قبل عشرين عاما انطلق الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي -رضوان الله عليه – بالصوت اليماني في قضية الأمة الإسلامية.. القدس، القضية التائهة في مطامع الأنظمة الضعيفة ليقف موقفا ثابتا ومؤيدا، ومساندا لما دعا الإمام الخميني.
في شهر رمضان من العام 1399هـ الموافق 15/8/1979م، دعا الإمام الخميني لجعل الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك يوما عالميا للقدس، وفي بيانٍ عام وجهه للمسلمين جميعاً قال فيه: إنني أدعو كافة المسلمين في جميع أرجاء العالم والدول الإسلامية إلى أن يتحدوا من أجل قطع يد هذا الغاصب ومساعديه – يعني إسرائيل – وأدعو جميع المسلمين في العالم أن يعلنوا آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك الذي يعتبر من أيام ليالي القدر، ويمكنه أن يلعب دوراً مهماً في مصير الشعب الفلسطيني «يوم القدس العالمي»، وأن يعلنوا ضمن مراسم هذا اليوم اتحاد المسلمين بجميع طوائفهم في الدفاع عن الحقوق القانونية للشعب الفلسطيني المسلم.
الثورة / إدارة التحقيقات
يصف الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي الإمام الخميني بانه الشخص الذي عُرِف بجدّيته في مواجهة أعداء الإسلام كافةً، في مواجهة أمريكا وعدّها [الشيطان الأكبر]، واعتبرها وراء كل ما يلحق بالمسلمين من ذلٍ وإهانةٍ، وغير ذلك من الشرور.
ويقول الشهيد القائد في ملزمته المزعجة للصهاينة «يوم القدس العالمي»، الإمام الخميني كان رجلاً يفهم المشكلة التي يعاني منها المسلمون، ويعرف الحل والمخرج لهذه الأمة مما تعاني منه، وبعد أن قال هو أنه قد يأس من أن تعمل حكومات المسلمين شيئاً اتجه إلى الشعوب أنفسها، طلب من الشعوب جميعاً أن تجعل هذا اليوم, آخر جمعة من شهر رمضان يوماً يسمى: «يوم القدس العالمي»؛ لتعرف الشعوب نفسها أنها تستطيع من خلال إحياء هذه القضية في مشاعرها، من خلال البحث عن الرؤى الصحيحة التي تحل هذه المشكلة, وترفع عن كاهلها هذه الطامة التي تعاني منها؛ لأن الشعوب هي نفسها المتضررة، أما الحكومات، أما الزعماء فهم غير متضررين، هم غير مكترثين, لا يهمهم ما يرونه بأم أعينهم من المعاناة في مختلف بقاع الدنيا لجميع المسلمين.
اعتبر الخميني: يوم القدس يوم يقظة جميع الشعوب الإسلامية، إن عليهم أن يحيوا ذكرى هذا اليوم، فإذا انطلق المسلمون جميعاً، وانطلقت جميع الشعوب الإسلامية في آخر جمعة من رمضان المبارك في يوم القدس بالمظاهرات والمسيرات فسيكون هذا مقدمة لمنع المفسدين، إن شاء الله وإخراجهم من البلاد الإسلامية.
ويقول: وإنني أرجو جميع المسلمين أن يعظموا يوم القدس، وأن يقوموا في جميع الأقطار الإسلامية في آخر جمعة من الشهر المبارك بالمظاهرات، وإقامة المجالس والمحافل والتجمع في المساجد، ورفع الشعارات فيها. إن يوم القدس يوم إسلامي، ويوم لتعبئة عامة للمسلمين.
ويرى الشهيد القائد أن مقترح الإمام الخميني ليوم القدس يأتي لكون الإمام الخميني «رجل يملك رؤية صحيحة، يملك فكراً و رؤية يستطيع أن يقرأ بها كثيراً من الأحداث المستقبلية من خلال تأملات الحاضر, ودراسة الماضي.»
الغدة السرطانية
ويشير الشهيد القائد إلى أن الإمام الخميني كان يصرخ, ويصيح في جميع المسلمين, يستثير جميع المسلمين أن يهبوا من يقظتهم, أن ينتبهوا، أن يستشعروا الخطر المحدق بهم. وعرض هو أن باستطاعتهم, وباستطاعة الشعب الإيراني بما يملكه من قوة عسكرية واقتصادية هائلة أن يقف مع جميع المسلمين, وخاصة الدول العربية، وأن باستطاعتهم إذا وقفوا جميعاً أن يضربوا إسرائيل، وأن ينهوا وجود هذا الكيان الغاصب من داخل البلاد الإسلامية.
