بعد حرب ١٩٧٣م استخدم العرب النفط كسلاح في المعركة، فمنعوا تصديره إلى الدول الغربية المؤيدة لدولة الاحتلال الصهيوني، كان يومها باقي قليل عروبة.
رأيت يومها رسما كاريكاتوريا في صحيفة السفير اللبنانية للرئيس الأمريكي – حينها – نيكسون على ما اذكر، وهو يجلس على برميل نفط والعلم السعودي تحت جزمته. الرسم كان يعبِّر عن أن النفط السعودي تحت تصرف أمريكا، وبالفعل كانت السعودية تسرِّب نفطا خارج المقاطعة.
القوات الأمريكية كانت تجري مناورات وتدريبات في صحراء نيفادا في أمريكا على هياكل تشبه هياكل آبار النفط استعدادا لغزو الخليج والسعودية واحتلال آبار النفط، غير أن العرب اسرعوا في كسر المقاطعة، وعادوا لتصدير النفط، ولكن بأسعار جديدة.
يومها قال الاقتصاديون إن دماء شهداء حرب أكتوبر تحولت إلى دولارات في خزائن دول النفط.
كان سعر برميل النفط أربعة دولارات قبل الحرب، ثم صعد إلى ١٣ دولاراً بعدها.
عيون الغرب مصوبة نحو النفط، رئيس وزراء العدو الصهيوني بن جوريون قال حينها: إن هؤلاء البدو لا يستحقون هذه الثروة.
اليوم معظم النفط العربي تحت الاحتلال الغربي؛ نفط ليبيا والعراق وسوريا واليمن تحت الاحتلال الغربي، إسرائيل تنقب في المياه اللبنانية.
القواعد الأمريكية والبريطانية في السعودية والخليج وعدن وحضرموت وباب المندب؛ وكلها تستعد للانقضاض على ما تبقي من منابع النفط؛ رغم أن النفط تستغله الشركات الغربية العابرة للقارات.
الحروب التي تديرها أمريكا والغرب في اليمن والعراق وليبيا وسوريا ولبنان كلها من أجل السيطرة على النفط والغاز.
النفط هو عصب الحياة في الغرب وبدونه تتوقف المصانع والحركة، بل والحياة؛ وبدون النفط سيتجمد المواطن الغربي من البرد.
ولذلك فهم يقاتلون بشرسة من أجل استمرار تدفق النفط والغاز عليهم.
صهاينة التطبيع ( مصر والأردن والبحرين ) فرحون بقدوم الرئيس الأمريكي بايدن إلى السعودية؛ ومن أجل ذلك عقدوا قمة في شرم الشيخ؛ اعلنوا فيها التحاقهم بقمة الرياض التي سيرأسها الرئيس الأمريكي بايدن والذي سيوزع فيها الأدوار على العملاء.
الموجع في الأمر أن هؤلاء الحكام يسلمون بلدانهم وثرواتها للغرب بالمجان دون أن يتعرضوا لقتال، أو حروب، بل إنهم جزء من المؤامرة ضد شعوبهم وشعوب الأمة.
بايدن والغرب هزموا في أوكرانيا ويريدون التعويض باحتلال الشرق الأوسط، وصناعة خريطة جديدة في المنطقة على رأسها إسرائيل وبجانبها التركي أردوغان.
احتلال منابع النفط خطة قديمة موضوعة على مكاتب صناع القرار في الغرب منذ السبعينيات، وقد تم تأجيلها، أو بالأصح احتلال هذه المنابع بالتقسيط.
مخططو السياسة الأمريكية لا يرون لأمريكا والغرب مخرجا من الأوضاع التي يعيشونها إلا باحتلال الشرق الأوسط والاستيلاء على ثرواته، لاسيما النفط والغاز، وهم يبذلون كل جهودهم من أجل تغليف هذه الخطط بشتى أنواع المسميات، وبالذات ما يسمونه التمدد الإيراني، وقد مهدوا لذلك بخلق أنظمة عميلة وتابعة لهم، وزيفوا وعي الشعوب بأوهام الطائفية، وخلق خطر وهمي للعرب يتمثل بالجمهورية الإسلامية العدو الحقيقي للصهيونية وللشيطان الأمريكي، والمدافع عن قضايا الشعوب العربية والإسلامية، وخاصة قضية الشعب الفلسطيني.
إسرائيل التي تحتل فلسطين ومقدسات الأمة وتمتلك أكثر من ٢٠٠ قنبلة نووية موجهة ضد العرب، أصبحت صديقة للأنظمة المطبعة وحكام الاستبداد، ويغض الغرب الطرف عن ترسانتها النووية العدوانية.
زيارة بايدن للمنطقة هي إعلان حرب على الأنظمة الوطنية وحركات المقاومة، فليأخذ الناس حذرهم من ذلك.