أثناء مشاركة اليمن في معرض ميلانو السياحي 2014م التقينا عددا من الوكالات السياحية اليمنية التي شاركت في هذا المعرض ضمن جناح اليمن وتعرفنا من خلالهم عن تطلعاتهم وآمالهم المعقودة لهذه المشاركة ونسبة الإقبال التي سجلها الجناح وما إذا كانت هذه الوكالات قد أبرمت عددا من الاتفاقات والتفاهمات لتفريج سياح إلى اليمن مع شركات السياحية إيطالية أو أوروبية في الأسطر التالية نستعرض آراء تلك الوكالات والتي ربما قد تتشابه في جوانب وتختلف في جوانب أخرى فلنتابع.
يعد معرض ميلانو السياحي من أبرز المعارض السياحية العالمية تشارك فيه معظم دول العالم وتتنافس جميعها في إبراز وعرض منتجها السياحي والسعي إلى جذب السياح من خلال إبرام الصفقات والاتفاقات مع وكالات وشركات السياحة العالمية التي تشارك في هذا المعرض الهام.
يقول الأخ زعلول بازرعة صاحب وكالة بازرعة للسياحة إنه يشارك في هذا المعرض منذ أكثر من 15 عاماٍ نظراٍ لأن هذا المعرض يعد من أبرز وأهم معارض السياحة في العالم والمشاركة في هذا العام فعلا متميزة لليمن ويمكن القول أن 50% نسبة الزيادة عن العام الماضي من حيث الإقبال والاتفاقات والتفاهمات التي أبرمتها الوكالات السياحية اليمنية مع وكالات وشركات السياحة الإيطالية والأوروبية المشاركة في المعرض كما أن الشيء الآخر المميز للمشاركة هذا العام هو ذلك الديكور والتصميم الرائع لجناح اليمن وموقعه الفريد والمناسب لحركة الزوار وكذا مساحته الواسعة مقارنة بالأعوام الماضية..
وأضاف لقد استطعنا في هذه المشاركة إبرام العديد من الاتفاقات لتفويج سياح إلى اليمن وعملنا احتياطات أما صنعاء سقطرى بحسب الظروف التي ستكون عليها اليمن خلال الموسم السياحي القادم 2014-2015م والذي يبدأ من شهر سبتمبر وينتهي في أبريل أو منتصف مايو وحقيقة نحن ندرك أن اليمن تمر بظروف استثنائية ولكن الحمد لله انتهى مؤتمر الحوار بنجاح ولا زال لدينا مرحلة إعداد الدستور الانتخابات ولذلك نحن في القطاع السياحي نتوقع أن يكون الموسم القادم ممتازاٍ خاصة بعد هذه المشاركات في المعارض وعلى رأسها معرض ميلانو السياحي ولدينا حوالي سبع مجموعات ستأتي إلى اليمن من مارس وإبريل القادمين خمس مجموعات منها يبلغ عدد المجموعة الواحدة 27 سائحاٍ وإذا كنا نعتقد أن الموسم القادم سيكون ممتازاٍ فإن الموسم الذي يليه سيكون أفضل بكثير.
إقبال رغم الظروف
في حين يقول الأخ محمود الشيباني المدير العام للشركة العالمية للسياحة والذي أوضح أن الديكور لأول مرة يكون بهذا الجمال والمساحة واسعة أتاحت للوكالات والمشاركين اليمنيين حرية في التحرك وكذا للزوار.
وقال المشاركة لهذا العام كانت فعلا مختلفة ومتميزة تماماٍ عن الأعوام السابقة ولهذا الشيء الذي أضاف لها قوة وفعالية هو حضور وزير السياحة الدكتور قاسم سلام الأمر الذي أعطى دافعا قوياٍ وتشجيعا كبيرا لكافة المشاركين من وكالات ومجلس تدريج سياحة ورغم رداءة السوق بحكم أن إيطاليا تعيش أوضاعا اقتصادية صعبة فضلا عن الأوضاع والظروف التي تمر بها بلادنا لكن الحضور كان فعالاٍ ومميزا والمشاركة من حيث المهارات الفنية والمطبوعات التي أعدها مجلس الترويج كانت جيدة ويمكن القول أن المشاركة لهذا العام فعلا رفعت اسم اليمن عاليا وفقدت المطبوعات في وقت قياسي بسبب الإقبال الكبير ورغم تداخل الظروف سواء الحالة الأمنية في اليمن أو الظروف الاقتصادية التي تعيشها أوروبا ومنها إيطاليا إلا أن الملاحظ أن الإقبال كان كبيرا على جناح اليمن والكل يسأل عن اليمن ومتى يمكنهم المجيء إليه وهذا يدل على أن اليمن لا زالت تتصدر اهتمامات السياح الإيطاليين والأوروبيين.
