"مسيرة الأعلام" الاستفزازية للعدو الإسرائيلي قد تكون شرارة الحرب القادمة
“حماس” “والجهاد” تدعوان إلى النفير العام في الداخل الفلسطيني والتضامن من قادة وشعوب الدول العربية والإسلامية ضد المسيرة
الهيئة الإسلامية المسيحية تدعو للاحتشاد في القدس ورفع الأعلام الفلسطينية
الثورة / محمد الجبري
يستعد الفلسطينيون في الداخل المحتل للنفير صوب مدينة القدس والمسجد الأقصى، للرباط وحماية المدينة المحتلة ومسجدها المبارك من عبث المستوطنين.
وكأن التاريخ يعيد نفسه، هو تماماً ما ينطبق على هذه الأيام التي يعيشها الفلسطينيون، فقبل عام اندلعت “معركة سيف القدس” التي جاءت رداً على مسيرة الأعلام في مدينة القدس المحتلة، لتعاد الكرة مرةً أخرى، ويهدد المستوطنون “بمسيرة الأعلام” اليوم 29-5-2022، التي فَجرَت التهديدات المتبادلة بين المقاومة الفلسطينية، و”إسرائيل”.
فالقرار “الإسرائيلي” بالسماح بمسيرة الأعلام فتح الباب على مصراعيه أمام المقاومة الفلسطينية، التي أعلنت استعدادها للرد على مسار المسيرة، التي قرر الاحتلال مرورها من باب العامود والحي الإسلامي باتجاه حائط البراق، وسط إصرار “إسرائيلي” على استمرار مسارها.
العام الماضي، مُنع المستوطنون من المرور عبر باب العامود، إذ أمر رئيس الوزراء آنذاك، بنيامين نتنياهو، في اللحظة الأخيرة بتغيير مسار المسيرة بسبب الخوف من تصعيد أمني، إلا أن اقتحام المسجد أدى لاشتعال المنطقة بمعركة سيف القدس.
بين التهديد والوعيد، ومحاولات تثبيت المعادلات، تستمر لغة التهديد بعدم القبول بمرور مسيرة الأعلام وتنفيذ سياسات الاحتلال في القدس والمقدسات الإسلامية، الأمر الذي يطرح السؤال بهل يمكن أن تكون مسيرة الأعلام شرارة الحرب المقبلة..؟
ويُخطّط المستوطنون لتنظيم مسيرتهم التي سيتخللها اقتحام المسجد الأقصى المبارك، اليوم الأحد، من الساعة 07:00 وحتى 11:00، ومن الساعة 13:30 حتى 14:30 ظهرًا، بمشاركة حاخامات وأعضاء كنيست ورؤساء مجالس وشخصيات عديدة.
يُذكر أنّ رئيس وزراء حكومة الاحتلال نفتالي بينيت، قرّر أمس الأول الجمعة، أن تجري “مسيرة الأعلام” الاستفزازية في البلدة القديمة في القدس المحتلة، اليوم الأحد، وِفق مسارها المُقرّر، ما يعني مرورها بباب العامود والحي الإسلامي.
الهيئة الإسلامية المسيحية
من جهة أخرى أكدّ الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس، حاتم عبد القادر، أمس السبت، على دعوة القوى الوطنية والإسلامية، للاحتشاد في باب العامود والبلدة القديمة وشد الرحال للمسجد الأقصى المبارك، ورفع الأعلام الفلسطينية في القدس.
وبين عبد القادر، أن الدعوة تأتي للتأكيد على السيادة الفلسطينية بالقدس، والتصدي لأي اعتداء على الأقصى، ووصف المسيرات التي دعت لها الجماعات اليهودية بـ”المستفزة”، موضحا أن هدفها هو التأكيد على ما يسمى بالسيادة الإسرائيلية على القدس، وللمطالبة بهدم قبة الصخرة.
ودعا الفلسطينيين في مدينة القدس والداخل الفلسطيني للاحتشاد في باب العامود والبلدة القديمة، وشد الرحال إلى “الأقصى”، للتصدي لمسيرة الأعلام التهويدية التي سينظمها المستوطنون عصر اليوم الأحد.
