الإقبال الكبير من قبل الطلاب أبرز سمات هذا العام
نائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور علي شرف الدين لـ{الثورة»: المراكز الصيفية تحصِّن أبناءنا من الحرب الناعمة التي تستهدفهم
للمراكز الصيفية أهمية كبيرة لما لها من دور في تحصين أبنائنا الطلاب وإبعادهم عن الروتين الممل الذي تلقوه في المدارس طيلة عام، وفي هذا الجانب اكد نائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن هذه الدورات الصيفية تزودهم بأنشطة وبرامج دينية وثقافية ورياضية وتغرس فيهم الهوية والشخصية الإيمانية وتوجههم بعيداً عن الاختراقات والثقافات المغلوطة، ودعا شرف الدين أولياء الأمور إلى عدم التخوف من المراكز الصيفية وتشجيع أبنائهم على الالتحاق بهذه المراكز وبالتالي تكثيف الجهود ودعم هذه المراكز لما لها من أهمية في تنمية قدرات أبنائنا ومهاراتهم الحياتية وتحصينهم من الانحراف الأخلاقي والتحريف الديني والحرب الناعمة والأفكار الضالة التي أتتنا من القاعدة وداعش والجماعات التي صنعتها أمريكا وإسرائيل.. تفاصيل أكثر عن المراكز الصيفية في اللقاء الذي أجرته «الثورة» مع الأستاذ الدكتور/ علي يحيى شرف الدين ـ نائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي:
الثورة / رجاء عاطف
• في البداية حدثونا عن أهمية الدورات الصيفية وماذا يمكن ان يستفيد الطلاب في المراكز الصيفية؟
– تعتبر المراكز الصيفية مراكز حديثة تبعد الطالب عن الملل والروتين الذي كان في المدارس خلال عام كامل، وهي تعتبر فرصة لهم ليتعلموا أشياء جديدة وأيضاً فرصة لاكتشاف قدراتهم ومواهبهم بحيث أنهم يستطيعون فيها أن يمارسوا أنشطة كانوا محرومين منها في المدارس النظامية طوال العام، والقيام بكافة الأنشطة ، وتكون الاستفادة في هذه المراكز بالقدرة على التعلم (تعلم القرآن الكريم) بقدرات عالية، وهذه المراكز تعتبر تنشيطاً ذهنياً وعصبياً وجسدياً لهؤلاء الطلاب.
برأيكم لماذا ينزعج العدوان من هذه الدورات؟
كما نعلم أن لهذه المراكز والدورات أهمية كبيرة لأنها تبني أبناءنا الطلاب إيمانيا ووجدانيا وتجعلهم مرتبطين بهويتهم الإيمانية وبالتالي ينزعج منها العدوان كثيرا ويحاربها، وقد لاحظنا ذلك في وسائل الإعلام المختلفة التي تنتمي لدول العدوان ويشنون حملة كبيرة وواسعة ضد هذه المراكز، وكما قال «السيد حسين بدر الدين الحوثي» إذا أردت أن تعرف مدى فاعلية تحرُكك فأنظر ردة فعل المنافقين في الميدان، وردة فعلهم تدل على أن لهذه المراكز أهمية كبيرة، والذي يجب علينا هو أن نشجع أبناءنا على الالتحاق بها لأنها فعلا فعالة تبنيهم إيمانيا وتحصنهم من الاختراق الذي تريده دول العدوان سواء الاختراق الثقافي أو التحريف الديني أو الحرب الناعمة التي تستهدف أبناءنا الطلاب .
•ما هو الجديد في نشاط المراكز الصيفية لهذا العام؟
– الجديد في ذلك انه وبفضل الله سبحانه وتعالى انتشرت المراكز الصيفية بأعداد أكبر وبالتحاق أكثر من الأعوام الماضية حتى أننا فتحنا هذا العام مراكز في أماكن لم تُفتح في الأعوام السابقة، وكما أن هناك تحركاً من قيادات الدولة وتحركاً جماهيراً كبيراً وأيضاً تشكيل لجان على مستوى الأحياء للدفع بأبنائنا إلى المراكز الصيفية، وهناك دعم جديد لطباعة المنهج بكميات أكبر من الأعوام الماضية، والجديد أن كثيراً من خريجي المراكز الصيفية للأعوام الماضية أصبحوا يعملون في هذه المراكز بعد أن كانوا طلاباً، كما تم فتح مراكز صيفية بأماكن في القرى والعزل التي كانوا يتمنون أن تفتح فيها، والحمد لله هناك توسع والإقبال كبير جداً إلى درجة اعتذار بعض المراكز من شدة الازدحام الموجود داخلها ونسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق والسداد لكي نستطيع في هذه المرحلة أن نغطي هذه المراكز بالتربويين والمناهج والذي لم يترك لنا العدوان فرصة في أن ندعم هذه المراكز بمبالغ مالية للمدرسين أو بطباعة هذه المناهج ولكننا سنعمل آلية للحفاظ على هذه الكتب للاستفادة منها في الأعوام القادمة إن شاء الله.
