الجهاد الإسلامي: نأخذ تهديدات المستوطنين للأقصى على محمل الجد ونراقب تصرفات العدو
تزامناً مع عيد “الشعلة” اليهودي عشرات المستوطنين يدنسون الأقصى المبارك وحملة مداهمات واعتقالات في الضفة والقدس
الثورة / هاشم الأهنومي / وكالات
يواصل العدو الإسرائيلي الانتهاكات والعمليات الإجرامية بحق الأهالي والمقدسات في فلسطين بشكل يومي، بحماية من جيش الاحتلال، لفرض التقسيم الزماني والمكاني في ساحات قبلة المسلمين الأولى، حيث اقتحم عشرات المستوطنين، أمس الخميس، باحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية مشددة من قوات العدو الصهيوني.
وذكرت مصادر فلسطينية أن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة، وأدوا طقوسًا تلمودية، وجالوا جولات استفزازية في باحاته.
وأضاف شهود أن عضو “الكنيست” موشيه فجلن، قاد إحدى مجموعات الاقتحام، وسط تواجد لعدد من الحاخامات الذين تولوا تقديم روايات عن الهيكل المزعوم.
من جانب آخر شنت قوات العدو الصهيوني، حملة دهم وتفتيش واعتقالات، في مناطق متفرقة بالضفة الغربية المحتلة شملت القدس وبيت لحم ورام الله والخليل داهمت خلالها عشرات المنازل واعتقلت عددا من الفلسطينيين بينهم أسير.
من جهة أخرى رجّح عضو المكتب السياسي لحركة “الجهاد الإسلامي” محمد الهندي، أن تكون إسرائيل في طريقها إلى انتخابات جديدة للكنيست، مبينا أن هناك صراعا محتدما على إرضاء اليمين الصهيوني والديني بين نتنياهو وائتلاف بينت لابيد غانتس الهش.
وأشار الهندي في تصريحات صحفية إلى أنَّ “الجهاد الإسلامي” تأخذ تهديدات منظمة لهافا ومسيرة الأعلام التي تمر من باب العامود والحي الإسلامي في القدس على محمل الجد وتراقب تصرفات العدو، داعيا أبناء الشعب الفلسطيني إلى الاحتشاد في الأقصى اليوم الجمعة وفي كل يوم تحديا العدو حتى إسقاط المؤامرة.
وقال الهندي إن “ممارسات الجيش الصهيوني في استهداف الصحافية شيرين أبو عاقلة وملاحقة نعشها وملاحقة المشيعين للشهيد وليد الشريف في قلب الأقصى، تعكس توتر وإرباك الاحتلال الذي فقد أعصابه كما يفقد أهدافه في قطاع غزة”.
وأكد أنَّ التلويح بالعودة لسياسة الاغتيالات يعني فيما يعنيه أن أهداف العدو في غزة أصبحت محدودة.
وشدد الهندي على أن القدس والأقصى يمثلان العصب الحساس الذي ما إن يمس حتى ينتفض الشعب الفلسطيني في كل مكان وحتى تقف حركات المقاومة أمام تحمل مسؤولياتها وسيف القدس لا زالت ماثلة للعيان.
وفي السياق ذاته قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” حسام بدران، إن “فوز الكتلة الإسلامية بالانتخابات الطلابية لجامعة بيرزيت، يؤكد تمسك جيل الشباب بخيار المقاومة، ورفضه الاستسلام أو الخضوع أمام الاحتلال رغم جرائمه واستهدافه لهذا الجيل بالقتل والملاحقة والاعتقال”.
وأضاف بدران في تصريح صحفي أمس الخميس، “لدينا جيل من الشباب يمكننا الاعتماد عليه، وهو محل ثقتنا وتقديرنا، وينتشر في مختلف مكونات شعبنا، وكذلك في أماكن وجوده في الساحات المتعددة بالداخل والخارج”.
وأكد أن “الفوز له دلالاته وتداعياته على أكثر من صعيد، وسوف تقرأوه وتحلله العديد من الجهات وأصحاب القرار هنا وهناك”.
واستدرك بدران: “صحيح أنها انتخابات طلابية، لكنها جاءت في وقت حساس، ومرحلة متداخلة في الحالة الوطنية الفلسطينية”.
