أوضح مراقبون أن ما حدث من جرائم وانتهاك سافر لحياة المدنيين في مدينة الدريهمي يمثل حلقة بشعة من حلقات هذا العدوان الغاشم الذي يستهدف اليمن أرضاً وإنساناً منذ أكثر من سبع سنوات، وبينوا أن هذه الجريمة تميزت بكونها الأبشع في سلسلة الجرائم التي استهدفت المدنيين بشكل مباشر، لدرجة أنه في الدريهمي استهدف أبناؤها بالمدفعية والقصف المباشر وقد أدى ذلك إلى مقتل العشرات والمئات من المدنيين في انتهاك فاضح لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني وانتهاك لروح الإسلام الحنيف ولكل الأعراف والمواثيق الإنسانية التي تحرّم وتجرّم قتل الأبرياء لاسيما النساء والأطفال.
الثورة / أسماء البزاز
الحسين عبدالكريم السقاف -إعلامي وكاتب – أوضح: ما حدث من جرائم وانتهاك سافر لحياة المدنيين في مدينة الدريهمي يمثل حلقة بشعة من حلقات هذا العدوان الغاشم الذي استهدف اليمن أرضاً وإنسانا إلا أن هذه الجريمة تميزت بكونها الأبشع في سلسلة الجرائم التي استهدفت المدنيين بشكل مباشر لدرجة استهداف أبناء الدريهمي بالمدفعية والقصف المباشر الذي أدى إلى مقتل العشرات والمئات من المدنيين في انتهاك فاضح لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني وانتهاك لروح الإسلام الحنيف وكل الأعراف والمواثيق الإنسانية التي تحرم وتجرم قتل الأبرياء لاسيما النساء والأطفال وأيضا تخالف قوانين الحروب..
وقال السقاف: ومع بشاعة الجرائم التي ارتكبها تحالف العدوان ومرتزقتهم من قوات طارق عفاش أدوات الكيان الإماراتي إلا أن هذه الجرائم لم تحظ حتى بإدانة أو محاسبة من قبل الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان حالها حال الجرائم التي ترتكب كل يوم بحق أبناء الشعب اليمني منذ أكثر من سبع سنوات، إضافة إلى الحصار الجائر الذي أثر على كل مجريات الحياة في اليمن .. ناهيك عن جريمة قتل الأسرى في الساحل الغربي من قبل مرتزقة الإمارات.
وبيّن السقاف أن كل هذه الجرائم وغيرها الكثير كشفت لأبناء الشعب اليمني وللعالم بشاعة وإجرام هذا التحالف ومرتزقته، وأنه لا يحمل ذرة واحدة من شرف أو قيم الدين وقيم ومواثيق الحروب، وبالتالي فإن سبع سنوات من العدوان والحصار كفيلة بأن تقدم هؤلاء المرتزقة ودول العدوان إلى محكمة الجنايات الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية ولم يسبق لها مثيل في تاريخ الحروب من حصار مدينة الدريهمي وما سقط من شهداء مدنيين وكانت كافية لكشف أقنعة تحالف العدوان ومرتزقتهم وزيف شعاراتهم وأسباب إقدامهم على شن هذا العدوان على اليمن..
ويرى أن هذه الجرائم المخزية ستكون طوقاً يطوق أعناق هؤلاء القتلة وجرائم حرب لن تسقط بالتقادم وسينال مرتكبوها العقاب العادل عاجلا أم آجلا بحول الله وقوته.
