الهدنة تدخل "ربع الساعة الأخيرة ".. نوايا العدوان تجاه السلام الدائم محل اختبار
السياسي الأعلى يدرس طلب التمديد.. شروط صارمة وملف إنساني يتسع في حال الموافقة
الثورة/ إبراهيم الوادعي
دخلت الهدنة العسكرية الإنسانية ربع الساعة الأخيرة، وسط انخفاض مؤشر العرقلة والمماطلة لدى تحالف العدوان السعودي الأمريكي، ينبع ذلك من رغبته في تمديد الهدنة، يقول مطلعون إن تحالف العدوان يعيش وضعا مربكا، وإن صنعاء قدمت من خلال الهدنة الحالية الدليل الكامل على استعدادها للسلام الذي افتقر إلى جدية تحالف العدوان .
المجلس السياسي الأعلى يدرس طلبا بالتمديد، الشروط اليمنية في حال الموافقة ستكون أكثر صرامة واتساعا فيما يخص لجم الخروقات العسكرية وتوسيع دائرة الملف الإنساني كحق إنساني للشعب اليمني، على أن تبدأ الخطوات الفعلية لوقف العدوان ورفع الحصار .
المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ في صنعاء يؤكدان على أن الهدنة مجرد تهيئة للمضي في طريق السلام الدائم وليست غاية بحد ذاتها، وأن صنعاء دخلت إلى الهدنة من موقف قوة ومصداقية افتقد كليهما تحالف العدوان نتيجة القوة اليمنية الصاعدة والمتغيرات الدولية لغير صالح المعسكر الغربي.
د. ياسر الحوري – أمين سر المجلس السياسي الأعلى :
نحن نشعر في المجلس السياسي الأعلى في الجمهورية بصنعاء أنه ليست هناك جدية حقيقية لدى تحالف العدوان السعودي الأمريكي في إحلال السلام، هو يريد يمناً ضعيفاً يمناً مقسماً يمناً مشتتاً، أيضا في نفس الوقت التغيرات التي حصلت في المنطقة في العالم دفعت تحالف العدوان باتجاه المهادنة، وأيضا بعد عملية كسر الحصار الثالثة التي كانت عملية واسعة وخطيرة على تحالف العدوان، أدرك العدوان انه يخطئ باستمراره في القتال في ظل المتغيرات التي يمر بها العالم وباستمراره في العمليات العسكرية للقتال .
ونحن نقول اذا كانت هناك جدية نحو السلام فيجب أن يكون هناك وقف دائم للنار وقف للعدوان ورفع للحصار، هذه أسس للعملية والملف الإنساني، بعدها ينتقل الجميع للحديث في أي ملفات عسكرية، ومن ثم العملية السياسية، ونحن طرحنا واضح في حكومة الإنقاذ بصنعاء وعلى الطرف الآخر أن يفهم الإشارات التي ترسل بها صنعاء .
لا يوجد حديث عن تمديد الهدنة من قبل المجلس السياسي في صنعاء حتى تثبت حسن النوايا من قبل تحالف العدوان في ملفات إنسانية وفي ما يخص الملف الإنساني، وأيضا نحن لا نريد ملفاً إنسانياً يقطر تقطيراً للشعب اليمني، الملف الإنساني حق للشعب اليمني ومن الواجب على تحالف العدوان الإقرار بذلك .
حكومة صنعاء على أبواب نصر كبير، وهي تمضي منذ سبع سنوات في عملية صمود كبيرة وواسعة بمواجهة العدوان والحصار، وما يقابل كل هذا هو تحقيق النصر، لكنها وانطلاقا من مبادئ اليمن العريقة والإسلام إن جنح العدو نحو السلام الحقيقي الذي يحفظ لليمن حقوقه وسيادته وكرامته تجنح له من موقع قوة لا استجداء .
وعلى العدوان أيضا الوفاء بالتزامات الحرب بملف التعويضات وإعادة الإعمار وانسحاب كامل القوى الأجنبية من كل الأراضي اليمنية قبل الحديث عن أي تفاوض سياسي .
– د. إسماعيل المحاقري – وزير الشؤون القانونية، وقال:
الهدنة مطلب للطرف الآخر كونه وصل إلى وضعية فرضت عليه وقف العمليات القتالية نتيجة أوراق داخلية لديه هو.
موقف المجلس السياسي الأعلى في صنعاء كان واضحاً دخول إلى الهدنة كخطوة نحو إيقاف الحرب ورفع الحصار بصورة دائمة، شريطة أن يستبعد من مجال التفاوض أو النقاش نستبعد تماما الملف الإنساني كونه حقاً إنسانياً وكون لقمة العيش ليست ورقة للتفاوض.
مسألة هل الهدنة اتفاق، طبعا لا، هي عبارة عن فترة استراحة يبدو أن العدو وصل إلى فترة مرهقة بالنسبة إليه وهو يعلن استعداده للتفاوض.
