قيادات الدولة وجموع المصلين يؤدون صلاة عيد الفطر بالعاصمة صنعاء والمحافظات
الرئيس المشاط يؤدي صلاة عيد الفطر بجامع الشعب ويتبادل التهاني مع جموع المصلِّين
الثورة / سبأ
أدى فخامة المشير الركن مهدي المشاط -رئيس المجلس السياسي الأعلى مع جموع المصلِّين بجامع الشعب بالعاصمة صنعاء صباح أمس، صلاة عيد الفطر المبارك.
وتبادل الرئيس المشاط، ومعه عضو المجلس السياسي الأعلى أحمد غالب الرهوي وأمين سر المجلس السياسي وعدد من قيادات الدولة، التهاني مع جموع المصلين بحلول هذه المناسبة الدينية الجليلة التي تأتي بعد شهر فضَّله الله على بقية شهور العام، وأنزل فيه القرآن، وفيه ليلة خير من ألف شهر، وبعد أن أدى المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها فريضة الصيام.
كما أدى جموع المصلين بأمانة العاصمة والمحافظات أمس، صلاة عيد الفطر المبارك واستمعوا إلى خطبتيها.
وفي خطبتي العيد بالجامع الكبير بصنعاء، بحضور عضو المجلس السياسي الأعلى سلطان السامعي ونائب رئيس مجلس النواب عبدالسلام هشول زابية وعدد من قيادات الدولة، بارك العلامة حمدي زياد للمصلين وأبناء اليمن والأمة الإسلامية حلول هذه المناسبة الدينية الجليلة.
وقال” أعاد الله العيد علينا جميعاً بالمسرات والعافية والانتصارات والخير والعزة، وجعلنا الله ممن صام وقام الشهر الفضيل واستكمل الأجر وفاز بليلة القدر وانصرف يوم العيد بأجر وثواب المولى جل وعلا”.
وأضاف “يجب أن نتواصى بتقوى الله، فإن الله أوصنا أن نكون عليها حتى نلقاه، وهي وصية الله الخالدة للأمم السالفة كما جاء في قوله تعالى ” وَلِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلْأَرْضِ وَكَانَ ٱللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا “.
وحث العلامة زياد الجميع على التوحيد وأن يظل الجميع على العبودية لرب العالمين .. وقال” أولئك الذين أطاعوا الكافرين خرجوا من الوحدانية، لأنه ما عبدت الأصنام ولا الأوثان من بعد رسول لله عليه وآله الصلاة والسلام إلى اليوم في جزيرة العرب، لكن الناس عبدوا الهوى واتبعوا الشيطان وأعداء الله”.
ودعا إلى تعزيز وحدة الأمة وجمع شملها على إقامة الدين، قال تعالى “شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَٱلَّذِىٓ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ،ٓ إِبْرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰٓ، أَنْ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ كَبُرَ عَلَى ٱلْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ٱللَّهُ يَجْتَبِىٓ إِلَيْهِ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِىٓ إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ”.
وأضاف” وصانا الله بالإيمان والعمل الصالح والصبر والحق وبفضل لله على مدى ثمان سنين وأبناء اليمن يتواصون بالصبر وبالحق والتكافل والتراحم” .. مبيناً أنه لا نجاة للخلق جميعاً إلا أن يجمعوا بين الإيمان والعمل الصالح والتواصي مع بعضهم في إطار الحق والصبر.
وتابع” من وصايا الله لأمة محمد عليه وآله الصلاة والسلام قوله تعالى “قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْـًٔا وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَٰنًا وَلَا تَقْتُلُوٓاْ أَوْلَٰدَكُم مِّنْ إِمْلَٰقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُواْ ٱلْفَوَٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُواْ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلْحَقِّ ذَٰلِكُمْ وَصَّىٰكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ، وَلَا تَقْرَبُواْ مَالَ ٱلْيَتِيمِ إِلَّا بِٱلَّتِي هِي أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ ٱلْكَيْلَ وَٱلْمِيزَانَ بِٱلْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَاوَإِذَا قُلْتُمْ فَٱعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ وَبِعَهْدِ ٱللَّهِ أَوْفُواْ ذَٰلِكُمْ وَصَّىٰكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”.
