مطهر يحيى شرف الدين
أجزم يقيناً وأقولها وبدون ذرةٍ من مبالغة أن السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي- يحفظه الله- الوحيد والفريد في هذا الزمن من بين كل الزعامات في العالم من يمضي في هذه الحياة متوكلاً ومعتمداً على الله في السير على النهج القرآني ذاكراً لله ولرسوله ومتذكراً نعم الله على العباد ومُذكراً أبناء الأمة بما أمر الله ونهى عبادهُ في كتابه العزيز.
السيد القائد ظهر بتلك الإطلالات الرمضانية النورانية الإيمانية الروحانية يدفعنا نحو التمسك بدين الله وتطبيق كتاب الله الكريم ، وكأنه يبعث في نفوسنا روحية اليقظة والجهاد والاستشهاد ويحيي فيها المبادئ الإسلامية والقيم الإيمانية والأخلاقية ويعرفنا كيف تكون المواقف الصلبة تجاه أعداء الله وكيف يكون الحذر والتنبُّه من مؤامراتهم وممن يحملون راية الباطل ، وكيف نكون أصحاب حق وأصحاب قضية عادلة نبذل من أجلها الأرواح والدماء في سبيل الله وفداءً لدينه، وكأني أسمعه يردد عبارة الإمام زيد عليه السلام وهو يواجه الطغيان الأموي، “لوددتُ لو أن يدي ملصقةٌ بالثريا ثم أقع فأتقطع قطعةً قطعة ويصلح الله بذلك أمة محمد”.
من باستطاعته نكران حضور السيد القائد طوال ليالي شهر رمضان المبارك وقد عشنا معه وعاش معنا تلك الأيام والليالي المعدودات، مؤكداً ومكرراً وهو يدعو إلى الله والرجوع والتوبة لله، آمراً بالمعروف، ناهياً عن المنكر، مبيناً عوامل وحدة الأمة الإسلامية، كاشفاً أوجه وأسباب الفرقة والشتات بين المسلمين، يعيد بناء العقول ويصحح الأفكار ويوجه المزاج من حالة الفراغ والتيه واللهو إلى حالة شيوع ثقافة الموقف الإيماني من أعداء الله وثقافة القيم والإستقامة والتزكية وثقافة التوجه الصحيح والسلوك السوي والتحرك الجاد المبني على التعامل بالحُسنى مع الآخرين تعاوناً وأخوةً وتواضعاً وتراحماً وبشاشةً وايثاراً نحو الوصول بالشعوب إلى وحدة الأمة الإسلامية ،يرى بنور الله ويمضي مصلحاً يحث على التواد والمحبة ووجوب التعاون بين أبناء الأمة الإسلامية، هادياً إلى الحق والنور والهدى نحو التزكية والاستقامة والقيم الإيمانية والأخلاقية ناصحاً للمضلين والمنحرفين من يبغونها عوجا همّه الأساسي كيف تحيا الأمة من غفلتها وكيف تنهض سبيلاً لعزتها وكرامتها، يعطي عهداً و يقول صدقاً ويتحرك قرآناً ويلهج ذكراً ويجاهدُ قولاً وعملاً ويمنح نوراً وبصيرة ، ومن محياه المشرق النيّر ينبعث الهدى وتتجلى طرق الاستقامة وسبل العودة إلى الله وكيفية الاستفادة من الأوقات وتنظيم شؤون الحياة وبناء مجتمع مثالي يراعي مصلحة أبنائه ثقافياً واجتماعياً واقتصاديا.
نعم تلك هي محاضراته الرمضانية التي حينما تسمعها وتنصت إليها كأنك في سفينة النجاة وكأنك أمام ميزان حق ومحراب المحاريب الذي يقود ويوجه ويرشد نحو الكمال الإيماني ويعلِّم الأجيال ويربي على المُثل والأخلاق والمبادئ التي جاءت بها رسالة الأنبياء والمرسلين ويحذر عامة المسلمين والمسلمات من التحديات الخارجية والمخاطر التي تحدق بالدين الإسلامي، من فيه الطاهر يضوع مسكاً ويُهدي درراً ونصحاً وتذكيراً وكله يقيناً خالص وثقة مطلقة بعدالة الله ونصره وتأييده، وفي شؤون حياة الجيل الناشئ لا يدخر السيد القائد تناول جانب زمني مهم في حياتهم بالاستفادة من المراكز الصيفية، فيعود مؤكداً وحاثاً على أهمية تحمل الآباء مسؤولياتهم تجاه أبنائهم بتلقي العلوم القرآنية النافعة وأثرها في الحياة وضرورة خلق ونشر الوعي لدى الجيل الناشئ والتصدي للتحديات والتهديدات الثقافية والعمل على مواجهتها لا سيما وأن الأمة الإسلامية مستهدفة بالتضليل والإفساد والتشتت من خلال الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي ..