أوشكوا على الانتهاء من بناء ثلاثة حواجز مائية لحصاد مياه الأمطار
أبناء مديرية العشة- عمران يحوِّلون مستحيلات حكومات فساد العقود السابقة إلى فرص بمبادرات مجتمعية
بسعة تخزينية تفوق 850 ألف م³، يتوقع للحواجز الثلاثة أن تغذي أكثر من 550 بئراً، وتزرع حوالى 33 ألف هكتار
سبولة بطول 40 سم هي نتاج أول تجارب زراعة الأرز في العشة
تزامنت الفرحة بعيد الفطر المبارك هذا العام مع موسم الاستعدادات لاستقبال الغيث الصيفي، حيث يتجه اليمنيون- خاصة في الريف اليمني- إلى ميادين الجبهة الزراعية نحو تفعيل ثورة مائية تستهدف تنظيف محاصد مياه الأمطار من السدود والحواجز والبرك والخزانات وإصلاح المعادل والسواقي بغية استغلال مياه الأمطار.
وفي مديرية العشة -محافظة عمران- ارتفع سقف التحدي حين قرر أبناء المنطقة أن يكون عيدهم الأكبر هو كسر حاجز المستحيل- الذي ظل يماطلهم به فساد حكومات عقود ما قبل ثورة الـ21 من سبتمبر 2014م المجيدة في مجمل ما كان يعلن من المشاريع الاقتصادية في شتى المجالات الحيوية وخاصة في مجال التنمية الزراعية- بإطلاقهم ثلاث مبادرات مجتمعية لبناء ثلاثة حواجز مائية لحصاد مياه الأمطار في المنطقة.
الثورة / يحيى الربيعي
المشاريع- وكما أوضح مدير مكتب الزراعة والري في العشة عبدالله بعران- كان مجرد التفكير فيها يعد ضربا من المستحيلات، مضيفا «تضمنت خطط تلك الحكومات ولعقود متعاقبة مشاريع بيع الوهم، ومنها هذه السدود وغيرها من المشاريع التي كانت تعهد إلى الإعلان عنها مع كل دورة تشكيل حكومة ناهيك عن استخدامها في الوعود الانتخابية التي كان يطلقها بعض النواب كشعارات لحملاتهم الانتخابية منذ 1995م- إلى آخر انتخابات».
وأكد بعران في تصريح لـ «الثورة» أن جهود المجتمع أوشكت- بمبادرات ذاتية- على الانتهاء من إنجاز مشاريع الحواجز الثلاثة وهي:
– حاجز عزلة قاعة بمساحة واحد كم²، وسعة تخزين تصل إلى 300,000 م³، يستفيد منه حوالي 10 آلاف مستفيد، من المتوقع أن يغذي أكثر من 150 بئر سطحياً وجوفياً، ويمد أكثر من 10 آلاف هكتار زراعي بالمورد المائي من حصاد مياه الأمطار.. وقد أنجزت مرحلة الأساس بعمق 3 أمتار، ومنذ المحتمل أن تتجاوز كلفته 120 مليون ريال، ومخطط انجازه خلال 3 أشهر.
– حاجز (الواسع) عزلة المعراضة بمساحة 2كم²، وسعة تخزين تصل إلى 500,000م³، يستفيد منه حوالى 17 ألف مستفيد، ويغذي أكثر من 300 بئر ارتوازي وسطحي، ومن المتوقع أن يمد حوالي 15ألف هكتار زراعي بالمورد المائي.. وهو في مرحلته الأخيرة ويتم الآن تصفية حوضه استعدادا لاستقبال مواسم أمطار هذا العام، وتقدر كلفته بأكثر من 80 مليون ريال تم استكماله كمشروع مبادرة مجتمعية أطلقت في العام 2015م.
– حاجز (الصماد) عزلة صدان بمساحة 500م²، وسعة تخزين تبلغ 50,000م³، يستفيد منه 8 آلاف مستفيد، ويغذي أكثر من 100 بئر ارتوازي وسطحي، ومن المتوقع أن يمد أكثر 8 آلاف هكتار زراعي بالمورد المائي.. تمت مرحلة بناء الأساس بعمق 3 أمتار بكلفة تقديرية 17 مليون ريال، ومن المحتمل أن تتجاوز كلفة مراحل المشروع أكثر من 50 مليون ريال، ومخطط انجازه خلال 3 أشهر.
