ارتفاع الأسعار في عيد الفطر زاد من تكاليف البهجة والفرح:
مواطنون: الأسعار في الحدائق باهظة لذا قررنا الخروج ليوم واحد فقط
الأسرة /خاص
لم تعد المتنزهات والمقاهي تشهد ذلك الزخم من الزبائن كما كان يحدث في كل عام بسبب ارتفاع أسعار المنتجات في بعض الأماكن أو التقليل من المنتج نفسه والحفاظ على نفس السعر في أماكن أخرى وفي كل الحالات فإن الزبائن لم يخفوا تذمرهم من هذه الإجراءات التي قامت بها الكثير من أماكن الترفيه خاصة في ظل الأوضاع الراهنة التي نعيشها بسبب استمرار العدوان والحصار.
أم عبدالرحمن لم تخف غضبها وتحدثت بصوت منفعل قائلة : كل ما نذهب إلى متنزه أو مطعم نجد الأسعار مرتفعة ولا تطاق أو أن السلع المقدمة قد تقلص حجمها الطبيعي الى النصف وهذا ما يضطرنا لشراء كمية اكبر.. وختمت حديثها بالقول: الأسعار هذا العام مفاجئة لم اكن أتوقعها أبداً.
أما بالنسبة للمواطن عبدالعزيز بكري فقد تفاجأ هو الآخر بالأسعار في المتنزهات وكذلك في المقاهي وقال : كنت متعوداً على إخراج زوجتي وابنائي في العيد للأكل والجلوس والنزهة لثلاثة أيام متتالية وقد وضعت الميزانية المحددة لهذا العام ككل عام ولكن ارتفاع الأسعار اضطرني لأن احصر هذه النزهة في يوم واحد فقط والله يجازي من يعتدي ويحاصر الشعب اليمني البسيط وحرمانه حتى من الفرحة .
معاناة إضافية
تفاجأت عند دخولي المقهى الذي اعتدت على الذهاب إليه كل عيد تقريباً بأن المقاعد شاغرة بالرغم من أن الساعة وقتها قد تجاوزت الرابعة عصراً هذا ما قاله محمد رزق -مساعد طبيب.
وأضاف قائلاً: لم تكن المقاعد الشاغرة هي التي أثارت دهشتي فقط، بل الأسعار التي قفزت بنسبة أكثر من 50%، الأمر الذي جعلتني اخرج من المقهى فوراً فهذه الأسعار لا تطاق فأنا كنت من المعترضين على الأسعار القديمة فما بالك بارتفاع أسعارها مجدداً.
لم يخالفه في الرأي يزن وعلل ذلك بالقول: الأسعار في المقاهي مرتفعة ونحن كنا نقبل بذلك لأن تلك المقاهي تمتاز بالهدوء ويمكننا أن نبقى مع أصدقائنا لتبادل الحديث براحة ولكن بعد أن تفاجأنا بالأسعار الجديدة لبعض الطلبات وتقليل الكميات بالنسبة لأخرى قررت أن أتوقف عن الذهاب إلى هناك.
وختم حديثه بالقول: نحن نقدِّر أن هناك ارتفاعاً في سعر المشتقات النفطية ولكن على أصحاب المقاهي وغيره تقديم بعض التنازلات حتى يقضي الله بانتهاء الأزمة الحالية التي يعاني منها كل أبناء اليمن.
صعوبات
لم يعد كل شيء كما كان، فسعر كل شيء قد بلغ مستويات مرتفعة وما باليد حيلة سوى دفع الأسعار أو تقليل حجم الطلبات أياً كان نوعها أو التوقف عن العمل كما فعل بعض أصحاب المقاهي، هذا ما أكده إسماعيل شرف في أحد المتنزهات وأضاف قائلاً : لم تعد الأرباح كما في السابق، فالكهرباء مقطوعة بسبب الحرب وأسعار المشتقات النفطية وصلت لأكثر من ضعفي السعر السابق وكذلك أسعار المواد الغذائية واذا ما قمنا برفع السعر للضعف على المواطنين فإنهم سينفرون منا، لذا قمنا برفع أسعار بعض المواد بنسب قليلة والتقليل من حجمها الاعتيادي بالإضافة إلى خفض مرتبات العمال والتوقف عن الإعلان إلى أن يفك الله الحصار عن هذا الشعب المسكين ويتوقف المعتدون عن ممارساتهم غير الأخلاقية على شعب اليمن .
مضيفاً: ارتفاع الأسعار في المنتزهات والمقاهي والمطاعم لم يكن وليد الصدفة ولكنه جاء كنتاج للعدوان على اليمن والحصار الخانق الذي تفرضه تلك القوى على بلادنا لذا فإنها ستبقى على ما هي عليه وربما ترتفع للضعف إذا ما استمر هذا العدوان العنجهي على بلد الإيمان .
تأثير نفسي
الزيادة في أسعار السلع والمنتجات في المقاهي والمحلات وحتى في متنزهات الأطفال تعود على المواطنين بضرر في صعوبة توفير احتياجاتهم الأساسية وخلق السعادة والاستمتاع بالعيد، ما قد يؤثر سلباً على صحتهم النفسية.
الأخصائية النفسية الإكلينيكية الدكتورة /ام كلثوم تقول: إن غلاء الأسعار جزء كبير من تفكير الأشخاص خاصة في المناسبات العيدية والافراح، كما أنه متعلق بالضغوط اليومية.
وأضافت الأخصائية النفسية: أن كل شخص يفكر في توفير وسد احتياجات أسرته، وكل منهم يسعى لتحصيل راتب عال وتحسين الدخل، ليحقق مستوى معيشة مريح.
وتابعت أن التفكير في تحقيق المتطلبات يستهلك طاقة ووقتا كبيرا، فهذه أشياء أساسية في الحياة، ولكن هذا التفكير الذي يدخل في حيز الضغط النفسي والعصبي، قد يسبب اضطرابات نفسية.
الاضطرابات النفسية التي تسببها زيادة الأسعار
وأوضحت الطبيبة أن أشهر الاضطرابات النفسية التي تسببها زيادة الأسعار، هو القلق والتفكير الزائد تجاه المستقبل، وهل يستطيع تحقيق المطلوب وتوفير احتياجات المعيشة وإدخال السعادة إلى أسرته أم لا؟.
وأكملت: ومن ضمن التأثيرات النفسية أيضًا الإصابة بالاكتئاب والحزن، نتيجة عدم القدرة على تلبية الاحتياجات الأساسية، ويعود ذلك سلباً على الصحة الجسدية، فقد يصيب الأشخاص بالقولون العصبي والتسبب في آلام بعض الأعضاء والإصابة بالصداع، كما أن زيادة الأسعار تؤدي للانتحار.
وأكدت أنه يمكن أن يصاب الأشخاص باضطرابات في الشهية، إما بالزيادة أو النقصان، وعدم ممارسة الحياة بشكل طبيعي، وقد يصل الأمر إلى حد الانتحار.