختطاف النظام السعودي وتعذيب وقتل اكثر من 350 شخصاً في الحدود اليمنية السعودية خارج نطاق القانون وبدون أي تهمة تذكر وتعذيب واغتصاب ست فتيات في حيس بمحافظة الحديدة وقضية الصحفية نزيهة الجنيد التي تعرضت في محافظة مأرب للإخفاء القسري ولم تحرك المنظمات الأممية في قضيتها أي ساكن.
ولفت القائم بأعمال وزير حقوق الإنسان، إلى أهمية الاهتمام بملف الفئات الأشد ضعفاً الذين يتعرضون للتعذيب وبذل الجهود لحمايتهم ومساندتهم .. مبيناً أن هناك أنشطة تسعى وزارة حقوق الإنسان لتنفيذها ومنها النزول إلى مختلف أماكن الاحتجاز.
وشدد على ضرورة اضطلاع المنظمات الدولية والأممية بدورها في حماية ومساندة ضحايا التعذيب في المناطق التي يسيطر عليها تحالف العدوان وتقديم العون الحقيقي لهم .. مؤكداً أهمية تقديم الحماية والمساندة والعون القضائي والرعاية النفسية لضحايا التعذيب في أي مكان.
وطالب الديلمي المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة بالتحرك لإنقاذ الضحايا المدنيين في المحافظات المحتلة الذين يتعرضون لجرائم جسيمة تفضي للتعذيب والاغتصاب والقتل.
من جانبه اعتبر ممثل اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى أحمد أبو حمراء إلى أن التعذيب، جريمة ضد الإنسانية ومن أحط الأفعال التي ترتكب من قبل أشخاص بحق أشخاص آخرين.
وأوضح أن التعذيب بمختلف أنواعه وأساليبه وأشكاله يُعتبر جريمة بموجب القانون الدولي ولا يمكن تبريره تحت أي ظرف .. لافتاً إلى أن الاتفاقيات والمعاهدات الدولية جرّمت التعذيب وألزمت الدول على احترام حقوق الإنسان وعدم تعرضه للتعذيب والإهانة أو المعاملة القاسية.
واستعرض أبو حمراء ما تعرض ويتعرض له الكثير من أبناء الشعب اليمني من تعذيب وإهانة ومعاملة لا أخلاقية مهينة لكرامتهم وإنسانيتهم بالسجون السرية لدول تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي بالمحافظات المحتلة.
وأشار إلى ما يتعرض له أسرى الجيش واللجان في سجون تحالف العدوان والمرتزقة من انتهاكات صارخة ومهينة لكرامتهم وإنسانيتهم .. مؤكدا التعامل مع أسرى دول تحالف العدوان والمرتزقة بكل إنسانية وتوفير متطلباتهم واحتياجاتهم وحفظ كرامتهم وإنسانيتهم والسماح بوصول الصليب الأحمر الدولي إليهم والانفراد بهم للتأكد من كيفية معاملتهم.
وذكر أن دول تحالف العدوان لا تراعي المبادئ والمعايير الدولية تجاه المواطنين المسافرين بحيث يتم الزج بهم في سجون المرتزقة وتعذيبهم بمختلف أنواع التعذيب.
بدوره أكد مسؤول حقوق الإنسان بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان سفير الدين سيد، أهمية إحياء اليوم العالمي لمساندة ضحايا العنف الذي يصادف الـ 26 يونيو من كل عام.
وبين أن هذا اليوم دخلت فيه اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب وغيره من أشكال سوء المعاملة أو العقوبة القاسية واللا إنسانية أو المهينة إلى حيز التنفيذ عام 1987م.
وقال” يُعرّف التعذيب بأنه آلم جسدي أو عقلي أو معاناة تلحق بشخص ما لانتزاع اعتراف منه أو معاقبته أو ترهيبه أو إكراهه ويتم ذلك بمشاركة من مسؤولين “.. مؤكداً أن التعذيب يسعى إلى إنكار الكرامة المتأصلة في الإنسان.
وأفاد سيد بأن الأمم المتحدة منذ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أدانت التعذيب باعتباره من أبشع الأفعال التي يرتكبها الإنسان ضد بني البشر .. مشيراً إلى أن اليمن من الدول التي انضم إلى جميع المعاهدات الخاصة بحقوق الإنسان ومنها اتفاقية مناهضة التعذيب التي تعتبر إحدى الأدوات الرئيسية في مكافحة التعذيب.
ولفت إلى أن المفوضية السامية لحقوق الإنسان ممتنة للتعاون المشترك بينها وبين وزارة حقوق الإنسان في اليمن.
وفي الحفل الذي حضره وكيل وزارة حقوق الإنسان علي تيسير، تطرق الناطق الرسمي باسم وزارة حقوق الإنسان الدكتور عارف العامري إلى مشكلة غياب برامج التأهيل النفسي والاجتماعي لضحايا التعذيب وكيفية معالجتها.
حضر الفعالية عدد من ممثلي الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني وناشطين حقوقيين ومهتمين.