والإمام الخميني كما يذكر ذلك الشهيد القائد هو الذي أطلق على إسرائيل اسم «الغدة السرطانية»، وهو لا زال في حركته الجهادية داخل إيران قبل انتصار الثورة الإسلامية، وكانت قضية إسرائيل هي من أولى اهتماماته أثناء جهاده في إيران قبل انتصار الثورة الإسلامية.
ويفسر الشهيد القائد ذلك بالقول: عندما أطلق هذا الاسم على إسرائيل «غدةً سرطانية» معلوم أن السرطان إذا ما ترعرع في أي جسم من أجسام البشر لا بد إما أن يتمكن الإنسان من القضاء عليه واستئصاله وإلا فإنه لا بد أن يُنهي ذلك الجسم، لا بد أن يخلخل ذلك الهيكل الذي نما وترعرع فيه.
كما يؤكد الشهيد القائد بأن تشبيه الإمام الخميني للكيان الصهيوني بالغدة السرطانية إنما: ليؤكد أن إسرائيل ليس من الممكن المصالحة معها, ولا السلام معها, ولا وفاق معها، ولا أي مواثيق أو عهود تبرم معها. إنها دولة يهودية، إنها دولة يهودية طامعة، ليس فقط في فلسطين, وليس فقط في أن تهيمن على رقعةٍ معينةٍ تتمركز فيها، بل إنها تطمح إلى الهيمنة الكاملة على البلاد الإسلامية في مختلف المجالات، وتطمح إلى أن تقيم لها دولة حقيقية من النيل إلى الفرات، من النيل في مصر إلى الفرات في العراق؛ لأن هذه الرقعة هي التي يعتقد اليهود أنها الأرض التي كتبها الله لهم، وهي أرض الميعاد التي لا بد أن تكون تحت سيطرتهم وبحوزتهم، وأن يقيموا عليها دولتهم.
يرى الشهيد القائد ويؤكد أن فلسطين، والبلاد العربية والبلاد الإسلامية: كلها لن تسلم من شر اليهود إلا باستئصالهم, والقضاء على كيانهم، أي شيء غير ذلك إنما هو ضياع للوقت، وإتاحة للفرصة أمام إسرائيل أن تتمكن أكثر وأكثر، حتى أنه قال – وفعلاً عندما يقول الإمام الخميني فالشواهد أثبتت أن رؤيته فعلاً واقعية في كثير من الأشياء – وقال: إن إسرائيل تطمح إلى الاستيلاء على الحرمين الشريفين، وليس فقط على القدس، إسرائيل تطمح للاستيلاء على مكة المكرمة، على الكعبة المشرفة وعلى المدينة المنورة.
قضية المسلمين
إن قضية إسرائيل – كما يقول السيد حسين بدرالدين ليست قضية تخص الفلسطينيين، إنها قضية المسلمين جميعاً، حتى لو اعترف الفلسطينيون أنفسهم بإسرائيل، حتى لو رضوا بأن يكونوا عبارة عن مواطنين داخل دولة إسرائيل فإنه لا يجوز للمسلمين أن يقرّوهم على ذلك، ولا يجوز للمسلمين أن يتخلوا عن جهادهم في سبيل إزالة هذه «الغدة السرطانية» كما أطلق عليها الإمام الخميني (رحمة الله عليه)، ولذلك فإن الإمام الخميني، حسب السيد حسين الحوثي، في رؤيته فهم عمق المشكلة، وواقعها، وفي نفس الوقت قدم الرؤية العملية في الحل لهذه المشكلة.