واعتبر بعران أن تنفيذ السدود والحواجز والكرفانات المائية من أهم مشاريع المبادرات المجتمعية التي تسهم بها المجتمعات المحلية على مسار المشاركة المجتمعية في تحقيق النهوض التنموي، حيث تمثل الموارد المائية ركيزة أساسية لتنمية المشاريع الزراعية والري والثروة الحيوانية والبناء والتنمية والإعمار والنشاط الاجتماعي بمختلف صوره.
وأضاف «تمثل الجهود المبذولة في تنفيذ مشاريع السدود الثلاثة في مديرية العشة- محافظة عمران- علامة بارزة لمساهمة المجتمع ومشاركته الفاعلة في التنمية المستدامة، وعنواناً لتكاتف جهود المجتمع وبذلهم وعطائهم في تمويل وإنشاء مشاريع حصاد مياه الأمطار ضمن ثورة الموارد المائية التي اطلقتها، الزراعية العليا بوزارة الزراعة ومؤسسة بنيان وشركاء التنمية والسلطات المحلية في الأمانة والمحافظات لما لها من مردودات خدمية وإيجابية تمثل أنموذجاً ناجحاً ستستفيد منه المجتمعات المحلية في تلبية احتياجات ومتطلبات سبل الحياة والعيش الكريم».
موارد أساسية
من جهته تطرق رئيس جمعية العشة لمنتجي الحبوب يحيى مصلح منيف إلى ما تحتله الحواجز المائية الثلاثة من أهمية في أنها تعمل- على مر الزمان- على تغذية الآبار الواقعة في العزل والقرى التي تمر منها، بالإضافة إلى كونها تشكل موارد مائية مطرية أساسية يعتمد عليها حوالى 35 ألف مزارع يزرعون أكثر من 33 ألف هكتار زراعي بالعديد من محاصيل حبوب الذرة بأنواعها الرفيعة والمتوسطة والخفيفة في مواسمها، إضافة إلى زراعة الذرة الشامية على مدار الفصول الأربعة.
وأضاف «نعلن نجاح تجربة زراعة الأرز حيث وصل طول السنبلة الواحدة إلى حوالى 40سم (وكأنها نبتت في الهند أو باكستان)، وكذلك زراعة محصول الكمون، ناهيك عن قابلية تربة المنطقة لزراعة جميع محاصيل المناطق الجنوبية الغربية والمرتفعات الشمالية الشرقية والخضروات بشكل عام، وكذلك البقوليات».
وأكد (منيف) أن استكمال بناء الحواجز الثلاثة سيعد إنجازا تاريخيا كسر حواجز المستحيلات، وشكل فتحا كبيرا على مسار منهجية تحويل التحديات إلى فرص، ورقما يضيفه أبناء العشة إلى ما تحقق بفضل تعاونهم وتضافر جهودهم ومساهماتهم السخية في إنجاح مشروع تأسيس الجمعية، حيث ستشكل الحواجز الثلاثة موردا مائيا سيغطي حاجة آبار المنطقة من التغذية المائية بل ومن المتوقع استعادة الآبار المندثرة منذ عهود الآباء والأجداد.
ولفت (منيف) إلى أن الجمعية تمكنت بعون الله ثم بجهود المساهمين والعاملين فيها من توفير متطلب الحراثة لكامل الأراضي الزراعية في عزل المديرية بأسعار مناسبة من خلال إدارة حركة 20 حراثة و19 شيول بالتعاقد مع ملاكها، وحراثة تم شراؤها لتكون ضمن أصول الجمعية، وفي مجال التسويق يجري ترتيب مسار تعاقدي مع شركة التلال ضمن مشاريع الزراعة التعاقدية للبقوليات وبعض المحاصيل النقدية، كما يجري الاعتكاف حاليا على إعداد خطط ورسم خرائط توضيحية لإنشاء مراكز تسويقية تتبع الجمعية على مستوى العزل، وكذا إنشاء بنوك بذور ستعمل في مسار البحث عن الأصول الوراثية للبذور المحلية، وإعداد بحوث ودراسات إكثارها وتحسين جودة انتاجها وإعادة توطينها كبديل للبذور المستوردة وهي خطوة جادة على طريق خفض فاتورة الاستيراد التي تكلف البلاد أكثر من 5 مليارات دولار سنويا تذهب من جيبي وجيبك وجيب كل مواطن الى جيب المزارع الأجنبي.
