توطئة: بعد أن أمضيت في عدن الساحرة والجميلة 25 يوماً في انتظار تأشيرة العبور إلى السعودية للحاق ببعثة المنتخب الوطني أتت مؤخراً تلك التأشيرة التي طال أمدها طويلاً وعلى ضوئها اتجهت إلى أحد مكاتب النقل البري بالشيخ عثمان لحجز مقعدي في أقرب رحلة وتم ذلك بالفعل لتنطلق الرحلة في الثالثة إلا ربع من عصر الثلاثاء واستمرت أكثر من 36 ساعة لم أذق خلالها طعم الرفاء فيما غط كل المسافرين في نوم عميق «ما شاء الله تبارك الله» بما في ذلك أولئك الذين تناول الواحد منهم ما يقارب الكيلو من القات ما شاء الله.
أما أهم ما واجهته في الرحلة إياها وألقى بظلاله ومضاعفاته على صحتي فقد تمثل بحالة التكييف العالية والشديدة والتي جعلتني أحس بأني على متن سيارة خاصة بحفظ اللحوم والأسماك وليس في باص سياحي، ولولا أني طلبت في الوقت بدل الضائع من السائق البديل خفض مستوى التكييف لكنت أصبت بما لا يحمد عقباه.
وعموماً أيها الأعزاء لم تكن تلك المحطة هي الوحيدة والموجعة فقد تلتها في منفذ الوديعة التابع لبلادنا محطة مؤلمة وغير متوقعة استهلها أحد القائمين على الجانب الأمني بإجراء لم يكن في الحسبان خلال حالات التفتيش التي كان قد بدأها في بحص حقيبة ملابسي بعد أن أوضح لبقية المسافرين بالقول إن البداية ستكون مع الصحفي حقنا -حسب تعبيره- لأكون بعدها أول الصاعدين إلى الباص وبعدها بدأت حالات التحكم والاستفزاز والاستهتار حينما قام ذلك الجندي وبطريقة غير مبررة بمصادرة مجموعة من عرائس السجائر ومعسل الشيشة كان بالإمكان اعتبارها للاستهلاك الشخصي على أن الجهة المسؤولة حسب رأيي المتواضع هي الجهة التابعة للأمن والجمارك السعودي، وبعد أن تجاوزنا ذلك المنفذ بكل تناقضاته وأوجاعه عبرنا إلى المنفذ الآخر التابع للسعودية وهنالك الفوارق الكبيرة والمدهشة ما بين المنفذين كنت ووثيقة التأشيرة التي بحوزتي سبباً في تأخر استئناف الرحلة ولولا سلاسة الأداء والثقافة المتميزة لموظف الجوازات الذي أذهلني بدماثة أخلاقه وبأسلوبه الحضاري الجميل لكانت معاناتي أشد قسوة ومرارة فقد تولى إكمال المعاملة بنفسه والتواصل مع المعنيين بعد أن أبلغني بضرورة دفع 300 ريال سعودي رسوم استخراج التأشيرة، فشكرا على لمساته الجميلة وشكراً لقائد الرحلة سائق الباص مصلح الحجري الذي كان نموذجاً للسائق المثالي.
لعلي لا أبالغ إن أطلعتك أيها القارئ الكريم على سعادتي البالغة بردود الأفعال التي وصلتني من الأحبة عبر مداخلات بعثت في أعماقي كل حالات السرور الذي شارك في صناعته نخبة من الأحبة والأعزاء، حيث اتفق الجميع على أن اختياري من قبل قيادة الاتحاد العام لكرة القدم كنائب لرئيس البعثة يعتبر بمثابة الإنصاف للأعوام التي أمضيتها في خدمة الرياضة اليمنية عبر الكلمة المقروءة والمسموعة والمرئية، فعلى سبيل المثال نجم الكرة اليمنية وهداف المنتخبات الوطنية ووحدة صنعاء النجم الكبير نصر الجرادي ثمن ذلك الاختيار واصفاً إياه بالرائع والمنصف.
من جهته هداف التلال وهداف العرب النجم الجميل شرف محفوظ تمنى لو أنه ما زال لاعباً كي يحظى بمرافقتي في هذه البعثة، من جانبه بارك أريج الرياضة اليمنية هذه الخطوة وتمنى أن تليها خطوات مماثلة، أما العمار الجميل بن مهيوب العديني فإن رأيه لم يختلف عن رأي نجم الجيل الأسبق مهدي بن صالح واللواء عبدالمؤمن القدسي وآخرين لا يتسع المجال لذكرهم.