أعياد.. وجهاد
يكتبها اليوم / عبدالغني العزي
انقضت أيام وليالي الشهر الفضيل ولمس الشعب اليمني في معانيها القرب من الله وعاش روحانيتها الإيمانية مع هدى الله تعالى المستخلص من كتابه الكريم وآياته البينات التي تفضل بتوضيحها وبيان معانيها واستخلاص فوائدها الدنيوية والأخروية السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في محاضراته الليلية التي حرص على تهذيبنا بها رغم انشغالاته غير الخافية على أحد..
هذه المحاضرات العظيمة التي استلهمنا منها العديد من المفاهيم القرآنية والكثير من المعاني العبادية التي لم تكن الغالبية منا تدرك أهميتها في الحياة العملية رغم قراءتنا للقرآن الكريم وحفظنا لبعض آياته البينات..
لقد استوعبنا بفضل من الله تعالى وببركة قيادتنا العظيمة الكثير من المفاهيم الدينية التي يجب علينا الالتزام بها ليس في شهر رمضان الكريم بل في سائر أيام وأشهر العام كونها مفاهيم عميقة تهذب النفس وتزكي القلوب وترتقي بالإنسان وتجعله مثالا أعلى لما يجب أن يكون عليه الإنسان المؤمن الملتزم..
انقضت أيام وليالي الشهر الكريم وفاز فيها الفائزون الذين نسأل الله تعالى أن نكون وإياكم منهم وحلت بعد تلك الليالي العظيمة والأيام الكريمة أيام العيد السعيد الذي شرعه الله ليكون مناسبة لأمة الإسلام اختصهم بها ليفرحوا بتمام الشهر الفضيل ويتوجوا صيام أيامه وقيام لياليه بفرحة عامرة يذكرون الله فيها ذكرا كثيرا ويسبحونه بكرة وأصيلا تعمق إيمانهم وتشرح صدورهم على ما منحهم الله من عظيم النعم وجليل القدر والرحمة والغفران في ليالي وأيام شهر الرحمة والعتق من النار …
وبما أن الجميع في غمرة الفرحة والسعادة بحلول أيام عيد الفطر السعيد فإنه من الواجب أن لا يغيب عن بالنا ولا عن اهتمامنا الدور البطولي العظيم الذي يقضيه أبطال جيشنا ولجاننا الشعبية في محاريب الوطن وجبهات العزة والشرف في مختلف الثغور ..
لقد عاش أبطالنا الميامين أيام وليالي الشهر الكريم تالين كتاب الله وعيونهم يقظة على أي تحركات عدوانية بعيدين عن أهلهم وأبنائهم وعشيرتهم مدركين بثباتهم العظيم وبجهادهم الكبير في سبيل الله أهمية صنيعهم في الذود عن حياض الوطن وحرمات أبنائه ومن أجل ذلك يجب أن نبادلهم الوفاء بالوفاء ونهب أفراد وجماعات لنشاركهم أفراحهم بالعيد السعيد ونؤكد لهم أن ما يؤدونه من دور جهادي بطولي هو محل تقديرنا وموضع شكرنا وإنه لن يغيب عن اهتمامنا مهما كانت الظروف، وهذا ما يجب أن يدركه الجميع ويسعوا جاهدين لتطبيقه على أرض الواقع كزيارات ميدانية نعزز بها صمود الأبطال ونروض أنفسنا على الجهاد وحمل السلاح في وجوه الأعداء والغزاة يجب أن نحل على أبطالنا الميامين ليس ضيوفا عابرين ومباركين ومهنئين فحسب، بل ومشاركين فعليين لمهمة الجهاد في سبيل الله مستعدين للتضحية بالنفس والمال والأولاد لتحقيق النصر المؤزر على جحافل الغزاة والمارقين من باعة الأوطان وبغاة المال ..
هكذا يجب أن يكون دورنا في مناسبة العيد السعيد لنجمع بين الفضيلتين فضيلة مشاركة الأبطال أفراحهم بالعيد السعيد وفضيلة حمل لواء الجهاد والاستعداد للاستشهاد في سبيل الله تعالى وهذا ما تعودناه وتعوده كل أحرار شعبنا في المناسبات العيدية لتصبح مناسبات أعياد وجهاد..
يجب أن نغادر أبناءنا وأهلينا ونتجه إلى عرين الأسود الأبطال في الجيش واللجان الشعبية لننهل من معنوياتهم وترتوي نفوسنا من معين صبرهم وجلدهم وثباتهم وبهذا نكون قد بلغنا الفوزين ونلنا الأجرين: أجر الفوز برحمة الله وغفرانه في ليالي وأيام الشهر العظيم وفوز وأجر الجهاد والرباط في سبيل الله …
والعاقبة للمتقين.