•على ماذا يقوم منهج التدريس؟
– يقوم منهج التدريس على القرآن الكريم واللغة العربية والفقه والسيرة النبوية وسيرة النبي الأعظم صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وأيضاً هناك مهارات وأنشطة بدنية ورياضية وأنشطة في مختلف المهارات الحياتية التي نسعى لكي يكتسبها الطالب في جميع المجالات، والمنهج قوي ومركز ومسبوغ بسبغة الهوية الإيمانية وما نجد فيه إلا كل الثقافات الصحيحة النابعة من القرآن الكريم، وفعلا منهج التدريس يحصن أبناءنا تحصينا شاملا ليس فقط في مرحلة الطفولة بل حتى في مرحلة المراهقة والشباب لأنهم بهذه المناهج يستطيعون أن يحصنوا انفسهم كما قلنا من الانحراف الأخلاقي أو التحريف الديني سواء من الحرب الناعمة أو من الأفكار الضالة التي أتتنا من القاعدة وداعش وطالبان وغيرها من تلك الجماعات التي هي صناعة أمريكية إسرائيلية بامتياز.
•هل تشتمل مثلا على الرياضة؟
– هذه المراكز تشمل أيضاً الرياضة لأنها جانب مهم في حياة الطفل بل عندما يتحرك الطالب بعد مرحلة الرياضة إلى مرحلة التزود العلمي أو اكتساب المعرفة نجد لديه نشاطاً اكثر وسعة صدر لتلقي العلم بشكل أكبر، لأن الرياضة تعمل على تدفق الدم إلى أجزاء المخ وهذا مثبت علمياً فيكون لدى الطالب ذكاء وصفاء ذهنياً يساعد على اكتساب المعرفة، ففي مدارس البلدان المتقدمة تستخدم طرق جديدة وحديثة ويعلمون أبناءهم طريقة اللعب، وهذه من الطرق الجديدة والحديثة، وبالتالي الرياضة هي ركن أساسي في المراكز الصيفية والتي نعمل على تنشيطها وقد قامت اللجنة العليا للدورات الصيفية الممثلة في رئيسها وزير الشباب والرياضة بصرف أدوات رياضية لكثير من المراكز الصيفية هذا العام .
•الجانب الديني هو الأساس والمرتكز.. هل سيكون هناك تنوع في المواد؟
– نعم.. الجانب الديني مهم جداً وكما ذكرنا هناك تنوع من الحفظ والتلاوة وأيضاً الفقه والسيرة النبوية وأيضاً جميع جوانب فروع التربية الإسلامية والقرآن الكريم وعلومه والتجويد وأساليب التجويد كلها موجودة في هذه المراكز الصيفية.. والجانب الديني هو الجانب الفعال فيها لأنه يكسب المتعلم الحصانة ضد الثقافات المغلوطة وبالتالي هو مرتكز هام ويتم العمل عليه ليخرج الطالب من المراكز الصيفية وقد استفاد في جميع الجوانب (الدينية والمهارية والسلوكية) حتى أن بعض الطلاب بعد انتهاء الدورات يقومون باختراع أشياء من الطبيعة تلفت النظر برغم صغر سنهم لكن يكون عندهم حرية في الانطلاق ولأن الذكاءات متعددة، وما نسعى إليه هو اكتشاف هذه المهارات والميول والاتجاهات القادمة أمام الطلاب ونعمل على تنميتها وتوجيهها التوجيه الصحيح الذي يفيدهم وينفعهم مستقبلا ويبني شخصيتهم «الشخصية الإيمانية» التي تتوافق مع ديننا الإسلامي وتعمل على تنميته التنمية السليمة كإنسان مؤمن لديه حس وطني ولديه بُعد نظر و رؤية «عيناً على القرآن وعيناً على الله».
•كيف تم تحديد المستويات التدريسية والفئات العمرية؟
– المستويات الدراسية للفئات العمرية تم تقسيمها من مبتدئ إلى متوسط إلى عال وفي كل فئة من الفئات مستويات وبالتالي تم فتح المراكز المغلقة والمفتوحة على أساس هذه الفئات العمرية، فهناك فئات عمرية لا تدخل في المراكز المغلقة مثلاً فئة الأطفال من الصف الأول إلى الصف سادس والسابع وهذه تقتصر على المدارس المفتوحة الذي يدرس فيها مرحلة حتى الظهيرة ثم يغادرون إلى منازلهم، أما فئة المراحل نهاية الإعدادية والثانوية تسمى المستوى العالي يدخل من يرغب أن يدرس ابنه في المدارس المغلقة التي يكون فيها النوم والأكل والشرب، برنامج على مدى 24 ساعة فتم تقسيم المستويات والفئات العمرية على هذه المراكز وعلى هذه الأسس المذكورة.