ويرى الشهيد القائد أن العرب والفلسطينيين قد استسلموا لرغبات وتوجهات الكيان الإسرائيلي وباعوا أكثر مراعاة لها يعملون كما تعمل إسرائيل، لا أقل ولا أكثر، حتى وإن تكلموا عن إسرائيل فكلام بأدب، كلام لا يثير مشاعر إسرائيل، كلام لا يجرح مشاعر إسرائيل، فيقولون: «قوات الاحتلال الإسرائيلي» بعبارات لا تساوي ما تعمله إسرائيل بأولئك المساكين.. يقول الشهيد القائد: ومع ذلك لا نسمع أحداً يفكر في الحل، أو يهدي إلى حل، أو يرشد إلى المخرج من هذه المشكلة التي تعاني منها الأمة، وفي مقدمتها الفلسطينيون.. لماذا؟ هل لأن هذه الدول ليست جادة في مواجهة إسرائيل؟ وليست مكترثة مما تعاني منه هذه الأمة بسبب وجود إسرائيل في داخل كيانها؟ أم أنهم لا يفهمون ما هو الحل؟ أم أنهم لا يعرفون ما العمل الذي يعتبر مُجدياً للمخرج من هذه المشكلة الكبيرة؟.. بهذا يطرح الشهيد القائد تساؤلاته، ويقول: لاحظوا بعد أن دعا الإمام الخميني إلى إحياء هذا اليوم هل اهتمت الدول العربية أن تستجيب لرجل عظيم مخلص، رجل هَزّ الغرب فعلاً، رجل أرعب أمريكا، وأرعب دول الاستكبار كلها، وأرعب إسرائيل بحكمته، بشجاعته، برؤيته الصحيحة، في جعل الأمة بمستوى المواجهة الحضارية لأعدائها، في جعل الأمة قادرة على أن تقف على أقدامها مستقلة لا يهيمن عليها أحد من أعدائها، لا أمريكا، ولا بريطانيا، ولا إسرائيل، ولا غيرها.. هم رأوا بأم أعينهم ما عمله الإمام الخميني من إرباك، وما خلقه من رعب في صدور الأمريكيين والإسرائيليين، وعرفوا هم ورأوا بأم أعينهم مدى اكتراث أمريكا ومختلف دول الغرب من الإمام الخميني (رحمة الله عليه) ومن الثورة الإسلامية.. فلماذا لم يستلهموا من هذا الرجل رؤيته العملية الصحيحة في إنقاذهم هم من إسرائيل؟.
الأساس القرآني
يعيد الشهيد القائد كل شيء إلى القرآن الكريم لتقديم التوصيف الدقيق والصحيح المعبر عن طبيعية اليهود وما يبني عليه اليهود علاقاتهم مع الآخرين.. ويقول: لنعد إلى القرآن الكريم عندما نراه يتحدث كثيراً عن اليهود، وعن خطورتهم البالغة، والله سبحانه وتعالى هو الذي أراد لهذه الأمة أن تكون عزيزة، وأن تكون قوية هل يمكن؟ وهذا هو السؤال الذي يمكن أن نتساءل عنه عندما نرى ذلك العرض الكثير عن خطورة اليهود داخل تلك الآيات، هل يمكن أن الله سبحانه وتعالى يحدثنا عن خطورة اليهود البالغة ثم لا يكون في كتابه العزيز قد هدى هذه الأمة إلى ما يمكن أن يؤهلها لأن تكون بمستوى مواجهة اليهود والقضاء على مخططاتهم وإحباط مؤامراتهم؟ لا بد، لا بُد في عدل الله ورحمته وحكمته أن يكون قـد هـدى إلى ذلك، وقد هدى فعلاً، لقد هدى فعلاً، وفي هـذا القرآن الكريم الذي قـال فيه: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} (الأنعام: من الآية38) وهو يتحدث عن اليهود داخل الآيات التي يتحدث فيها عن اليهود هدى الأمة إلى ما يمكن أن يجعلها بمستوى المواجهة لليهود، بل وإحباط كل مخططاتهم, وكيدهم الرهيب الرهيب.. لكن هذه الأمة هي التي تخلت عن هذا القرآن الكريم، تخلت عن هذا الكتاب العظيم.
ويعجب الشهيد من الحديث عن مواجهة الإسلام الكيان الإسرائيلي مؤكدا أن الصراع هو بين المسلمين بلا إسلام وإسرائيلية وهو ما نتج عنه هذا الواقع المختل، إذ يقول: نحن نقول أحياناً وبعض الكتاب يقولون: [الصراع الإسلامي الإسرائيلي] وهذه عبارة مغلوطة، عبارة مغلوطة، لا يمكن أن يُسمى الصراع مع إسرائيل [صراعاً إسلامياً إسرائيلياً]، لو كان الإسلام هو الذي يصارع إسرائيل، لو كان الإسلام هو الذي يصارع اليهود، لو كان الإسلام هو الذي يصارع الغرب لما وقف الغرب ولا إسرائيل ولا اليهود لحظة واحدة أمام الإسلام، لكن الذي يصارع إسرائيل، ويصارع اليهود من هم؟ مسلمون بغير إسلام، عرب بغير إسلام، صرعوا الإسلام أولاً هم ثم اتجهوا لمصارعة إسرائيل بعد أن صرعوا الإسلام هم من داخل نفوسهم, من داخل أفكارهم, من جميع شئون حياتهم، ثم اتجهوا لصراع اليهود، تلك الطائفة الرهيبة، فأصبحوا أمامها عاجزين أذلاء مستكينين مستسلمين مبهوتين؛ لأنهم لم يهتدوا بهذا الكتاب العظيم؛ لم يرجعوا إلى هذا الكتاب الكريم، فأصبحوا كما نرى.