عوامل الثبات
الحقوقية رجاء المؤيد قالت: من ينظر إلى جرائم العدوان السعوصهيوأمريكي على اليمن منذ ما يزيد على سبعة أعوام سيجدها – ابشع بكثير مما يتصوره العقل البشري، فتحالف الشر لم يترك وسيلة لقتل الناس إلا واستخدمها فقد قتل بالغارات النساء والأطفال والأبرياء ودمر البيوت وقصف المسعفين أيضا حتى أنه منع بقاء بعض الضحايا على قيد الحياة بعد الإغارة عليهم، قصف المستوصفات والطرق والمزارع والحيوانات وأحرق الأشجار حتى القبور والمقابر كان لها نصيبها، قصف ودمر المدارس والمساجد.. أما ما حدث في مدينة الدريهمي فكان أكثر إجراماً وبشاعة مما حدث لغيرها من المدن فقد قصفوا حتى من أراد النزوح منها والخروج والنجاة من لظى الحرب فقتلوا أسرا بأكملها، وتجمع مرتزقة العدوان وتكالبوا عليها بالآلاف لأنها كانت مفتاح الحديدة، لكن صمود وثبات المجاهدين فيها ومن بقي من أهلها كان الحصن المنيع لمدينة الحديدة والمدن الأخرى، وقد شاهدنا الفيلم الوثائقي عن ثبات وانتصار المجاهدين فيها وكيف تم الشرح حول جغرافية المدينة حتى أن بعض المعارك كانت حرب شوارع من بيت إلى بيت وكيف أن المجاهدين الصابرين لم يتركوا المرتزقة يهنأوا بالسلام والطمأنينة حتى ولو على سبيل المشاغلة وإزعاجهم، وكيف تجلى صدق ووعد الله بنصر المؤمنين ولو كان عددهم قليلا وذلك لثقة المجاهدين بأن الله معهم وناصرهم ولن يتركهم.
وتابعت حديثها : كانوا نعم المجاهدين الذين أطاعوا قيادتهم وثبتوا خصوصا بعد وصول رسالة السيد القائد عبد الملك الذي أكد فيها أن معركتهم أشبه بغزوة (أحد)، فكانت الرسالة دعما معنويا ونفسيا لهم زادت ثباتهم وعزيمتهم وصبرهم رغم شدة الحصار من كل الجهات وقلة العتاد حتى كادت الذخيرة أن تنفد، ولولا التدخل الإلهي وطلب العون من المجاهدين الأقرب منهم فجاءهم المدد ووصل الغذاء والسلاح فحاولوا أن يحافظوا على المدينة من السقوط بأيدي مرتزقة العدوان الذين بلغوا خمسة ألوية بكامل عتادهم من رجال وأسلحة ومدرعات وكان يسقط من المرتزقة الكثير من القتلى وبالأخص من القادة وكذلك تم أسر العدد الكبير منهم، وقد حاول المعتدون الحصول على أسرى من طرف المجاهدين فلم يتمكنوا حتى من أسر مجاهد واحد .
وأضافت: وبالرغم من شراسة المعركة وخبث وبشاعة العدوان حتى بلغت أقصى درجات العنف والعداوة فليس ذلك مستغربا لأنهم قد باعوا انفسهم للشيطان الأكبر أمريكا وسلموا لأدواتها في المنطقة نظامي آل سعود وآل نهيان اللذين سلما لأمريكا وإسرائيل، بينما سلم المجاهدون لله تعالى وللقائد العلم وأطاعوه لأنهم عرفوا أن طاعة السيد القائد من طاعة الله ورسوله وثبتوا ثبات الجبال الرواسي التي لن تزول إلا بأمر الله تعالى، فلم يتزحزحوا من مواقعهم وأماكنهم مهما حصل، كما كان صمود أهل المدينة وما أعظم تلك المرأة التي قالت إنهم لن يرحلوا عن بلادهم ولو قتلوا جميعا ولم يجدوا حتى من يدفنهم.
معتبرة ذلك الصمود أحد عوامل الثبات والنصر في مواجهة تلك المدرعات والطائرات التي كانت تمشط المكان وتقصف وتدمر كل شيء في سبيل كسر المجاهدين الصابرين والثابتين مع الشرفاء من أهل المدينة حتى كانت ثمرة ذلك كله بفضل الله انهزام العدو وانسحابه من الساحل، فماذا لو سلّم أهل الدريهمي والمجاهدون للعدوان ولم يثبتوا حتى بعد انتهاء ذخيرتهم حتى وصلوا إلى آخر قذيفة.. ماذا لو كان إيمانهم بالله ضعيفا؟ ماذا لو كانت ثقتهم بالله مهزوزة وغير ثابتة ..ما الذي كان سيحدث؟
وبينت المؤيد أن صمودهم وثباتهم جعل المدينة عصية على العدو بل إنها استنزف العدو ورجاله وسلاحه وباءت كل مخططاتهم بالفشل خاصة أنه لم يكن العدوان يتوقع من أهل تهامة الوقوف بوجهه كما سبق وذكرت عن الرئيس الشهيد صالح الصماد الذي استشعر أهمية تعزيز ثبات جبهات الساحل، إذا كان الأعداء يراهن على أن أهل المناطق التهامية سيستقبلونهم بالورود لأنهم قد قاموا بتدجينهم ثقافيا ليكونوا بصف التحالف إلا أن الموازين والمخططات أنقلبت على رؤوسهم وبدلاً من أن يُستقبلوا بالورود كما ظنوا استقبلوا بفوهات البنادق من قبل الأحرار من أبناء تهامة مع إخوانهم المجاهدين ، فتحملوا الحصار ليمنعوا حصار 25 مليوناً من الشعب اليمني لأنهم لو دخلوا الحديدة لأطبقوا الخناق على الشعب بأكمله ، رحم الله الشهداء وتقبل الجرحى ونصر المجاهدين وثبت أقدامهم .