•كيف تم تحديد احتياجات الدورات من الكوادر التدريسية؟
اللجنة لديها خبرة من الأعوام الماضية وبالتالي هناك مراكز كانت مفتوحة من العام الماضي وكنا نعرف كم عدد المدرسين فيها وكم احتياجها سواء من الطلاب أو المدرسين، وتم تحديد الاحتياجات بدقة في تلك المراكز وأيضا عندما تم فتح مراكز جديده عملنا على النظر إلى المراكز المباشرة لها وفقا للاحتياج التدريسي وهناك متطوعون في الجانب الثقافي وهم كثيرون وينطلقون من منطلق المسؤولية والشعور بالمسؤولية واستجابة لنداء السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي وهناك من التربويين المدرسين في المدارس من لديهم ثقافة قرآنية عالية وعندهم إحساس بالمسؤولية ولديهم رغبة للانطلاق في سبيل الله ويعتبرونه جهاداً في سبيل الله وبالتالي هؤلاء كان لهم شرف السبق وشرف الالتحاق بالتدريس في هذه المراكز ونسأل الله تعالى أن يكتب أجرهم في الدنيا والآخرة.
•هل تتوقعون إقبالاً كبيراً هذا العام كباقي الأعوام السابقة؟
– بحسب الإحصائيات الأولية هناك إقبال كبير جداً جداً لهذا العام وحقيقة وصلنا إلى مرحلة القلق من عدم وجود مراكز تستوعب الذين يقبلون على المراكز بكميات كبيرة حتى أن بعض المراكز مزدحمة جداً لأنه حقيقة الطلاب هم مئات الآلاف والذين يصلون إلى ملايين ومراكزنا لا تغطي هذا العدد المستهدف وتقريبا تغطي من 20-30% من الطلاب اذا توجهوا واذا كانت الإمكانيات كبيرة، ولكن حالياً أعتقد أن ما يتم تغطيته 20% من الطلاب المستهدفين ليس لأنه لا يوجد هناك إقبال ولكن لعدم وجود مراكز تكفي جميع الطلاب في المراحل الأساسية والثانوية، فالحمد لله الإحصائيات الأولية تدل على إقبال كبير ومكثف وهذا يدل على أن هناك وعياً متنامياً لدى أولياء الأمور ولدى أبنائنا الطلاب وهذا ليس غريباً على أبناء الجمهورية اليمنية أبناء الحكمة والإيمان وهذا فضل من الله تعالى ونتيجة للثقافة القرآنية التي يتمتع بها أبناء الشعب اليمني وانتشار هذه الثقافة يوماً بعد آخر.
• كيف تردون على التخوفات لدى أولياء الأمور من إلحاق أبنائهم بالمراكز الصيفية؟
– ندعو أولياء الأمور الذين يتخوفون من إلحاق أبنائهم بالمراكز الصيفية لزيارة هذه المراكز والاطلاع عن كثب على المناهج وعلى طريقة التدريس والأماكن التي يتلقون فيها العلوم الدينية والأماكن التي يمارسون فيها مهاراتهم الحياتية ليكونوا أكثر التصاقا ومعرفة بما يتعلمه أبناؤهم، فالمراكز الصيفية هي مراكز يعرفها الجميع ويتم فيها نزول كل وسائل الإعلام ويحتك بها المسؤول وغير المسؤول والموظف الكبير والصغير في الدولة ويحتك بها أولياء الأمور سواء الذكور أو الإناث ويستطيعون أن يذهبوا إليها ويطلعون عليها، وفي هذا المجال ادعوهم ألا يتخوفوا من وسائل الإعلام وألا نكون كأولئك الذين قال عنهم الله «وفيكم سماعون لهم».. لنرى ونبصر بأم أعيننا ونحن الحكم في هذا الموضوع كما جاء في الأثر عن أهل البيت عليهم السلام عندما سئلوا كم بين الحق والباطل قالوا 4 بنان ما رأيت بعينك فهو الحق وما سمعت بإذنك فهو الباطل وبالتالي يجب علينا أن نرى بأم أعيننا وسوف نحكم حكماً صحيحاً على هذه الأمور التي يتخوفون منها وهي من إرجاف العدوان ليس إلا.
•ما الذي توجهونه للآباء بهذه المناسبة؟
– أوجه للآباء في هذه المناسبة أن يكونوا مطمئنين على أبنائهم وأوجه لهم الدعوة مرة أخرى لزيارة هذه المراكز ودعمها لأنها فعلا ستحصن أبناءنا ليس تحصيناً لمدة شهر أو شهرين بل هو تحصين للحياة بكلها، وادعوهم إلى التكاتف والاشتراك في اللجان المجتمعية في الأحياء لكي يكونوا هم اللجان التي تدفع بأبنائنا إلى المراكز وتنظم سير هذه المراكز ويكون لهم دور فعال وأن يكون لهم السبق في أن يكونوا من المشاركين ومن يدخلون في قول الله سبحانه وتعالى ((سنكتب ما قدموا وآثارهم)).