صنعاء هي من فرضت الشروط الإنسانية، والمطالب به من قبل تحالف العدوان هو وقف الحرب، عبارة عن هدنة غير مفسرة وغير واضح نتائجها، والموقف الوطني كان واضحاً بالضغط لفرض الملف الإنساني بما يعكس حسن النوايا، وبالرغم أننا لم نصل إلى ما نريده لكنها خطوة جيدة .
أنا كرجل قانون قبل أن أكون وزيرا للشؤون القانونية أؤكد أن تحالف العدوان يتهرب من استحقاقات وقف الحرب بشكل دائم، فعوضا عن الهزيمة هو يماطل علّه يتخلص من ملفات التعويضات وإعادة الإعمار، وملف جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية الثقيل جدا جراء ما ارتكبه التحالف على مدى 7 سنوات، لكن تهربه هذا لن يدوم، هناك متغيرات اليوم أو غدا وسيجد نفسه يوما ما في المحاكم الدولية، صحيح أنهم استطاعوا حاليا شراء الذمم كون أمريكا هي من تتبنى مشروع العدوان، لكن العالم يتغير والحقوق لا تموت بتقادم السنين.
قراءتي لتحالف العدوان أنه غير جاد إلا إذا سبق انتهاء الهدنة الحالية مبادرات تقدم حسن نوايا، وتظهر الجدية في الانتقال نحو الخطوة الثانية لوقف دائم للحرب وتحقيق السلام، وهذا مرهون بقادم الأيام .
القوى السياسية اليمنية تبقى على توقعاتها ضمن المربع السلبي في عدم إمكانية تحقيق السلام وجدية تحالف العدوان، انطلاقا من المماطلة والعرقلة التي شهدها الجانب الإنساني من الهدنة تحديدا.
– طارق الشامي – الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام تحدث قائلاً:
” الهدنة هي خطوة نحو تحقيق سلام شامل وعادل، ما تم الاتفاق عليه من نقاط حول الهدنة خلال الشهرين الماضيين لم يتم تنفيذ كل ما تضمنته الهدنة، لايزال هناك عرقلة لدخول سفن الوقود، مطار صنعاء استمر إغلاقه وعرقلة فتحه حتى قبيل انتهاء الهدنة بعدة أيام، لايزال هناك تعنت في مسألة فتح الطرقات”.
الشعب اليمني تواق نحو السلام، والطريق نحو السلام مرهون بمدى الالتزام بمضامين الهدنة، وما تم الاتفاق عليه والانتقال بعد لك إلى مرحلة متقدمة من إعلان تحالف العدوان عن إيقاف العمليات العسكرية التي شنها على اليمن ورفع الحصار الكامل وإعادة الإعمار وانسحاب القوات الأجنبية من الأراضي اليمنية، وان تكون الجمهورية دولة ذات سيادة لا يتدخل في شؤونها، وان يترك لليمن الحوار في شكل الحكم والانتقال نحو ما يطلبه شعبنا اليمني من تحقيق الأمن والاستقرار.
وبالتالي الالتزام بالهدنة وما اتفق عليه هو خطوة نحو السلام، ولكن نحن نؤمل فيما بقي من هذه الهدنة، بأن يكون هناك التزام حقيقي من قبل تحالف العدوان، وأن تكون هناك جديدة والجدية تأتي من بنود تم الاتفاق عليها وترجمتها على أرض الواقع وأيضا تهيئة الأجواء إلى مرحلة متقدمة.
لم يكن الهدف من الهدنة هو الانتقال إلى هدنة أخرى وهدنة تالية، ونرى أن الهدنة هي لإثبات الجدية بإيقاف العدوان من قبل تحالف العدوان وإعادة إعمار اليمن وجبر ما سببه من أضرار اجتماعية واقتصادية وما يستتبع ذلك لاحقا من ملف.
لكن اعتبار الهدنة ورقة سياسية وورقة ضغط على الجمهورية اليمنية والمجلس السياسي الأعلى، فهذا أمر مرفوض، نحن نؤكد كقوى سياسية بأن الهدنة هي محطة تهيئة لوقف العدوان وتنفيذ الاستحقاقات التالية كملف التعويضات وجبر الضرر والملف السياسي والعسكري وفي حال تنصل تحالف العدوان عن التزاماته فالشعب اليمني جاهز لأي خيارات وما تحدده القيادة السياسية والعسكرية، وبالتالي هناك فرصة سانحة أمام تحالف العدوان بدرجة رئيسية لإثبات حسن النوايا وبما يشجع على المضي نحو السلام الكامل والعادل” .
– حميد عاصم الأمين العام المساعد للتنظيم الشعبي الناصري:
” لا شك أن السلام مطلب الشعب اليمني منذ بدء العدوان في مارس 2015م، وطريق السلام واضح يبدأ بوقف العدوان ورفع الحصار وفي مقدمة ذلك فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة.
الهدنة تأتي لفترة محدودة ثم نأتي بعد ذلك لمتطلبات السلام وتشمل كما قلت فتح المطارات والموانئ والطرقات بما يرفع المعاناة عن الشعب اليمني، للانتقال نحو الملف العسكري والملف السياسي .