لحظة بلحظة
الكاتبة بلقيس السلطان تقول من جانبها: لقد كشف حصار قوى العدوان مدينة الدريهمي الكثير من العناوين الزائفة التي يتغنى بها المعتدون وتساقطت الوجوه الكاذبة التي يظهرون بها بتمثيل دور المنقذين خاصة الدور المخزي للأمم المتحدة التي لم تحرك ساكناً لفك هذا الحصار أو إمداد المواطنين بما يحتاجون من غذاء ودواء إلا بعض المعونات التالفة التي لا تصلح حتى للحيوانات .
وأضافت: لقد وثقت عدسات المجاهدين معاناة أبناء الدريهمي المحاصرين لحظة بلحظة، وسجلت أصوات أوجاعهم وأنينهم وحاجتهم للغذاء والدواء، حتى أسراهم داخل المدينة لم تأخذهم بهم رأفة أو رحمة! فليس بغريب على قوى العدوان ما فعلوه في حصار الدريهمي، فمن جاء ليستبيح أرضك وعرضك لن يستثني انتزاع روحك، وهذا ما فعلوه منذ الضربة الأولى لعدوانهم، فقد كان هدفهم الأول هو إزهاق أرواح الأبرياء، وما حصار الدريهمي إلا صورة مصغرة لحصار جوي وبري وبحري أكبر تعيشه المناطق المحررة، وكما تحررت الدريهمي بفضل الله وفضل المجاهدين الأحرار ستتحرر اليمن بأكملها بإذن الله، والعاقبة للمتقين.
الأمم المتحدة
الناشط ناجي المدري قال: الفيلم الوثائقي لحصار مدينة الدريهمي كشف الوجه القبيح للعدوان وجرائمه بحق الإنسانية، فهناك كان داخل المدينة أسر كاملة، وقد توفي أغلب أفراد بعض الأسر بسبب نقص المواد الطبية والغذائية.
ومضى قائلا: شاهدت في التلفاز مآسي ودمارا كبيراً حتى خزانات المياه تم قصفها، حتى المستشفيات والعيادات تم تدميرها.. حصار وجرائم وقصف عشوائي يومياً على منازل المواطنين، حصار متواصل من جميع الجهات برا وبحرا وجوا.
وقال المدري: الغريب أن الأمم المتحدة سمحت بدخول قافلة إلى داخل المدينة إلا أنه اتضح أن القافلة كانت عبارة عن خزنات ومنظفات ودقيق منتهي الصلاحية.
حالة مأساوية
عبد الواحد الشرفي – عضو مجلس الشورى – من جهته قال: كشف عدوان تحالف قوى الشر الأمريكي والسعودي والإماراتي على مدينة الدريهمي وحصارها لأكثر من عامين مدى وحشيتهم وبشاعة عدوانهم في حملة الإبادة الجماعية لأهالي مدينة الدريهمي والمرابطين فيها، وتعدى مسلسل وأحداث الأعمال الإجرامية لهم سعيهم إلى طمس معالمها التاريخية والدينية حيث ركزوا على المساجد الأثرية، منها ما تم استهدافه ببوارج وطائرات العدوان كمسجد السيد علي بن مقبول الذي يتسم بالنقوش الأثرية التي توحي بالطابع الإسلامي الأصيل الذي يحاول الوهابيون طمس آثاره كي يفقد الشعب اليمني أصالته وهويته الإيمانية.
وأضاف: لأن الانتقام جاء جماعيا فقد شمل إجرام العدوان انتهاكه المحرمات والمقدسات واستهداف علماء مدينة الدريهمي، وكان آخره اغتيال العلامة يحيى المنصب الذي استشهد بغارة تجسسية داخل منزله قبل أقل من شهر على فك الحصار .