وشدد على أن “فوز الكتلة الإسلامية وغيرها من الكتل التي تؤمن بمشروع المقاومة، والتي تتعامل مع الاحتلال على أنه عدو يجب مواجهته؛ سيسهم كثيرا في الحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية، خاصة في الضفة، حيث بذل الاحتلال جهودا كبيرة من أجل كي وعي جيل الشباب، وإبعادهم عن هموم وطنهم وحاجات شعبهم”.
ودعا بدران جميع القيادات الفلسطينية إلى أن تلتقط أبعاد هذه الانتخابات، وأن تتعامل مع جيل الشباب باحترام وتقدير يستحقه، وأن تتحرك سياسيا وميدانيا وفق المزاج الشعبي العام “الذي يلتف حول مشروع المقاومة التفافا واضحا”.
فيما حققت الكتلة الإسلامية فوزاً ساحقاً بانتخابات جامعة بيرزيت، شمالي القدس، وحصلت على إجمالي 5068 صوتا (28 مقعدا)، فيما حصلت كتلة الشهيد ياسر عرفات على 3379 صوتا (18 مقعدا)، والقطب الطلابي الديمقراطي على 888 صوتا (5 مقاعد)، وكتلة الوحدة الطلابية على 132 صوتا، وكتلة اتحاد الطلبة على 76 صوتا.
من جهة أخرى دعت حركة المقاومة الإسلامية حماس، أمس، أبناء الشعب الفلسطيني إلى مواجهة الدعوات الاستيطانية لهدم قبة الصخرة وقرار تنظيم ما يسمى “مسيرة الأعلام” في 29 مايو القادم بمزيد من الرباط في المسجد الأقصى المبارك وإعماره والحشد فيه.
ونقل موقع (فلسطين أون لاين) عن القيادي في الحركة، رأفت ناصيف، قوله في تصريح له ” شعبنا الذي حافظ على المقدسات ورسم لوحة بطولية كبيرة في الأيام الماضية دفاعا عن مقدساته وأرضه كما رأينا في القدس وجنين قادر على أن يفشل كل مخططات الاحتلال بإذن الله”.
وقال رأفت ناصيف “هذه الدعوات خطيرة وقد تكون لها انعكاسات وارتدادات في كل الساحة المحلية والدولية”.. وأضاف “حركة حماس تأخذ هذه الدعوات بجدية وتنذر بخطورتها وخطورة ما ينبني عليها”.
وأشار إلى أنه يجب التعامل مع تهديدات الاحتلال ومستوطنيه بحق المسجد الأقصى والتهديدات بهدم قبة الصخرة بجدية تامة.
وأوضح ناصيف “الاحتلال يتمادى في هذه الفترة بحق شعبنا الفلسطيني ومقدساته ويكرر محاولته، في سعي منه لفرض أمر واقع جديد خاصة في المسجد الأقصى، كما سبق وفرض هذا الأمر الواقع في المسجد الإبراهيمي الشريف”.
وكانت منظمة “لاهافا” المتطرفة دعت المستوطنين للمشاركة في مسيرة “الأعلام” السنوية المقررة نهاية شهر مايو الجاري داخل البلدة القديمة في القدس، وهدم قبة الصخرة المشرفة داخل المسجد الأقصى المبارك.
وقررت سلطات الاحتلال، أمس، السماح بإقامة ما تسمى بـ”مسيرة الأعلام” في 29 مايو الجاري مروراً بالحي الإسلامي وباب العامود في القدس المحتلة.
وقالت حركة حماس في بيان لها إن دعوة رئيس منظمة “لاهافا” الصهيونية القطعان المستوطنين إلى هدم قبَّة الصخرة المشرَّفة وبناء هيكلهم المزعوم في يوم ما يُسمّى “توحيد القدس” الموافق الأحد 29 مايو تعدُّ استفزازاً مباشراً لمشاعر شعبنا وأمَّتنا، وتصعيداً خطيراً ضدَّ هُويتنا وقيمنا ومقدساتنا.