الاستغفار الأكبر
(علي قاسم الشميلي- مزارع) بدوره أشار إلى أن عودة اليمنيين إلى مزارعهم وجربهم وحقولهم ومدرجاتهم لإعمارها بالعمليات الزراعية والخبرات المتوارثة عن الآباء والأجداد مع الاستفادة من مهارات وخبرات وتقنيات العالم من حولنا هو الاستغفار الأكبر الذي من أجله استجمع الجميع جل جهودهم ونسقوها وفعَّلوها مع جهود كل الخيرين في الجمعية والسلطات المحلية والحكومة وشركاء التنمية من القطاعين العام والخاص والشخصيات والوجهاء والأعيان واللجنة الزراعية والسمكية العليا ومؤسسات بنيان التنموية وكل المحسنين في الداخل والخارج إيمانا منهم بأهمية العمل الطوعي والمبادرات المجتمعية نحو الثورة المائية لحصاد مياه الأمطار، فعملوا على نشر منهجيات الثورة الزراعية وسياساتها القائمة على هدى الله وتفعيل المشاركة المجتمعية الواسعة تنفيذا لموجهات علم الهدى قائد الثورة عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله وأولويات القيادة السياسية، فلم يدخر أحد جهدا ولا مالا إلا دفع به كي يتربع هذا الشعب الكريم على منصة مكانته الأسمى بنيل استقرار قراره الاقتصادي وتحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز الأمن الغذائي من الغذاء والدواء والملبس وفق أعلى المعايير الدولية للجودة الزراعية.
بـ 42 طلقة
الفارس التنموي (درهم أبو شوصاء) اتخذ من قصة سد قاعة نموذجا للحديث عن حكاية كسر حاجز المستحيل، فقال: عقب إكمال 34 فارسا تنمويا دورة تدريبية أقامتها مؤسسة بنيان التنموية في شهارة، تلقوا خلالها المعارف والمهارات التحفيزية حول تفعيل العمل الطوعي والمشاركة المجتمعية في التنمية، اتجه كل فارس إلى منطقته للتوعية بهدى الله وبأهمية المشاركة المجتمعية في التنمية، من أجل النهوض بالواقع المجتمعي من حالة الركود الاقتصادي إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز الأمن الغذائي، والتحرر من الهيمنة الأجنبية على القرار الاقتصادي اليمني.
وواصل «فكان أوائل من كسروا حاجز المستحيل مع منسق المديرية م. أحمد السوادي أول من تبنى فكرة مبادرات الحواجز الثلاثة هم 6 فرسان (درهم أبو شوصاء، عبداللطيف أحمد، وحيد علي أبو شوصاء، مراد ناصر، يحيى الغماري، صادق حمود مقبل) عندما بدأوا العمل في مشروع سد قاعة بـ (42) طلقة و600 ريال، تم بيع الطلقات وشراء بعض لترات من البنزين أعطيت لكمبريشن تم استئجاره لتكسير الأحجار».
وللحكاية رواية
ويواصل المدير التنفيذي لجمعية العشة وأحد الفرسان الستة (يحيى الغماري)، سرد الحكاية كاملة قائلا «في أول يوم للمبادرة، انطلقنا نحن ومنسق المديرية م/ أحمد السوادي وبدانا بمباشرة العمل، مر الناس على موقعنا في تكسير الأحجار أمام حاجز قاعة، شعرنا حينها وكأننا نعيش في أجواء من قصة سفينة نوح.. لم نستسلم لإيماننا بألا شيء من التحديات يمكنه أن يقهر عزائم الرجال الصادقين إذا ما شحذوا هممهم، ولم يكن إقناع الناس ببساطة ما يحدث مجديا بالقول حينها، خاصة أن الراسخ في أذهانهم أن المشروع عملاق، وقد عجزت عن إنجازه وعود حكومات ما قبل 21 سبتمبر 2014م، بما كانت تملك من الموازنات المالية والإمكانيات الطائلة.