وطالب عبد القادر، أصحاب المحلات التجارية في البلدة القديمة، بفتح محلاتهم كالمعتاد، وعدم الانصياع لأي محاولة من جانب شرطة الاحتلال لإرغامهم على إغلاقها.
وحثّ المواطنين والمؤسسات على رفع الأعلام الفلسطينية في كافة المناطق والأحياء، وفي الفعاليات التي ستنظم، وتكريس كافة المظاهر السيادية الفلسطينية في مواجهة مسيرة المستوطنين ومنعهم من ممارسة عربدتهم.
وأهاب بالمواطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات الفلسطيني، بتنظيم فعاليات تضامنًا ونصرة للقدس ومقدساتها، مشيرا إلى أن ذلك يهدف للتأكيد على أن الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده يقف صفًا واحدًا للدفاع عن عروبة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.
مسؤولية الاحتلال للعواقب
وحمل أمين عام الهيئة الإسلامية المسيحية، سلطات الاحتلال مسؤولية “العواقب الخطيرة” لهذا التصعيد، وما ينشأ عنه من “انفلات لزمام الأمور سيتجاوز قدرة الاحتلال على احتوائه”.
وشدد عبد القادر على أنه “لا سيادة على المدينة المقدسة (القدس) إلا السيادة الفلسطينية، وهو ما أكده الفلسطينيون في الماضي، وهم قادرون على تأكيده مجددًا”.
دعوات أممية
دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط، تور وينسلاند، يوم أمس إلى “اتخاذ قرارات حكيمة لتجنب موجة توتر جديدة”، وذلك في ظل تنظيم المستوطنين “مسيرة الأعلام” الاستفزازية في قلب البلدة القديمة بالقدس المحتلة، اليوم الأحد.
جاء ذلك في بيان صدر عن وينسلاند بالتزامن مع التحذيرات التي أطلقتها فصائل المقاومة في غزة، وفي مقدمتها حركة حماس، من عودة التوتر في حال اقتربت “مسيرة الأعلام” من المسجد الأقصى.
وقال وينسلاند: “مع اقتراب يوم 29 مايو، أدعو جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس واتخاذ قرارات حكيمة لتجنب صراع عنيف آخر لن يؤدي إلا إلى إزهاق المزيد من الأرواح”.
وأضاف المبعوث الأممي أن “رسالة المجتمع الدولي واضحة لتجنب مثل هذا التصعيد”، مشيرا إلى أنه أجرى اتصالات مع “جميع الأطراف المعنية” وحث قادتهم على الاستجابة لهذه الدعوة.
رد فصائل المقاومة
دعت حركة “حماس”، أمس السبت، جماهير الشعب الفلسطيني إلى النفير العام اليوم الأحد، وشد الرحال والرباط والاعتكاف في المسجد الأقصى المبارك.
وفي بيان صحفي لها، حثت حماس على “الاحتشاد الواسع في عموم فلسطين المحتلة وخارجها دفاعا عن القدس والأقصى، وحماية لمقدساتنا الإسلامية والمسيحية، ورفع العلم الفلسطيني في كل مكان، تأكيدا على عروبة الأرض والقدس، وأن لا سيادة فيهما إلا للفلسطينيين وحدهم”.
وأضاف البيان: :”ليكن يوم اليوم، هبة جماهيرية واسعة لشعبنا وأمتنا دفاعا عن القدس والأقصى، وتأكيدا على عروبة الأرض، برفع العلم الفلسطيني في كل مكان”، داعية الأمة العربية والإسلامية، قادة وحكومات، شعوبا وأحزابا، ومنظمات وهيئات علمائية، إلى “اعتبار يوم اليوم يوما مقدسيا مشهودا، تتحرك فيه قوى الأمة جميعها، على الصعد كافة، لإفشال مخططات الاحتلال التهويدية”.