وحمَّلت الحركة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعياته، وقالت “نارُ اللّهب التي تعبث بها هذه الجماعات المتطرّفة سترتدّ على قادة الاحتلال وحكومته، وتَحْمِل في طيّاتها نذر سقوطهم وزوال كيانهم”.
وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقالات – فجر أمس الخميس – طالت تسعه فلسطينيين في مناطق متفرقة بالضفة الغربية حسبما ذكرت وكالة “معا” الفلسطينية للأنباء.
وذكرت الوكالة أن قوات الاحتلال اقتحمت مخيم قلنديا شمال مدينة القدس ومدينة الخليل وبلدة الخضر جنوب بيت لحم وبلدة بيت ريما غرب رام الله وداهمت منازل الفلسطينيين واعتقلت تسعة منهم.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت أمس 20 فلسطينياً معظمهم من الأسرى المحررين خلال شنها حملات اقتحام ودهم في مناطق عدة بالضفة الغربية.
وفي المقابل أدان مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين بشدة الدعوات الاسيتطانية ضد المسجد الأقصى وهدم قبة الصخرة، داعيا في الوقت نفسه إلى أخذ تهديدات الاحتلال الإسرائيلي العدوانية المتواصلة ضد الأقصى على محمل الجد.
وحسب ما ذكرته وكالة (فلسطين اليوم) أكد المجلس في بيان صحفي – عقب جلسته – برئاسة المفتي العام للقدس، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى محمد حسين أن تهديدات الاحتلال تستلزم من العرب والمسلمين أن يهبوا لنجدة الأقصى، منددا بجرائم الاحتلال المتواصلة ضد شعبنا ومقدساته.
وجدد إدانته لجريمة قتل الصحفية شيرين أبو عاقلة التي قُتلت بدم بارد على مرأى العالم أجمع، مؤكدا أن هذه الجريمة النكراء لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، فمسلسل جرائم الاحتلال وعدوانه متواصل، برعاية رسمية معلنة من قادة الاحتلال ومكونات سلطته الغاشمة.
كما دعا العالم للنظر إلى قضيتنا بعدالة، وضرورة إنهاء آخر احتلال في العالم، والمستمر منذ 74 عاما، محذرا من عواقب تصعيد عدوانه ضد شعبنا.
وبيّن أن جرائم الاحتلال لم تتوقف عند قتل أبناء شعبنا وارتكاب الجرائم بحقهم، بل امتدت لتطال جثامين الشهداء وجنازاتهم، والاعتداء على المقابر، ما يعكس حقيقة وجه الاحتلال الإجرامي ضد أبناء شعبنا الأحياء منهم والأموات، بما يتعارض مع الشرائع والقوانين والأعراف الدولية.
كما أدان المجلس اعتزام سلطات الاحتلال على تنفيذ مشروع “القطار الهوائي- التلفريك”، ليشكل نقطة انطلاق نحو تسهيل وصول المستوطنين المتطرفين للبلدة القديمة وساحة البراق، وتكثيف الاعتداء على الأقصى، مبينا أن هذا المشروع من أخطر المشاريع التهويدية في مدينة القدس.
ودعا العالمين العربي والإسلامي وأحرار العالم كافة إلى تحمل مسؤولياتهم، والضغط على الاحتلال لإيقاف هذا المشروع الجائر، لأنه في حقيقته مشروع تهويدي احتلالي بامتياز، يستهدف تهويد القدس، والاعتداء على أرضها وهوائها وباطنها.
وشدد على أن الاعتداءات مستمرة بشكل يومي بحق المسجد الأقصى المبارك، وكان من صورها قطع سلطات الاحتلال أنابيب المياه عن مشارب باب الرحمة، مشيرا إلى أن هذا الإجراء يرمي إلى السيطرة على المنطقة الشرقية من المسجد الأقصى المبارك، وتحديدا باب الرحمة، ويأتي في إطار محاولاتها التهويدية، وإقامة كنيس يهودي في المكان.
وطالب المجتمع الدولي بالضغط على سلطات الاحتلال لوقف الجرائم المتعمدة التي تقترفها ضد المعتقلين الفلسطينيين، ومحاسبتها على جرائمها واعتداءاتها على حقوق شعبنا.