أذن الصراع كما رآه الشهيد القائد: هو صراع عرب مع يهود، صراع مسلمين بدون إسلام مع يهود، وليس صراعاً إسلامياً. نحن عندما نرجع إلى صدر الإسلام أيام النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) نرى أنه استطاع أن يقضي على اليهود – وهم هم اليهود في خبثهم ومكرهم – استطاع أن يقضي عليهم على هامش جهاده مع الكافرين، وليس اتجاهاً محدداً ورأسياً ضد اليهود، بل على هامش حركته العامة، استطاع أن يقضي عليهم، واستطاع أن يحبط كل مخططاتهم, ومؤامراتهم على هامش حركته العامة.
ويتساءل الشهيد القائد لماذا لم يرجع المسلمون إلى هذا القرآن؟ ولماذا يصيحون دائماً من إسرائيل ثم لا يفكرون في حل؟، ويقول: تابعوا أنتم وسائل الإعلام: الإذاعات والتلفزيونات هل هناك أحد يضع رؤية صحيحة لمواجهة إسرائيل؟ هل هناك أحدٌ يضع رؤية عملية في مواجهة اليهود والنهوض بهذه الأمة؟ لا، لم نسمع شيئاً، اللهم إلا ما يحصل من قناة حزب الله الفضائية، ومما يحصل من إذاعة طهران، وإذاعة طهران قد خففت منطقها كثيراً عن أسلوب ومنطق الإمام الخميني (رحمة الله عليه).
الطريق إلى القدس
منذ عشرين عاماً تنبه السيد حسين بدرالدين الحوثي إلى المخاطر التي تهدد القدس وفلسطين كقضية مركزية، مستشعراً المسؤولية لمواجهة هذه التحديات، وكان سلاح الفكر هو الممكن آنذاك فدعا إليه، وعلى هذا جاءت رؤيته ثاقبة وطويلة الأمد، وليست لمرحلة من مراحل الصراع مع دولة الكيان، ركّز فيها على إحياء الشعوب الإسلامية للقضية الفلسطينية حتى لا تندثرَ وتُتناسى من قبل الشعوب؛ بسبب الحكام المنبطحين، وقال “لتعرف الشعوب نفسها أنها تستطيع من خلال إحياء هذه القضية في مشاعرها، من خلال البحث عن الرؤى الصحيحة التي تحل هذه المشكلة, وترفع عن كاهلها هذه الطامة التي تعاني منها؛ لأن الشعوبَ هي نفسها المتضررة، أما الحكومات، أما الزعماء فهم غير متضررين، هم غير مكترثين, لا يهمهم ما يرَونه بأُمّ أعينهم من المعاناة في مختلف بقاع الدنيا لجميع المسلمين.
ارشد الشهيدَ القائدَ السيدَ/ حسين بدر الدين الحوثي، رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ، إلى الطريق التي يمكن من خلالها القضاء على الأوهام التي بداخل الشعوب المتأمِّلة من حكوماتها أن تواجِهَ إسرائيل، ودلّها إلى طريق التحَرّك دون الانتظار إلى الحكومات، وحث هذه الشعوب على إحياء يوم القدس العالي في آخر جمعة من شهر رمضان كُلّ عام، والذي دعا إليه الإمام الخميني، وقال السيد رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ “ثم ما هو الحل بالنسبة للشعوب؟ إن ظلت الشعوبُ تنتظر من دولها أن تقومَ بشيء ما في مواجهة إسرائيل فإنَّ هذا لن يتحقق، لن يحصل إطلاقاً؛ لهذا اتَّجه هو إلى اقتراح [يوم القدس العالمي]، وأن يُحييَه المسلمون جميعاً في مختلف أقطار الدنيا، وخاصة البلاد العربية”.
