“يوم القدس العالمي» .. مناسبة عظيمة وجليلة

صولان صالح الصولاني

 

إعلان اليوم العالمي للقدس من قبل الإمام الخميني –سلام الله عليه- ، جسَّد موقف الثورة الإيرانية الإسلامية الثابت والمبدئي في التصدي للمخططات الصهيونية التي تستهدف القضاء على الشعب الفلسطيني وطمس الهوية الإسلامية في هذه الأرض المقدسة، داحظاً كل الشبهات والأكاذيب المضلّلة والادعاءات الباطلة التي يطلقها ويروِّجها بعض دعاة الوهابية والإخوان المسلمين، في سبيل تحقيق المساعي الحثيثة والخبيثة لأنظمة التطبيع الخليجية والعربية -وبإيعاز من الأمريكان والغرب- الرامية إلى شيطنة إيران الإسلامية وتلميع إسرائيل الصهيونية في أوساط الشعوب العربية.. فإن “يوم القدس العالمي” -في المقابل- يمثل يوماً للتضامن الإسلامي والعالمي في مواجهة كيان صهيوني غاصب ومحتل يطمح للهيمنة على العالم بأسره ويهدِّد الأمن والسلم العالميين، فضلاً عن كون إحياء هذا اليوم العالمي للقدس من خلال إقامة المسيرات والفعاليات والوقفات الرسمية والشعبية في مختلف بلدان العالم الإسلامي رفضاً لسياسة الاحتلال والاستيطان والظلم والإضطهاد التي يمارسها هذا الكيان الصهيوني الغاصب والمحتل بحق الفلسطينيين، يصب في خدمة القضية الفلسطينية واسترداد ونيل الحقوق الفلسطينية المسلوبة، و-أيضاً- تحرير المقدسات الإسلامية وعلى رأسها المسجد الأقصى الشريف، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين .
ففي كل عام يحتفل أبناء شعبنا اليمني، كغيرهم من أبناء أمتنا الإسلامية والأحرار في العالم، بيوم القدس العالمي الذي يصادف يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المُبارك من كل عام، والذين يتدفقون إلى العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات والمناطق المحررة، التي تكتظ فيها الساحات والميادين المخصصة لإحياء هذه المناسبة بالملايين، وهم يردِّدون شِعار “الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل”، تجد القلق والتوتِّر لدى الكيان الصهيوني على أوجّه، والذي يتم التعبير عنه عقب إحياء فعاليات هذه المناسبة مباشرة، عبر مختلف وسائل الإعلام الإسرائيلية .
وينزعج قادة الكيان الصهيوني الغاصب أكثر، حينما يشاهدون في هذه المسيرات المليونية العلمين اليمني والفِلسطيني وهما يرفرفان خفَّاقين في سماء اليمن ويتعانقان عناق الاخوة الأشقّاء، فيرتسم في مخيلاتهم لحظتها عناق يمني-فلسطيني آخر يعبِّر تعبيراً صادقاً عن الارتباط الوثيق بين القضيّتين اليمنيّة والفِلسطينيّة، وتوحّد المشاعر باتّجاه العدوّ الواحد الذي استهدف ويستهدف الأمّة ماضياً وحاضِرًا ومُستَقبلًا.
فما أجمل وأروع الشّعارات التي يردّدها المُتظاهرون اليمنيّون وهم يحيون هذه المناسبة الإسلامية والإنسانية العظيمة والجليلة، وما أبلغ وأصدق عِباراتها وأقواها، وهي تنبع من صميم قلوبهم وتصدح بها حناجرهم وألسنتهم :
غضباً بوجه كيان صهيون الَّلعين
سيندفع يوماً لدحر كيانه المغرور
ففي «يوم القدس العالمي» ستنتفض الأمّة الإسلاميّة جميعاً وعلى رأسها أبناء شعبنا اليمني ، دعمًا لأهل الرباط وثورتهم في الأراضي المقدّسة دِفاعًا عن كرامة الأمّتين العربيّة والإسلاميّة ومقدَّساتها، وعلى رأسها المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله، وبفضل هذا الدعم والتفاعل الشعبي الإسلامي مع القضية الفلسطينية، ها هي إسرائيل تجد نفسها – راهناً- وعلى غير عادة مُنذ بدء الصّراع واغتِصابها للأراضي الفِلسطينيّة، مُحاطةً بالصّواريخ من كُلّ الجِهات، والأهم من ذلك أنّ قببها الحديديّة وبرُغم إنفاقها عشَرات المِليارات لتصنيعها وتطويرها، باتت عاجزةً عن التصدّي لهذه الصواريخ التي لم يُكَلِّف تصنيعها سوى بضعة آلاف من الدّولارات، والتي تنطلق من قِطاع غزّة أو جنوب لبنان، وربّما قريبًا جدًّا ستنطلق من اليمن إلى تل أبيب والمناطق والمدن الاسرائيلية.
وبما أن النضال ضد الصهيونية لاسيما ضد الكيان الصهيوني الغاصب والمحتل لأرض فلسطين والمقدسات الإسلامية، شكّل أحد أهم الأهداف الإسلامية والإنسانية النبيلة لإعلان هذه المبادرة العظيمة والجليلة المتمثلة بـ« إقامة وإحياء مناسبة يوم القدس العالمي»، إضافة إلى تحقيق المزيد من الانسجام ووحدة الكلمة داخل المجتمع الإسلامي، بما يصب في خدمة القضايا المصيرية لأمتنا الإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، فإننا كشعوب محور المقاومة سنقول «موتوا بغيظكم» لمن يعترضون على إحياء هذه المناسبة، الذين وصل الحال ببعضهم من دعاة التيار الوهّابي والاخواني إلى تكفير من أطلقها والمحتفلين المشاركين في إحيائها من أبناء أمتنا الإسلامية، معتبرين ذلك بدعةً، ولإثبات دعواهم وفتواهم الضالة والمضلة التي يصدِّرونها للسّذَّج من أبناء أمتنا، لا يتورَّعون عن ترديد وذكر الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم « كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار»، لكن التودّد إلى اليهود، وسياسة التطبيع مع كيان الاحتلال الصهيوني، التي ينتهجها ملوك وأمراء وقادة الأنظمة الخليجية والعربية العميلة، لا يشكِّل في نظر الدعاة الدعة الوهابيين والاخوان أي بدعة أو ضلالة، ولربَّما سيهجرون الآية والنصّ القرآني الواضح والصريح « ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتّى تتبع ملَّتهم» وكذلك الآيات القرآنية الدَّالة على خبث اليهود ومكرهم وخداعهم وقتلهم للأنبياء، بل والحاثّة على عدم الإنجرار خلف اليهود وعدم تصديقهم والوثوق بهم و…إلح، نزولاً عند رغبة وأوامر أرباب وولاة نعمتهم ملوك وأمراء الذل والعار والخيانة.

قد يعجبك ايضا