وتحدث خطيب العيد عن الأخوة الإيمانية والاستقامة وجمع الشمل وتقوى الله .. وقال” نفخر أن أعلام الهدى وقادتنا لا يوصون بمطامع الدنيا ولا بالسياسات ولا بالحيل ولا بالمكر ولا أن نكون في الحياة من أهل الوجهين والمنافقين والمدارين، وإنما بأن نتواصى بتقوى الله، فلا بد أن نظل على الاستقامة، لأن رب رمضان هو رب شوال، ورب شوال هو رب الشهور كلها”.
وشدد على ضرورة أن تظل الأمة على جهوزية واستعداد لرفد الجبهات بالمال والرجال .. وأضاف” أعداء الله لا أمان لهم رغم أن الله يقول في القرآن ” وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّه” لكن قبلها في سياق الآيات بسورة الأنفال يقول الله عز وجل ” إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُون الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ” وأكد أهمية أن تكون الأمة على استعداد وجهوزية.. وقال “إن الأمريكي هو الذي أمر في الإقليم والمنطقة أن يخدّروا الأوضاع باليمن تخديراً، فالتداعيات على أمريكا كبيرة والصمود في اليمن ليس لصالح المعركة التي شنها التحالف، وإنما لصالح اليمنيين الذين يدافعون عن أرضهم وعرضهم وإلى اليوم ما يزال التحالف لم يفتح مطار صنعاء ولا تزال سياسة الحصار والتجويع والخروقات والأذى مستمرة”.
وجدد العلامة زياد الدعوة لأهل الإيمان والحكمة إلى أن يكونوا على بصيرة ويقظة وعدم الوثوق بمن قتل الأطفال والنساء وانتهكوا الأرض والعرض بغير حق تجبراً وظلماً وعدواناً.
وأضاف” إن البيت الأبيض له تدبيرات في بحارنا وجزرنا وفي شرق أوروبا والعالم كله، لكننا إذا جد الجد والتهبت المعركة لا بد أن يدخل البحر في المعركة ونزعجهم في كل مكان والصواريخ التي تصل إلى ألفي كيلو متر ستصل للمعسكرات في الجزر اليمنية والمعسكرات الصهيونية والإماراتية والسعودية”.
ولفت إلى أن اليمنيين الأجداد والآباء الأوائل، أخرجوا المستعمر وطردوا الغزاة والمحتلين بالسلاح الأبيض وجعلوا اليمن مقبرة للغزاة .. وقال ” لا نزال على الإيمان والتوحيد وفي إطار الكتاب والعترة ولا تزال أسلحتنا بأيدينا”.
وأوضح خطيب العيد أن هناك تطوراً في أداء مؤسسات الدولة، ما يستدعي بذل المزيد والعمل على تعزيز الأداء والإنتاج وتطهير المؤسسات من الفساد.
وطالب بالجمع بين بناء الدولة والأمة في المجالات الاقتصادية والزراعية والسياسية والإدارية والتنموية، إنطلاقاً من الإيمان والهوية وتحمل المسؤولية والأمانة، بالاستفادة من وسائل العصر للنجاح والفلاح والتطوير في الأداء.
كما شدد على ضرورة الجدية والفاعلية ومتابعة تنفيذ الأعمال والمهام من خلال النزول الميداني، بما يكفل تطوير مستوى العمل .. وقال “كم تحدث قائد الثورة من باب التذكير في محاضرات رمضان في هذا الجانب لنكون ناجحين وإن شاء الله يتطور أداء الأمن والقضاء، وتحقيق النجاحات في هذا الجانب، فلا يمكن أن يتم بناء الدولة بدون أمن وقضاء”.
وأضاف” أن الأوطان لا تبني إلا بجماهيرها والجماهير لا تتحمل المعاناة مهما كانت الظروف إلا إذا كان الأمن مستتباً والقضاء عادلاً، ما يتطلب المزيد من الجهد لتعزيز الأمن والاستقرار وتحقيق العدالة”.
وأشاد العلامة زياد بالمشهد المهيب الذي رسمه الشعب اليمني في يوم القدس العالمي، وحمل فيه أبناء اليمن مجداً عظيماً وأوصلوا رسالتهم للدنيا بأن القدس تجري في دماء اليمنيين، في حين أن المطبعين في أفول وعمّا قريب تضرب شمسهم ويضيع مجدهم.