محطات

عبدالسلام فارع

 

 

توطئة: في إطلالة الأسبوع المنصرم كنت قد توقفت عند خطيب الجمعة الأخيرة من شهر رمضان في جامع العيدروس بالشيخ عثمان واليوم ومن نفس المسجد شدَّني خطيب الجمعة الأولى من شهر شوال بأدائه الجميل وصوته الذي يتلاءم مع أن يكون إذاعياً ومقدماً لبرامج المنوعات وقراءة الأخبار، إنه البيضاني الجميل محمد حامد باحميش وفي نفس المسجد العيدروس الذي استحال إلى مقر دائم لمنتسبي القارة السمراء وإلى قبلة الأرومو من الحبشة والذين اتخذوا من مسجد العيدروس ملاذاً آمناً لهم، كما هو الحال بالنسبة للشيخ عثمان التي يقطنون حدائقها ومتنفساتها كسكن خاص بهم، فتراهم يتنقلون من مطعم لآخر ليرصدوا لقيمات الزبائن ويترقبون ما يزيد عن حاجتهم ليلتهموه بشراهة، وفي المسجد إياه رصد أحد رجال الخير حلال شهر رمضان ما يسد حاجة أولئك الأفارقة من الطعام وعددهم 500 شخص حيث خصصت لهم يومياً ثلاث جوان من الأزر من ذات الـ50 كيلو وملحقاتها من الدواجن.
قبل أن أبدا ألملم الشتات الذي أعيشه في عدن في انتظار التأشيرة الخاصة بي للحاق ببعثة المنتخب المعسكر حالياً في مدينة الطائف السعودية – أجل – قبل ذلك كنت قد سألت الكثير من الأحبة وفي مقدمتهم الصديق الصادق والصدوق نجم الكرة الساحلية (الجيل) سابقاً النجم الكبير والجميل مهدي بن صالح أحمد وأريج الرياضة اليمنية الأب الروحي لوحدة صنعاء اللواء علي الصباحي وآخرون ممن نصحوني بمواصلة الصبر ومواصلة الانتظار حتى يتم الإفراج عن التأشيرة وهؤلاء كانت آراؤهم مخالفة لآراء البعض الآخر مثل زرياب الكرة اليمنية الدكتور إيهاب النزيلي والنجم الوحدوي مطهر إسحاق ورفيق دربه أبو العزيز العميد محمد المقشي والذين اقترحوا عليَّ ترك مدينة عدن والفندق الذي اسكن فيه والذي كلفني حتى كتابة هذه السطور يوم أمس الأول أربعمائة وعشرين الف ريال، وإزاء كل هذا وذاك ما زلت متمسكاً برأي قيادة الاتحاد اليمني العام لكرة القدم والذي طالبني بمزيد من الانتظار وكذا بالحلول والمعالجات، حسب العزيز الغالي مهدي بن صالح والذي يتعامل معي ومع قيادة الاتحاد بشفافية متناهية ووفاء نادر، وهذا ما خفّف لديَّ من وطأة الملل والإحباط ومراراة الانتظار والتي لم أعهدها في حياتي قط.
في المواجهة الكروية التي جمعت المان سيتي الإنجليزي ومستضيفه ريال مدريد الإسباني لتحديد الفريق الثاني الذي سيقابل ليفربول على كأس البطولة، ظهر المان سيتي بأحسن حالاته التكتيكية والتكنيكية والفنية والذهنية والبدنية على مدى 90 دقيقة من اللقاء الذي استمر لصالحه والذي جعلني أتخيل صديق العمر بل الولد الحبيب عمار بن مهيوب العديني يرقص فرحاً لتلك النتيجة باعتباره يذوب عشقاً في المان سيتي ومدربه القدير، إلا أن المدريديين الذين أذهلوا العالم أجمع بعودتهم من بعيد إلى أجواء اللقاء وأجواء الفرح الذي غمر الجميع وتملكهم، ليس في مدريد فقط، بل في كل بقاع العالم، وهكذا أثبت الريال أنه والبطولات الأوروبية وجهان لعملة واحدة وقد كان من العدل – حسب الكثيرين- أن يصل إلى نهائي البطولة فريقان من إنجلترا وإسبانيا.
وقبل ذلك اللقاء غير المسبوق في رياضة كرة القدم الأوروبية، كان نجم ليفربول الإنجليزي الفرعوني محمد صلاح قد أبدى رغبته في أن يصل المدريديون إلى اللقاء الختامي وكأنه يريد القول إن مهمته ومهمة فريقه ستكون أسهل من أن يواجه المانشستر سيتي في النهائي وهذه الرغبة أو التصريح لبن صلاح ستفقده الكثير من عشاقه ومناصريه وفي اعتقادي أن بن صلاح افتقر للحكمة والكياسة في ما أدلى به، وحسب الدكتور إيهاب النزيلي فإن النجم المصري الكبير والمحلل المعروف محمد أبو تريكة كان قد نصح ابن جلدته صلاح بعدم استفزاز الريال ومناصريه.
تبادر إلى مسامعنا أن المعسكر الحالي لمنتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في مدينة الطائف السعودية يسير من حسن إلى أحسن وبالإضافة إلى ذلك فإن الاهتمام بشؤونه يجعلنا نتفاءل بأن المعتركات الآسيوية القادمة ستغيِّر من الصورة السلبية المطبوعة في أذهان الكثيرين، وبأن الأحمر الكبير سيحقق الأحلام المنشودة إن شاء الله.

قد يعجبك ايضا