عين على الشاشة

عبدالله الأحمدي

 

 

تابعت برنامج الشاهد الذي أجراه المذيع في قناة بلقيس أحمد الزرقة مع محمد عبدالله الفسيل.
وقد لاحظت على الرجل تقلباته في العصر الجمهوري بين مجمهر ومميلك، يعارض الجمهورية والوجود المصري، ويزحف نحو الريال السعودي وحضوره مؤتمر الملكيين في الطائف الذي طرح دولة اليمن الإسلامية بدلا عن النظام الجمهوري لأن الجمهورية كانت مزعجة لبني سعود.
وسوف اقف على أربع نقاط : الأولى حصار صنعاء ٦٧/٦٨ الذي لم يرد اطلاقا على لسان الشاهد والمحاور، وتم تجاهله. والثانية مقتل أحمد الغشمي، والثالثة دخول أنصار الله صنعاء، والرابعة التدخل السعودي في اليمن. ونبدأ في قضية اغتيال الزبيري الذي دبره الملكيون، لكن الفسيل قال كلاما ينافي الحقيقة وهو القول إن القتلة قبل تنفيذ عملية الاغتيال جاءوا إلى المصريين، ثم إن السلال والعمري كان لهما علم بذلك. ولم يذكر إن القتلة سلموا أنفسهم للشيخ الأحمر الذي رفض تسليمهم إلى السلطة في صنعاء، وتم فيما بعد اطلاق سراحهم.
في نقطة حصار صنعاء قال الشاهد إن الأرياني كانت له علاقات مع القبائل، وتم دحر الملكيين المحاصرين لصنعاء عن طريق هذه العلاقات.
والحقيقة إن القاضي الأرياني وكبار موظفيه وضباطه هربوا من صنعاء عندما اشتدت المعارك حول صنعاء؛ بعضهم هربوا للخارج، والقاضي هرب إلى تعز، وأن رجال الجيش السبتمبري بقيادة صغار الضباط، ومعهم حسن العمري والمقاومة الشعبية والشيوخ والقبائل المجمهرة خاضوا حربا شرسة في كل المحاور دفاعا عن صنعاء ودحر الملكيين. وصلت هذه الحرب في بعض المحاور إلى القتال بالسلاح الأبيض، وبالذات في عصر والصباحة بين اللواء العاشر والملكيين، واستمر الحصار أكثر من سبعين يوما، ولم ينته إلا بفتح طريق الحديدة صنعاء الذي كان الفضل فيه لقبائل البيضاء بقيادة الشيخ احمد عبدربه العواضي، الذين قتل منهم أكثر من مئة شهيد في هذه العملية، وبذلك انهزم الملكيون وبدأت السعودية تفقد الأمل بإسقاط النظام الجمهوري، لكن هذا الانتصار اجهض من قبل الذين هربوا من صنعاء، ثم عادوا بعد فك الحصار وفجروا الأوضاع في مذبحة أغسطس ٦٨.
أما مقتل احمد الغشمي فقد كان بتخطيط من السعودية، ونفذ بواسطة محمد خميس وعبدالله الأصنج وعلي عفاش، وعلي حسن الشاطر الذين استقبلوا مبعوث سالمين في المطار وابدلوا حقيبته بحقيبة ملغومة في قاعة الاستقبال في مطار صنعاء، ثم اصطحبوا المندوب إلى القيادة وهربوا، وعند الانفجار قامت حراسة الغشمي بالبحث عنهم فلم تجدهم متهمة إياهم بقتل الغشمي، ثم في ما بعد لفق عبدالله الاصنج ومحمد خميس تلك الرواية. هذا الكلام مصدره طاقم الطائرة ( اليمدا ) التي حملت مندوب سالمين إلى صنعاء.
الفسيل اعتمد رواية عصابة صنعاء في هذا الحادث، بل ويقال إن الغشمي اسعف حيا إلى مستشفى الثورة وهناك قام جهاز خميس بالاجهاز عليه.
ومعلوم إن عصابة صنعاء كانت تنسب كل جرائمها للنظام في الجنوب.
النقطة الثالثة حول دخول الحوثيين إلى صنعاء
الحقيقة إن جماعة الشيخ الزنداني أوهموا الدنبوع إنهم قادرون على حماية صنعاء واستلموا من الدنبوع ٧٠ ألف بندقية لهذا الغرض، وكان التنسيق بين علي محسن وبين الزنداني والتواصل عبر سرداب يوصل جامعة الزنداني وفرقة علي محسن، ولكن طلبة الزنداني هربوا واخذوا الأسلحة وتركوا الأنصار يدخلون صنعاء بعد معركة حاسمة، ثم هرب الزنداني إلى تعز متخفيا، وقام السفير السعودي بتهريب علي محسن على انه العائلة. هذه الحادثة لم تأت على لسان الشاهد، أو المحاور.
النقطة الرابعة حول التدخل السعودي في اليمن، وخاصة بعد اتفاقية ١٩٧٠م ودخول الملكيين إلى صنعاء واشتراكهم في الحكم، ومن يومها لم يطلع رئيس أو وزير أو مدير قسم شرطة الا بتعيين من السعودية.
ورد على لسان الفسيل القول إن السعودية كانت تعطي ميزانية لأعضاء مجلس قيادة الحمدي بما فيهم الحمدي نفسه. هذا الكلام معروف فالسعودية هي التي رفعت الحمدي إلى الرئاسة وهي التي قتلته، ومن بعده اختارت الغشمي، ثم قتلته وهي اليوم تتحكم بالصغيرة والكبيرة في يمن المرتزقة، وأشعلتها حربا مدمرة للإنسان والحجر والشجر وحصاراً مميتاً.
الفسيل كان قريبا من كل الحكام الذين توالوا على اليمن، وقد اعترف إنه تلقى من الهالك عفاش أمرا بمنحه مئة لبنة في نقم، بينما الآلاف من الوطنيين لم يحصلوا على قبور في هذا الوطن.

قد يعجبك ايضا