الثورة / يحيى محمد
عقدت مديريتا زبيد والجراحي في محافظة الحديدة امس، ورشة عمل حول تعزيز العمل التعاوني واستكمال البناء المؤسسي للجمعيات التعاونية ضمن أنشطة التدشين الميداني للمرحلة الثالثة للثورة الزراعية.
هدفت الورشة التي نظمت تحت إشراف اللجنة الزراعية والسمكية العليا، إلى تقييم أنشطة الجمعيات في مجال الزراعة التعاقدية وتنمية مشاريع الاقتصاد المجتمعي المقاوم.
وفي التدشين، شدد وكيل وزارة الإدارة المحلية الشيخ عمار الهارب على ضرورة المسارعة في الاستجابة لموجهات القيادة الثورية والسياسية في إحداث نهضة زراعية قوية يقودها اقتصاد مجتمعي مقاوم وتحقق الاكتفاء الذاتي وتعزز الأمن الغذائي.
وقال إن اليمن أمام متغيرات دولية كبيرة أهمها أحداث الحرب الروسية الأوكرانية والحصار الجائر الذي تفرضه دول تحالف العدوان وما يتطلبه ذلك من تضافر جهود الجميع في سبيل استعادة أمجاد آبائنا وأجدادنا في أن نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع.
من جهته أوضح القائم بأعمال رئيس الاتحاد التعاوني الزراعي عارف القيلي أن الجمعيات التعاونية هي الإطار الذي يجب أن ينتسب إليه كل المزارعين وكل من يعمل ضمن حلقات سلاسل القيمة للمحاصيل الزراعية من أجل أن يتولى العمل التعاوني تقديم كافة الخدمات الزراعية من مدخلات وإرشاد وتنظيم عملية التسويق وتقديم الضمانات للقروض البيضاء لما يحتاجه المزارعون للعمل الزراعي.
وأشار إلى أن ما دعا إليه قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في محاضراته الرمضانية من ضرورة تركيز الاهتمام بالجانب الزراعي والعمل التعاوني يستدعي من الجميع الانطلاق نحو الميدان التنموي لتأسيس دور قوي للجمعيات لإدارة عجلة التنمية وبناء وتنمية مشاريع الاقتصاد المجتمعي المقاوم.
بدورهما أوضع كل من رئيس اللجنة الزراعية والسمكية العليا بالحديدة أبو أحمد الهادي ونائب رئيس هيئة تطوير تهامة علي بيبي أن الورشة ستناقش مسارات العمل التعاوني المنشود في المرحلة الثالثة الجاري اطلاقها على مستوى المحافظات، وأكدا أن العمل التعاوني يمثل العمود الفقري للنهوض الاقتصادي في الدول العظمى، ففي ألمانيا وحدها يوجد أكثر من 8500 جمعية تعاونية، مستعرضين عدداً من قصص النجاح لبعض الجمعيات على المستوى المحلي.
وتطرق مسؤول الجمعيات باللجنة الزراعية والسمكية العليا أبو الفضل القحوم إلى مسيرة العمل التعاوني منذ بداية مراحل الثورة الزراعية،
وأشار إلى أن اللجنة سعت في مسارات عدة لتوفير العديد من مصادر المساندة للنهوض بالتعاونيات إلى مستوى العمل الاستثماري الكفيل بعكس فاتورة الاستيراد نحو المزارع اليمني، مؤكدا أن المنتظر فقط هو انتهاء الجمعيات من استكمال هياكل البناء المؤسسي كي تكون أهلاً للتمكين من هذه المساندة.
مشدداً على ضرورة أن تباشر الجمعيات في استيعاب مخرجات الكليات والمعاهد الزراعية والبيطرية وأن تعمل على التنسيق لتبني مشاريع تأهيل وتدريب نوابغ الأجيال الصاعدة في كافة مجالات العمل النباتي والحيواني والسمكي.
من جهته قدم رئيس قطاع التنسيق الميداني بمؤسسة بنيان التنموية المهندس علي ماهر شرحاً مختصرا على موجهات كلمة قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي عن أهمية الانتقال من مرحلة التكوين الهيكلي للجمعيات التعاونية إلى مرحلة تباشر فيها الجمعيات دورها في تشييد البنية التحتية للعمل التعاوني وإدارة الإنتاج وتنظيم السوق.
ونوه ماهر إلى أهمية الورشة للاطلاع على مستوى النهوض المتحقق في القطاع الزراعي والسمكي في مديريتي زبيد والجراحي في محافظة الحديدة.
ولفت ماهر إلى أن الورشة اطلعت على أنشطة الجمعيات في مجال الزراعة التعاقدية وتنمية مشاريع الاقتصاد المجتمعي المقام في مجال تنمية الأسر المنتجة من أسر الشهداء والجرحى والمرابطين والأسر الأشد فقرا.
وأشار إلى دور الورشة في تقييم تدخلات الجمعيات في ثورة المياه والإرشاد الزراعي ومدى تفعيل العمل الطوعي وتوسيع دائرة المشاركة المجتمعية في التنمية وفقا لما جاء في موجهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وتوجيهات فخامة رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط.
هذا وكانت الورشة قد استعرضت أعمال وأنشطة الجمعيات والتعاونيات في المديريتين وناقشت الإشكاليات والمعوقات التي تواجه العمل التعاوني في مختلف أنشطته.
وركزت الورشة فيما خرجت به من توصيات على أهمية نشر الوعي الزراعي وإيجاد آلية لتوزيع الأدوار بين شركاء التنمية في السلطة التنفيذية والقطاعين العام والخاص والجمعية، والعمل على توسيع أنشطة الجمعيات على مستوى عزل وقرى المديريتين من خلال تدريب عدد من فرسان التنمية في مجال الإرشاد الزراعي المجتمعي والصحة الحيوانية والقروض والري، كما أوصت بضرورة البحث عن البدائل المناسبة لبعض المعوقات كاستبدال مضخات الديزل بمنظومات الطاقة الشمسية وغيرها.
كما أوصت الورشة بضرورة تبادل الخبرات والمنتجات بين الجمعيات التعاونية على مستوى الجمهورية وفق آليات تكفل تحقيق هدف توفير الاستقرار السعري وتنظيم مواسم الزراعة.
حضر الورشة مندوبو وزاراتي: الزراعة والري والشؤون الإجتماعية والعمل والاتحاد التعاوني والمؤسسة العامة للخدمات الزراعية ومسؤولون في السلطة المحلية والشخصيات الاجتماعية بالمديرتين وعدد من مسؤولي ومنتسبي الجمعيات التعاونية في عدد من محافظات الجمهورية.