اهتمام باليمن
محمد محمد العماري صاحب وكالة سبأ للسياحة والذي يشارك هو الآخر في هذا المعرض منذ 15 عاما يؤكد أن اليمن تعد من أبرز الوجهات السياحية للكثير من السياح الأوروبيين وفي مقدمتهم الإيطاليين.
وقال كما شاهدتم في المعرض أن الإقبال كان كبيرا على جناح اليمن والسياح يريدون زيارة اليمن والشركات السياحية العالمية تريد أن تفوج لليمن ولكن هناك خوفاٍ لديهم نحاول دوما أن نبرر لهم ونعطيهم مواعيد بأن السنة القادمة أو الأشهر القادمة سيكون الوضع أفضل حتى أن الكثير من السياح يريدون زيارة اليمن مهما كانت الظروف هؤلاء نسعى إلى تأمين أجواء ملائمة لهم لزيارة اليمن وعمل برامج سياحية مناسبة لهم يتم فيها تفادي المناطق الساخنة ولعل سقطرى تمثل أبرز الوجهات السياحية المتاحة والمناسبة في ظل هذه الظروف التي تمر بها اليمن ولهذا استطعنا الاتفاق مع عدد من شركات لتفويج سياح إلى سقطرى خلال الفترة القادمة.
وأوضح العماري أن الاستمرار في هذه المشاركات يمثل أهمية كبرى من ناحية المحافظة على البقاء والاستمرار في التواصل مع الشركات والوكالات السياحية العالمية كان أن هذه المشاركات تعطي رسالة للآخرين بأن اليمن لا زالت حريصة على البقاء في الخارطة السياحية.
تساؤلات
محمد سلطان نائب رئيس الاتحاد اليمني للفنادق أوضح أن الاتحاد يشارك بصورة دائمة وذلك من أجل تمثيل كافة الفنادق وحرصا منه من أجل إيصال رسالة مفادها أن النشاط الفندقي لا يزال موجوداٍ بكافة طاقاته.
وقال كنا سعداء جدا بالإقبال الجماهيري الكبير على جناح اليمن ولكننا في الوقت نفسه شعرنا بالمرارة والحزن أن كل تلك الجموع التي كانت حريصة على زيارة اليمن وتتساءل متى يمكنها زيارة اليمن ولكننا كنا نشعر بالأسى لأننا لا نستطيع أن نجيب وبشكل قاطع على هذه التساؤلات ما هو الوقت المناسب لزيارة اليمن هل اليمن آمن¿ وهل يمكننا زيارة منطقة كذا وكذا في اليمن كلها تساؤلات كانت إيجابياتها تمثل لنا صعوبة بالغة ونحاول أن نبرر ذلك بأن الظروف التي تمر بها اليمن سببها حالة التغييرات السياحية كما في كثير من دول الشرق الأوسط وإن شاء الله اليمن في طريقها إلى مستقبل مشرق ومستقر..
وأضاف أن التميز الذي ظهر به جناح اليمن في هذا العام لفت إليه الكثير من الزوار فاقت أعدادهم أجنحة الدول المجاورة وهذا يدل على أنه إذا ما تحسنت الأوضاع واستقرت في اليمن حتماٍ ستشهد إقبالا سياحياٍ كبيراٍ ولعلكم ونحن معكم شهدنا حالات كثيرة لسياح لازالوا على ارتباط وثيق باليمن مهما كانت الظروف ومنهم من يزالون ينتظرون تحسن الأوضاع من أجل المجيء إليها ولهذا ينبغي أن تسمر مثل هذه المشاركة ليستمر التواصل مع هؤلاء وغيرهم ممن يهتمون باليمن ويحبونها وكي تبقى اليمن حاضرة ولا تنسى.
معرض علمي هام
في حين يقول مدير وكالة البراق للسياحة شرف الضواحي إنها فعلاٍ مشاركة متميزة ولعل أبرزها ما يميزها هو ضخامة واتساع المشاركة من الدول المختلفة وأيضاٍ تميز مشاركة اليمن من حيث شكل وتصميم جناحها وكذا الإقبال الكبير الذي لم نكن نتوقعه فقد سبق لنا المشاركة بمعارض أخرى حتى عدة دول إلا أن هذه المشاركة أفضلها على الإطلاق كذلك كانت مشاركة اليمن متنوعة من حيث الموارد الترويجية والهدايا السياحية وأيضاٍ وجود جانب من العادات والتقاليد اليمنية منها النقش والخضاب وكذلك القهوة والبن اليمني الأصيل والزبيب والمكسرات اليمنية ناهيك عن الفلكور اليمني من الأزياء التقليدية والذي حرص المشاركون على ارتدائها في الجناح كل يوم تتغير هذه الأزياء الأمر الذي لاقى ارتياحا واسعا لدى الزوار وهذا ما لمسناه من خلال التحدث إليهم.