أكتبها وأنا في استراحة قسم المختبرات والفحص الطبي في المستشفى الألماني الحديث، أنتظر نتائج فحوصات الألم الذي ألم بي، وكي لا يذهب تفكيركم بعيد جداً، فالألم ليس من نتائج منتخبنا الأول لكرة القدم الصادمة والمخيبة لآمال الملايين من أبناء الشعب اليمني الصابر المحتسب على الحصار والعدوان، لأنها نتيجة اعتدنا عليها، ففي مثل هذا الشهر من العام الماضي خسر منتخبنا من المنتخب الفلسطيني بثلاثة أهداف دون مقابل، الألم ناتج عن إصرار الكثيرين على تحميل لاعبي المنتخب نتيجة ما بداخل بطيخ الاتحاد من الكوادر الفارغة المحتوى الخاوية من الفكر والتفكير والحرص على سمعة اليمن، تعليقات وتصريحات وانتقادات بعيدة عن الحقيقة وعن الفشل الكبير الذي أصاب أروقة اتحاد كرة القدم اليمني منذ عشرات السنين “لا دوري ولا تخطيط ولا تنظيم ولا معسكرات ولا استعداد مبكر ولا استقرار” لسان حالهم يقول “بلا ثقافة، بلا بطيخ”، تعليقات تبحث عن مبرر للاتحاد وتعليقات تطالب بإقالة المدرب، وتعليقات تعكس شعور الخيبة وفقدان الأمل، وتعليقات تشير إلى أهمية التحليل والانتقاد البناء الذي يبحث عن الأسباب ويجيد وضع الحلول، وهي أمور طبيعية إذا ما تم إسقاطها على نفسية المشجع المحب لوطنه ولكرة القدم العاشق للفوز والانتصار، ولكنها تفتقر إلى المنطق وللتحليل العلمي الذي يمد الجهاز الفني بالفائدة ويعينه على اتخاذ القرارات الصائبة، ويساعده على إعادة لملمة صفوف المنتخب وتوحيد مشاعره النفسية تجاه المهمة الوطنية التي يقوم بها، وإدخاله في جو المنافسة لمباراته الثالثة في تصفيات كأس آسيا التي جمعته أمس بمنتخب منغوليا ولكن النتيجة جاءت عكسية وخسر المنتخب بهدفين دون مقابل.
من تلك التعليقات اللطيفة تعليق الإعلامي المخضرم الأمين العام المساعد لاتحاد كرة القدم الأستاذ/معاذ الخميسي الذي علَّق قائلا “عمروش جاء يكحلها عماها، منتخبنا بلا حول ولا قوة”، أما تعليق الأستاذ/احمد أبو زينة فقد أعطى إشارة إلى أحد أسباب الفشل التي يجب دراستها وتحليلها قائلا “لقد سألت أحد لاعبي المنتخب: ما لكم؟ قال يا أخي اثنين مدربين في منتخب واحد ما يصلحش” لا يصح” الأستاذ سفيان الثور باختصار الخسارة نتيجة طبيعية لمنظومة الفساد التي يمارسها اتحاد كرة القدم منذ سنين عديدة؛ كما عبَّر جنرال الإعلام الرياضي الأستاذ/عبدالله الصعفاني عن ما حدث لمنتخبنا بهذه السطور على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك حيث قال عن خسارة المنتخب “هزيمة مهينة ساحقة ماحقة، لكنها ليست مفاجئة، ولا مستغربة لأنه ليس من نهاية للعلاقة غير الشرعية بين الكرة اليمنية واتحادها العابث الفاسد غير مولود مشوه هو المنتخب الذي شاهدناه ظهر السبت، ورأيناه قبلها أمام الفلبين، حيث كان الصفر هو الرقم المعبِّر عن اتحاد كرة قدم يمني متمسك بمكاسب الشتات، في الهجرة (تسول وتمسك بالفشل).
مثل شامي يقول (( البطيخ بيبين عالم كسر والبشر بتبين عالم عشر)) واتحاد كرة القدم مبين على المكسر وعلى المعشر منذ زمن بعيد، لكن واقع الحال الذي تمر به اليمن لم يسمح بالتصحيح أو التغيير إلى الأفضل، اختيار بعض أعضاء اتحاد كرة القدم تم بالطريقة اليمنية في اختيار واختبار سلامة البطيخ “الحبحب” بالقرع على الرأس والاستماع إلى الطنين، وفي بعض الأحيان يتم فتح البطيخة بالسكين للاطلاع على محتواها، أسلوب أشبه بجمع المعلومات عن الشخص أو الأشخاص الذين نرغب في التعامل معهم وإسناد المهمات إليهم .. شيء كان غائباً في انتخابات 2014م، ولكثير من المعلومات تم تلقيها عن طريق المروجين سماسرة الانتخابات من أصحاب المصالح الأنية، لنصبح أمام اتحاد معظم كوادره فاشلون أصابهم العقم الفكري والعجز التطويري، وأعمتهم مصالحهم الشخصية عن المصلحة العامة، وسيطر عليهم الولاء الذاتي الشخصي وتغلب على الولاء لله ثم للوطن، فلم تكن لديهم أي معرفة أو إدراك لأهمية التخطيط والتنظيم المسبق للمنافسات، وليس لديهم علم بمناهج وأسس الأعداد والتحضير للمنتخبات، ولا علم لديهم بطرق انتقاء واختيار لاعبي المنتخبات والتسويق الجيد للاحتراف الرياضي للاعبين، والاستفادة من العلوم الرياضية المختلفة في رفع مستوى المنتخبات، كعلم النفس الرياضي وعلم الاجتماع الرياضي، وعلم التدريب الرياضي، وعلم الحركة وغيرها من العلوم التي ساهمت في رفع وتأهل الكثير من المنتخبات الرياضية للدول الشقيقة والصديقة، مع اتحادنا اليمني لكرة القدم صدق المثل القائل البشر والبطيخ من الصعب أن تعرف حقيقته، بالفعل فقد صعب علينا معرفة نوايا وتوجهات الأمانة العامة لاتحاد كرة القدم، وقد نمنح المدعو العيسي العذر فهو مجرد ممول لشراء بطيخ لا يحسن اختياره.. بعد ساعات أكون في غرفة العمليات.. دعواتكم.