لم يكن أمام الفرسان سوى مباشرة العمل متوكلين على الله، وملء أنفسهم ثقة أن حاجز المستحيل لا بد أن ينكسر بصدق الإرادة، وهذا ما حصل فعلا، فعندما استمروا في العمل بدأت نظرة الناس إليهم تتغير نحو الإيجاب كلما رأوا إصرارهم يزيد، خاصة بعد أن أحضر اثنان منهم بنادقهم أمام الناس، واعلنوا تبرعهم بها مبادرة منهم للمشاركة في تكاليف السد، ودفع ثالث مائتي ألف ريال، وتم إعلان تشكيل لجنة متابعة من (منصور الغماري، ودرهم أبو شوصاء، ومحمد قعيان) لتتولى إدارة شؤون المبادرة ماليا.
وفي اليوم الثالث وفر الكمبريشن الثاني، وهنا تغيرت النظرة أكثر فأكثر، وبدأ الناس بالتفاعل، وبدأ الكثير منهم يمد يده بجهده، ثم توالت تعزيزات الثقة وتنامت روح المبادرة لدى الناس، وبدأوا في التبرع بمبالغ رمزية بدأت من 5000- 20000 ألف ريال.
وما هي إلا أيام قلية حتى تم احضار بلكين لحفر أساس الحاجز، حينها أدرك الناس جدية المشروع، فاستبشروا خيرا، وانطلقوا بالعشرات إلى المبادرة بالأموال والجهود، فقد تولدت لدى الجميع إرادة البدء التي بموجبها تم إحضار مقاولين لقطع الأحجار.
استمر العمل بوتيرة عالية ومعنويات أعلى دفعت الجميع إلى إحضار آليتين أخرين أقوى بالإضافة إلى الآلية السابقة الموجودة للاستعانة بها في حفر الأساس، وتحويل الأول لتكسير الأحجار.. وهكذا زاد حجم المشاركة المجتمعية، وزادت معها تكاليف الانتقال من مرحلة إلى أخرى، فكان لازما على الجميع أن يستمروا في المشروع وأن يكتمل إنشاؤه.
هنا، دعت جميع القبل المستفيدة من المشروع إلى النكف التعاوني، وأقر على كل قبيلة دفع عشرة ملايين ريال كدفعة أولى بالإضافة إلى التبرعات الفردية، على أن يستمر النكف قائما حتى الانتهاء من استكمال المشروع بصورة نهائية.
بعد ذلك توج المشروع بدور السلطة المحلية في المحافظة ممثلة بالدكتور فيصل جعمان محافظ المحافظة الذي حضر وبرفقته نائب وزير الزراعة والري الدكتور رضوان الرباعي ورئيس اللجنة الزراعية مدير عام مكتب الزراعة بالمحافظة المهندس ناجي سلامة ومنسقي مؤسسة بنيان التنموية وعدد من أعضاء المجلس المحلي والمكاتب التنفيذية والشخصيات الاجتماعية والأعيان والمشايخ والتجار والمحسنين الذين قدموا كلاً بما أمكنه من التشجيع المعنوي والمساهمة المادية، وساهم المحافظ عن المحافظة بكمية (3000) كيس أسمنت لحاجز قاعة قابلة للزيادة حسب الحاجة، بالإضافة إلى مساهمتين متفاوتين في الكمية لحاجزي الواسع وحاجز الصماد).
