الثورة / عبدالله الشريف
يقال إن الحاجة أم الاختراع.. وهو ما جسده الشاب ناصر علي الدهمشي، من أبناء مديرية جبل مراد بمحافظة مارب، الذي خاض غمار التحدي لتجاوز تداعيات العدوان والحصار التي سببت الكثير من الصعوبات والمعاناة للمزارعين وجعلت الكثير منهم يعجزون عن حرث أراضيهم.
المزارع الدهمشي أوضح في حديث لـ(سبأ) أنه وجد نفسه أمام خيارات صعبة فإما التوقف عن الزراعة مصدر دخله الوحيد أو البحث عن وسيلة أخرى يستطيع من خلالها حراثة أرضه وبأقل التكاليف، خصوصا أنه شاب ذكي ولديه شغف بالزراعة واكتشاف أسرار المعدات.
من هنا تبلورت في ذهنه فكرة تحويل دراجته النارية إلى وسيلة للحراثة، والتي رأى أنها الأنسب في ظل شحة وارتفاع أسعار الوقود والتكاليف الباهظة لشراء أو استئجار حراثة زراعية.
بدأ المزارع الدهمشي أولى خطوات تنفيذ فكرته بإصلاح دراجته النارية ومن ثم إضافة بعض الهياكل إليها ليستفيد منها في التنقل وتحميل أغراضه على متنها.
عقب ذلك قام بتركيب هيكل خلفي للدراجة وإضافة آلة حراثة بمواصفات عالية ومهام متعددة.
ويؤكد الشاب ناصر أن هذا الابتكار سهّل عليه الكثير من المعاناة في حراثة الأرض وبأقل التكاليف، كما أن حراثته المبتكرة ما تزال قابلة للتطوير ومن الممكن لغيره من المزارعين الاستفادة من تجربته.
وأشار إلى أن التداعيات الصعبة المترتبة على العدوان والحصار هي التي دفعته للعمل في الزراعة، كما أن الصعوبات التي واجهها – ومنها أزمة الوقود وارتفاع أسعار تأجير الحراثات – جعلته يبحث عن بديل أو وسيلة مناسبة تمكنه من الاستمرار في مزاولة النشاط الزراعي وهو ما حققه بالفعل من خلال هذا الابتكار.
ويرى المزارع الدهمشي أن هناك إمكانية لابتكار الكثير من الحلول لتخفيف معاناة المزارعين في حال توفرت الإمكانيات اللازمة، سواء ما يتعلق بحراثة الأرض أو غيرها من المعدات الزراعية التي تشجع المواطنين على التوجه نحو الزراعة التي أهملت خلال العقود الماضية وتم الاعتماد على الاستيراد ما أدى إلى نتائج كارثية على الوضع المعيشي والاقتصادي.
ويمثل المواطن الدهمشي أنموجا حيا، وواحدا من أبناء الشعب اليمني الذين صمدوا وواجهوا الحصار والعدوان وحولوا التحديات إلى فرص، فحققوا بذلك الكثير من قصص النجاح في مختلف المجالات، ومنها الجانب الزراعي لما له من أهمية بالغة في تأمين الغذاء وتحقيق الاكتفاء.