وتابع: علاوة على استهدافه كل الخدمات المرتبطة بحياة المواطنين ، وتدمير منازلهم ، كل ذلك وغيره لا يتسع المجال لذكره وهو يدل على أننا أمام عدوان غاشم يهدف إلى إحراق الأخضر واليابس، وعند الوقوف أمام مأساة أبناء الدريهمي نجد أن ما قام به تحالف العدوان هي جرائم حرب ضد الإنسانية تمت على مرأى ومسمع مما يسمى بالمجتمع الدولي في ظل تواطؤ الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن وبعثتها المكلفة بالإشراف على تنفيذ اتفاق ستوكهولم الذي يمكن القول إنه مثل غطاء لتنفيذ تلك الجرائم الكارثية التي يندى لها جبين الإنسانية.
وبيّن الشرفي أنه وبالرغم من الحالة المأساوية التي عاناها أبناء الدريهمي، إلا أنهم سطروا مع إخوانهم في الجيش واللجان الشعبية أروع ملاحم الصمود والبطولات الأسطورية وصنع المعجزات التي حققت النصر المبين ، وتجلت فيها عظمة المؤمنين بالله وبعدالة قضيتهم ، وفضحت قوى العدوان والبغي وتجردها من كل القيم والأخلاق الإنسانية.
معجزة إلهية
نايف حيدان –الشورى- قال: ما حدث في مدينة الدريهمي بمحافظة الحديدة معجزة إلهية بحق وحقيقة، فبالرغم من بشاعة وإجرام ووحشية قوى العدوان بالحصار واستخدام مختلف أنواع الأسلحة إلا أن المعنويات العالية والإيمان بالقضية كانت هي الأقوى والقادرة على فك الحصار والتنكيل بالمرتزقة وإفشال مخططاتهم .
وأضاف: مجاهدون تنفد ذخائرهم وسلاحهم فيعوضونها بهجوم على مواقع المرتزقة وخلال ١٥ إلى ٢٠ دقيقة يكونون قد تزودوا بالسلاح والذخيرة من مخازن المرتزقة، مواطنون ومجاهدون يأكلون أوراق الأشجار من شدة الجوع والحصار فتأتيهم صواريخ مزودة بمختلف أنواع الغذاء ليشبعوا جوعهم، يقابل ذلك كذب وتشدق منظمات ترسل للدريهمي دقيقا فاسدا وأدوات نظافة ودبات مياه فارغة.
وقال: كان الحصار المفروض على مدينة الدريهمي خانقا ومميتا وكان استخدام الأسلحة المحرمة دوليا من قبل دول العدوان على المدينة وسكانها كثيفا ويقضي على الشجر والحجر إلا أن العناية الإلهية كانت حارسة وراعية لسكان المدينة والمجاهدين الأبطال .
وتابع: كلمة المرأة التي عبِّرت عن رفضها الخروج من المدينة ومغادرة مسقط رأسها حتى لو تحولت إلى تراب كانت كافية ومعبِّرة عن العزيمة والإرادة التي يتحلى بها اليمني وعلى لسان امرأة بسيطة، فدول العدوان مارست كل أشكال الضغط والقتل بمختلف أنواع الأسلحة لتخلي المدينة من سكانها إلا أن دفء وتراحم وتلاحم المواطنين مع المجاهدين كان كافياً لتحقيق الانتصار.
وأضاف: اليوم ودول العدوان تتشدق بأكاذيب محاصرة مدينة تعز.. أين المقارنة بين حصار الدريهمي وما يحدث في تعز؟. أجل فقد كشف حصار العدوان لمدينة الدريهمي مدى الحقد والجرم الذي ارتكب بحق مواطنيها قتلا وتجويعا في ظل تغابي وتجاهل وتزييف أممي وكيل بمكيالين، فلو كان من يدافع عن مدينة الدريهمي غازيا ومحتلا كما كان يدعي إعلام المرتزقة لما ظلوا فيها ساعة واحدة ولما تحملوا الجوع وصبروا على القتل والدمار الذي طالهم ولكنهم، أي سكان المدينة كما غيرهم في مختلف محافظات اليمن – لم ولن يقبلوا بالغزاة والمحتلين أن يدنسوا أرضهم، وهذا ما أثبتته السنوات السبع الماضية .