الشهيدُ القائدُ السيد/ حسين بدر الدين الحوثي رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ، أوضح أيضا السبب في ظهور العرب كعاجزين عن القيام بأي دور يذكر أمام الكيان الغاصب، في أن الإعلام الموالي للحكومات تناول القضية الفلسطينية بدور سلبي وعاجز تمامًا عن إظهار أية جرائم تُرتكب ضد المرابطين في فلسطين، وقال رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ “برز العرب أمام اليهود مستسلمين عاجزين، استطاع اليهود ليس فقط أن يقهرونا عسكرياً بل أن يقهرونا اقتصادياً وثقافياً وإعلامياً, وفي كُلّ مختلف المجالات، قهروا هذه الأُمَّـة وهم مجموعة بسيطة، مجموعة بسيطة، استطاعوا أن يقهروا هذه الأُمَّـة، استطاعوا حتى أن يصنعوا ثقافتنا، أن يصنعوا حتى الرأي العام داخل هذه البلدان العربية, استطاعوا أن يجعلونا نسكُتَ عن كلمات هي مؤثرة عليهم، فتسكت عنها كُلّ وسائلنا الإعلامية، استطاعوا بأساليب رهيبة جداً”.
وأكّد الشهيدُ القائدُ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ، أن الإعلامَ العربيَّ الحكوميَّ لم يخلق أي رأي عالمي أَوْ محلي يُعادِي الكيانَ الغاصِبَ، “وأقول وأؤكد إنها غبيةٌ فعلاً وعاجزة فعلاً عن أن تواجه اليهود حتى في المجال الإعلامي وحده، كم يملك العرب من محطات التلفزيون والقنوات الفضائية؟ هل استطاعوا أن يخلقوا رأياً عالمياً مضاداً لإسرائيل؟ لا”.
يرى محللون أن الدولة الصهيونية تنطلق من حقيقة أن قوتها، الاقتصادية والسياسية والعسكرية، لا تتثبت إلا عبر التوسع، وأنها لا تكتمل إلا عبر السيطرة على كل فلسطين والمحيط العربي، وفي هذا يقول السيد حسين الحوثي في ملزمة «السلاح شعار وموقف»: “الإسرائيليون الذين دولتهم ما تزال جديدة ولها فترة قصيرة عندهم طموح أن يهيمنوا على المنطقة هذه، لأنهم يعتقدون أن الهيمنة على هذه المنطقة يعني هيمنة على العالم بكله، وهذه حقيقه، باعتبار موقعه وباعتبار ثرواته الهائلة”.
رؤية السيد حسين الثاقبة هي التي اسعفته لاستجلاء واقع الأمور والتحذير قبل عشرين عاما من ما يسمى «صفقة القرن»، ورؤيته هي جعلته اكثر إدراكا إلى أن العرب قد تسببوا في أن يكون في الموقف الضعيف تجاه إسرائيل ثم اذا بهم يستجدون السلام من هذا الكيان.. يقول السيد حسين الحوثي في محاضرة الدرس الثالث من دروس رمضان: “عندما يأتي الحكام العرب يبحثون عن موضوع سلام من بني إسرائيل، يفكرون أنهم يحصلون على سلام في الصراع مع إسرائيل وأمريكا، لدى العرب طمع باليهود عسى أنهم سيلتزمون باتفاقية معينة بيننا وبينهم. لاحظ قوله تعالى:{أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ} هذا الطرف الذي لا يعرف بني إسرائيل يصدقهم. ولأن العربي لديه طمع، في بني إسرائيل أن سيدخل معهم في اتفاقيات سلام، ولا يوجد حاجة لقتالهم، يقسوا على أصحابه المجاهدين، وفعلاً هذا حصل في فلسطين بشكل عجيب؛ السلطة الفلسطينية ظنوا فعلاً أن الإسرائيلي سيدخل معهم في سلام، وتنتهي القضية! فذهبوا إلى تلك الحركات المجاهدة [حماس والجهاد] يقسون عليهم ويعيقون أعمالهم، ويقتلون منهم، ويسجنونهم ويسلمونهم للإسرائيليين في بعض الحالات.”
تقرأون في الملف :
دول العالم الإسلامي تؤكد تضامنها الأبدي مع الشعب الفلسطيني الحر في مواجهة العدو الصهيوني