أولمبياد رمضان الرباني… من فاز ببطولته؟؟!!

محمد النظاري

 

 

ما أن تنطلق أي بطولة على مستوى العالم، إلا والأنظار تتجه إليها، ومن قبل بدئها بأشهر يترقبون انطلاقها، ومتى ما انطلقت يتسمرون أمام الشاشات أو حضور الملاعب، ويدفعون الأموال الطائلة، التي يذهب الكثير منها تكاليف التنقل بالطائرة.
قبل 29 يوما انطلقت أولمبياد شهر رمضان المبارك، الذي كان الصحابة -رضوان الله عليهم ينتظرونه- بشوق ستة أشهر سائلين الله بلوغه، ثم يودعونه بحرقة ستة أشهر يسألون الله قبوله، ويتنافسون فيه على كل الطاعات.
أولمبياد رمضان فيه من المنافسات الكريمة ما لا يحصى، فإن كان في الأولمبياد الكثير من المنافسات الرياضية، فإن في رمضان العديد من المنافسات الربانية من : صلاة (النافلة بفريضة والفريضة بسبعين) ومن صيام (لا يعرف جزاءه إلا الله) ومن صدقة (زكاتي المال والفطر) وقراءة القرآن (بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها) إلى غير ذلك من أعمال البر والخير والإحسان.
في المنافسات الرياضية، يعد الخاسر كل من جاءت عليه المنافسة وخرج منها صفر اليدين (لا نقطة ولا ميدالية ولا كأس ولا مراكز متقدمة) والحال ذاته ينطبق على كل من أدرك المنافسات الرمضانية الربانية ولم يفز منها بشيء، فهو من أكبر الخاسرين.
وفي الحديث الشريف كان دعاء جبريل -عليه السلام- : (ورَغِمَ أنفُ رجلٍ دخلَ علَيهِ رمضانُ ثمَّ انسلخَ قبلَ أن يُغفَرَ لَهُ) وأمن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم عليه بعد دعائه..
من أدرك أولمبياد رمضان ولم يصم حق الصيام ولم يقم حق القيام ولم يختم حتى ختمة واحدة، وهي عبارة عن جزء واحد، مدته 30 دقيقة طيلة 24 ساعة … أي أمر سهل إلا من صعبها على نفسه، فحرم الخير كله.
قبل المنافسات الرياضية، تجري الفرق الرياضية تدريبات للاعبيها ويلعبون مباريات ودية، والقصد من ذلك التهيئة والاستعداد، ولكن للأسف الشديد نتهيأ لرمضان بالتسوق لشراء كل أنواع الطعام قبل مجيئه، وفي إثنائه ننشغل بشراء الاحتياجات اليومية، وقبل رحيله، نشغل أنفسنا بحاجيات العيد.
البطولات الرياضية تشهد نسقا تصاعديا، واللاعبون يزيدون الجهد كلما انتقلوا لمرحلة أعلى، وفي منافسات رمضان الربانية، تتناقص المساجد من المصلين يوميا، حتى لا تجد إلا القليلين في الفرائض.
كأس العالم مدته ثلاثون يوما وكأس الصيام مدته ثلاثون يوما، وفي ختام كأس العالم تتجه الأنظار لمن يفوز بالجائزة (كأس العالم) وهو يوم عيد للاعبين ودولتهم، وأيضا في ختام كأس الصوم، يعرف الفائز بالبطولة الرمضانية، حيث تسلم الجائزة في اليوم الموالي، انه يوم عيد الفطر، فهنيئا لمن فاز بالجائزة… جعلنا الله وإياكم منهم، وتقبل منا وغفر لنا وعفى عنا بمنّه ورحمته.. وغدا الأحد قد يكون العيد أو بعد غد الاثنين، فكل عام وأنتم بخير
النظافة تبعد الأمراض
نظافة الجسد والمحيط، كلنا مأمور بها، والصحة مطلب العقلاء، ونحن في شهر الصوم ترتكب الكثير من العادات غير الصحية، ومنها الإفطار الجماعي في المساجد والأماكن العامة، ولا نراعي أي احترازات وقائية، سواء بالتلامس الجسدي وعدم التباعد أو بالشرب والأكل من أوانٍ غير نظيفة.. وما زلنا قريبي عهد بوباء كورونا، مما يجعلنا أكثر حرصا على سلامة النفس والآخرين..
المساجد للعبادة، والأكل فيها مع عدم التنظيف يجعل منها مكانا للأوساخ مما يجلب الأمراض… شفانا الله وإياكم من كل داء.

قد يعجبك ايضا