تحالف العدوان لم يلتزم بشيء على مدى فترة الهدنة سوى في الربع الأخير من الهدنة فالسفن لا تزال تُحتجز والمطار مغلق حتى الربع الساعة الأخيرة من الهدنة، هناك 16 رحلة جوية وهناك 16 سفينة .
هم يريدون أن نمدد الهدنة دون أن يكون هناك تنفيذ، دون الالتفات لمطالب الشعب اليمني، فلذلك إذا دخلنا هدنة في هدنة فالخسارة ستكون على الشعب اليمني دون وفاء والتزام الطرف الآخر بما يجري التوقيع عليه .
تحالف العدوان يتهرب من وقف الحرب إلى الهدنة لأنه يدرك قوة الشعب اليمني حالياً، ويدرك مدى القوة اليمنية التي ستوجع المملكة وبالتالي هو يسعي إلى الهدنة علّه يلخبط الأوراق الداخلية ..
الهدنة هي تهيئة من أجل السلام لكن ما نراه خلال الشهرين الماضيين من عمر الهدنة أنهم لا يلتزمون ويريدون فقط تمديد الهدنة دون التزام .
المجلس السياسي قال أنه سيدرس طلب الهدنة وسيرى ما تم تنفيذه ومالم يتم تنفيذه وعلى ضوئه يتم اتخاذ القرار .
المطلب الأول للشعب اليمني هو وقف العدوان ورفع الحصار، صنعاء تولي الملف الإنساني أولوية باعتباره حقا لا ورقة تفاوض هذا أن كان للطرف الآخر جدية في وقف العدوان “.
من جانبهم يشاطر محللون سياسيون القوى السياسية اليمنية نظرتها غير التفاؤلية في عدم جدية تحالف العدوان بالوصول إلى عتبة السلام الحقيقي والدائم، ويلفت الزبيدي إلى أن الشق العسكري من الهدنة شهد هو الآخر خروقات كبيرة .
– عبد الغني الزبيدي – محلل سياسي وعسكري :
” فيما يتعلق بالهدنة هناك نقاط كان يجب أن تنفذ خلال الفترة الماضية فيما يتعلق بالجوانب الإنسانية ، لأنك عندما تتحدث عن هدنة أنت تتحدث عن وقف اطلاق النار والخروقات التي قد يقوم بها أي طرف من الأطراف ، وخلال الشهرين الماضيين يمكن القول انه لم يكن هناك جدية فيما يتعلق بوقف اطلاق النار أو الملف الإنساني لجهة الرحلات الجوية وسفن الوقود، حيث ظلت العمليات العسكرية قائمة ، ظلت الخروقات الكبيرة قائمة نتحدث عن عمليات عسكرية تم فيها قتل أبرياء ، فنحن أمام مخاتله ومخادعة انطلت على وسائل الإعلام والأمم المتحدة .
إذا كان هناك من جدية نحو الانطلاق باتجاه هدنة جديدة فعلينا أن ننظر بتفريق ما بين الهدنة ومتطلباتها وما بين العمليات العسكرية التي هي جزء أساسي لتنفيذ أي هدنة قادمة .
يبدو أن تحالف العدوان تعرض لضغط نتيجة العلميات العسكرية الكبيرة اليمنية داخل العمق السعودي، ونتيجة الأحداث في أوكرانيا والمتغيرات الدولية، فقفز إلى موضوع الهدنة المائعة التي لا تلبي مطالب الشعب اليمني، هدنة لمدة شهرين لا يلتزم خلالها بتنفيذ ما اتفق عليه .
مطلب الشعب اليمني هو المضي نحو السلام، ونحن لا نريد هدنة لكسب الوقت، الولايات المتحدة راعية العدوان لا تريد السلام، ذلك واضح من تصريحات بايدن الرئيس الأمريكي وأركان الإدارة الأمريكية.
يقدر للقيادة في صنعاء سعيها لتنفيذ ما اتفق عليه بشكل حرفي وإرغام تحالف العدوان على ذلك رغم كل المماطلة والعرقلة، لكنه موقف يظهر القوة اليمنية مقارنة بالماضي وحرص القيادة وفهمها الكامل لمعاناة شعبها .
الوصول إلى اتفاق سلام دائم لا يزال بعيد المنال برأيي ووفق تصرفات دول العدوان التي لا تزال تراهن على تدوير أوراقها لكسب الحرب وكسب الوقت “.
تؤكد صنعاء على أن وقف العدوان ورفع الحصار هو عتبة السلام الحقيقي فيما الملف الإنساني خارج دائرة التفاوض لتحقيق السلام ويسبق أي ملفات أخرى ولا يجوز تقطيره طائرة هنا وسفينة هناك، وإن لم تكن الهدنة محطة لاختبار صدق النوايا فما الحاجة لإطالة أمد معاناة الشعب اليمني تقول صنعاء: تأخير نصر يمني يلوح في أفق ويفصل اليمنيين عنه عدوة فرس .