وتابعت الحركة في بيانها: “تلك مسؤولية تاريخية يضطلع بها شعبنا الفلسطيني البطل وأمتنا العربية والإسلامية العظيمة، فنحن شركاء في الدفاع عن قبلة المسلمين الأولى ومسرى الرسول الأمين، وتحرير الأرض من الاحتلال الصهيوني الغاشم، لتعود فلسطين إلى أهلها وحضن أمتها، ولتصبح قبلة الأحرار في العالم”.
من جانبه قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور يوسف الحساينة: “إن المرابطين في المسجد الأقصى المبارك وفي مدينة القدس المحتلة، وفي كل محطة من محطات الصراع والمواجهة مع العدو الصهيوني، يثبتون أنهم على قدر من المسؤولية الوطنية والأخلاقية للدفاع عن مقدسات شعبنا وأمتنا، وإفشال مخططات الاحتلال، حتى ولو تخلّى عنهم الأقربون والبعيدون.
وأضاف الدكتور الحساينة في منشور على حسابه في الفيسبوك: “ها هم اليوم -المقدسيون- يؤكدون بنضالهم أن الشعب الفلسطيني ما زال في ميادين الشرف والمقاومة يدافع ويذود عن مقدسات الأمة حتى يتمكن من إسقاط أوهام وأحلام الكيان الصهيوني الغاصب والطارئ”.
كما دعت حركتا أبناء البلد وكفاح في الداخل المحتل لشد الرحال للقدس والمسجد الأقصى اليوم الأحد للتصدي لما تسمى مسيرة الأعلام. وأهابت الحركتان بأهالي الداخل بالنفير للدفاع عن مقدساتنا من عبث المستوطنين، مؤكدة على ضرورة التواجد في القدس منذ ساعات الصباح الباكر قبل إغلاق الاحتلال للطرق والشوارع، ودعت المواطنين الذين لن يستطيعوا الوصول للقدس، لتنظيم تظاهرات جماهيرية داخل المدن والقرى المحتلة.
من جهتها، حذرت اللجنة الشعبية في مدينة اللد المحتلة من نتائج المسيرة الاستفزازية التي ينوي المستوطنون تنفيذها في المدينة، مؤكدة أنّ أهالي اللد سيقفون بالمرصاد في وجه كل من يهدد الوجود الفلسطيني، أو يسعى إلى الاعتداء على المواطنين مقدساتهم وممتلكاهم. كما شددت اللجنة الشعبية على أنها لن تسمح بمظاهر العربدة والزعرنة اليهودية مهما كلف ذلك من ثمن.
أكدت حركات الداخل المحتل إلى شد الرحال للمسجد الأقصى المبارك باكرًا ورفع العلم الفلسطيني في كل ربوع القدس وصولًا إلى ساحة باب العامود، في اليوم الذي يعتزم المستوطنون فيه تنظيم مسيرة الأعلام الاستيطانية. وحثّ الحراك الشبابي الشعبي في القدس، أهل القدس إلى اعتبار يوم الأحد الذي هو اليوم، يوم العلم الفلسطيني، وإلى رفعه بكلّ شكل ممكن في سماء المدينة على كل بيت وشارع ومنشأة.
وفي دعوة منها طالبت من الحرار الوصول بالعلم إلى ساحة باب العامود لكلّ قادر على الوصول إليها، في مواجهة مسيرة الأعلام التي يسعى الاحتلال إلى فرضها وتمريرها عبر باب العامود. وأهاب “بأهلنا من كل فلسطين المحتلة، وبالذات أهلنا وعزوتنا في الداخل المحتل لشدّ الرحال إلى المسجد الأقصى منذ فجر اليوم الأحد لنقف صفًّا واحدًا في وجه الاقتحام الصهيوني كما وقفنا معًا في 28 رمضان الماضي”.
وعلى مدار الأيام الماضية، حذرت الفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة إسرائيل من إقامة “مسيرة الأعلام”، في حين رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، تغيير مسارها المقرر، ما يعني مرورها بباب العامود والحي الإسلامي داخل أسوار البلدة القديمة في القدس.