فرص مهدرة
وعن الثروة الحيوانية وفرصها المتاحة والمهدرة والتحديات والحلول تحدث إلينا المزارع والمربي (وسام فيصل)، موضحا أن مناخ وتضاريس وبيئة مديرية العشة تعد من أفضل الموارد المتاحة للاستثمار الحيواني على نطاق واسع، مشيرا إلى وجود بيئة واسعة تمتاز بغطاء نباتي كثيف من الأشجار المعمِّرة كالسدر الذي ينتشر بكميات هائلة تجلب إليها مناحل العسل من أقاصى الجمهورية اليمنية من المهرة إلى صعدة، وهو المورد الذي جعل عسل السدر العصيمي من أجود أنواع العسل عالميا ناهيك عن أشجار الضهية والسلام والضبة والأعشاب الطبية والعطرية التي لا تعد ولا تحصى بالإضافة إلى أنواع من الحشائش المستفاد منها في رعي وتربية الثروة الحيوانية والمناحل التي تمثل أكثر من ثلثي دخل سكان المديرية.
أما المزارع (مراد ناصر) فيستدرك بقوله: إلا أن هذه الفرص الضخمة وذات المورد الاقتصادي الضخم لا تكون متاحة إلا في مواسم الأمطار وحسب، مؤكدا أن ضخامة هذه الفرص سرعان ما تتلاشى وتتحول إلى تحديات كبيرة ومعاناة شديدة تفتك بكل شيء له صلة بحياة الإنسان والحيوان والنبات في عموم المديرية؛ بل وتصبح فرصا مهدرة لا سبيل إلى تفادي وقوع كوارثها عندما يحل الجفاف في المنطقة كما حدث في العامين المنصرمين من جوع أهلك المواشي وأماتها قائمة على رباعياتها وأخرج مواليدها خدجا من بطونها، بصرف النظر عن ما لحق بالبيئة وموت الماشية عطشا، وضعاف غالبية الآبار وما تتبقى منها لم يعد يكفي من يحومون عليها أفواجا من البشر في طوابير على مدار الساعة عتقا من العطش.
آلهة مقدسة
ويشاطر (صادق قعبان) النحالين جزءاً من آلامهم وحسراتهم بالقول: حتى أشجار السدر المعمِّرة التي تملأ السهل الوادي والجبل، وهي الشجرة التي ظلت تحتل في نفوس سكان المنطقة ولآلاف السنين منزلة «آلهة مقدسة» لا تقربها يد بسوء، طالتها ألسنة المناشير الكهربائية وبيعت حطبا بأبخس الأثمان تحت ذريعة تفشي ظاهرة الجوع الماحق في أوساط السكان ملاك الأراضي والشعاب ما يعرِّض المنطقة لمخاطر التصحر بسبب التحطيب الجائر.
وأضاف «ويزيد الطين بلة ما جاء على ألسنة نحالي المنطقة من شكوى بجور آخر ألم بهم وبمناحلهم، هو الأشد وطأة والأفتك أثرا، حيث تتعرض مناحلهم لمخاطر السموم القاتلة التي لا تبقي من مناحلهم ولا تذر تلك السموم التي ويسقيها أناس كي يسرعوا بها إنبات أغصان شجرة القات ليقبضوا أثمان بيعها وتنمو حياتهم على حساب تدمير حياة مناحل النحل، ويتجرع أضرارها أناس يقتاتون من بيع العسل تتدمر حياة مناحلهم».
طموح أبعد
كل من استمعنا إليهم من أبناء العشة خلال طوافنا ببعض العزل والقرى أكدوا أن زوال كل الصعوبات والمعاناة فضلا عن تعزيز وتنمية كل ما يمكن توقعه من فرص للاستثمار الزراعي والحيواني والمناحل في المنطقة مرهون بتحقق استكمال بناء الحواجز الثلاثة على أرض الواقع وإدارة واستغلال مواردها المائية في مسار لا ينحرف بالثورة الزراعية عن هدفها الاسمى في تحقيق أولويات الاكتفاء الذاتي من الغذاء والدواء والملبس.
وقد نوه الجميع بأن الهدف سام، وأنهم جميعا ماضون على طريق استكماله مهما كانت التحديات، فلن تكون سوى مصاعد لعزائم الرجال الذين لن تكل سواعدهم، وفرصا لاستثمار أوسع نحو طموحات أبعد؛ كاقتحام الأسواق العالمية بالمنتجات الزراعية اليمنية والذي لن يكون سوى أدناها بإذن الله تعالى القائل «ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين».