لليوم السادس على التوالي العصابات اليهودية تواصل اقتحام الأقصى المبارك وتعبث فيه وتنكل بالمصلين
اقتحامات يهودية يومية للأقصى المبارك: محاولة يهودية لتقسيم المسجد الأقصى
الثورة / القدس المحتلة
لليوم السادس على التوالي، اقتحمت عصابات العدو اليهودي صباح أمس الجمعة ساحات المسجد الأقصى، تمهيدًا لاقتحامات العصابات اليهودية الجماعية، التي دعت لها جماعات يهودية تسمي نفسها «جماعات الهيكل» المزعوم لساحات الحرم القدسي لمناسبة ما يُسمى بعيد «الفصح العبري»، وقد أفادت الأوقاف الإسلامية أنّ 1180 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى.
وانتشرت العصابات الصهيونية الاحتلال في ساحات الحرم، وشرعت بإبعاد المصلين والمعتكفين عن مسار اقتحامات المستوطنين لساحات الحرم، فيما حاصرت قوات العدو المصلين في مصليات الأقصى بعد إغلاقها، ومنعتهم من التواجد في منطقتي المصلى القبلي وقبة الصخرة.
وفيما أفاد مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني أنّ 350 يهوديا اقتحموا باحات المسجد الأقصى خلال الصباح، أفيد لاحقًا وبعد انتهاء مدة اقتحامات العصابات اليهودية التي حدّدت خلال الفترات الصباحية بثلاث ساعات ونصف الساعة أنّ 1180 مستوطنًا اقتحموا المسجد الأقصى.
وقد اقتحم العصابات اليهودية المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، على شكل مجموعات ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوسًا تلمودية في ساحاته، تحت حماية مشددة من شرطة العدو ، وعمدت قوات العدو إلى رش غاز الفلفل داخل المصلى القبلي لطرد المرابطين المعتكفين داخل المصلى، كما أطلقت الرصاص المطاطي في باحات المسجد الأقصى، وأطلقت عددًا من أعيرة الرصاص المعدني باتجاه المعتكفين في المسجد القبلي.
ويواصل العدو اليهودي التضييق على أبناء الشعب الفلسطيني، حيث نصبت الحواجز داخل القدس القديمة وعند الطرقات المؤدية إلى أبواب الأقصى، ومنعت الكثير من المواطنين، خاصة الشباب من الدخول للأقصى لأداء الصلوات ، وشهدت الأيام الماضية اقتحامات يومية نفذتها العصابات اليهودية للمسجد الأقصى في محاولة لفرض التقسيم الزماني للمسجد المبارك.
ويرى مراقبون أن ما يجري في الأقصى يومياً من اقتحام للعصابات اليهودية هو تنفيذ للمخطط اليهودي “التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى” الذي بدأ العمل عليه منذ نكسة عام 1976 تدريجيا حتى هذه اللحظة.
ويسعى العدو الصهيوني إلى فرض التقسيم الزماني الذي يهدف إلى تقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود لدخوله في أوقات معيّنة من اليوم وأيام الأسبوع والسنة، من الساعة 07:30 حتى 11:00 صباحاً، وفي فترة الظهيرة من الساعة 1:30 حتى 2:30، وفترة ثالثة بعد العصر، على المسلمين مغادرة المسجد الأقصى لصالح اليهود لأداء ثلاث صلوات في اليوم داخله، كما يتمّ تخصيص المسجد الأقصى لليهود خلال أعيادهم، والتي يقارب مجموع أعدادها نحو 100 يوم في السنة، إضافة إلى أيام السبت التي تخصّص لليهود أي نحو خمسين يوماً بمجموع نحو 150 يوماً في السنة، كما يحظّر رفع الأذان خلال الأعياد اليهودية.
ومنذ بداية الأسبوع الماضي بدأ الصهاينة في تنفيذ اقتحامات يومية للمسجد الأقصى المبارك حيث تنفذ العصابات اليهودية اقتحاماتها للأقصى صباحا حتى ظهرا قبل أن تغادره على حلول الساعة 12 ظهر كل يوم ، وهو ما يؤكد مضي اليهود في تنفيذ مخطط التقسيم الزماني للمسجد المبارك.
ولا يهدف هذا المخطط إلى نزع السيادة الإسلامية عن المسجد الأقصى فقط؛ بل إلى نزع كامل صلاحيات دائرة الأوقاف الإسلامية في كامل مساحة المسجد الأقصى؛ من قبل العصابات اليهودية التي أصدرت لوائح تحاول فرضها على المسجد الإسلامي ، ليصبح المسجد الأقصى تابعاً لوزارة “الأديان” اليهودية وضمن المواقع المقدّسة اليهودية وتحت صلاحيات هذه الوزارة وضمن حدود قوانين الأماكن المقدّسة اليهودية.
وبدأت محاولات التّقسيم بالتدرّج بعد عام 1967، فقد كان في الماضي برنامجان في المسجد المبارك، الأول للمسلمين وهو أوقات الصلاة وبرنامج آخر للسائحين وهو مصطلح تمويه يقصد به لليهود وهو عادة ما يكون فترة الصباح ما بين السابعة إلى الحادية عشرة وبين الظهر والعصر فقط.
وأعيدت المفاتيح إلى الأوقاف الأردنية التي تولّت شؤون المسجد، باستثناء مفتاح باب المغاربة المخصّص حالياَ لاقتحامات اليهود ، ومنذ تولّي الأردن إدارة الأوقاف وشؤون المسجد الأقصى، حدّدت المملكة فترتين: صباحية بين الساعة السابعة والنصف والعاشرة، وأخرى مسائية بين الواحدة والثانية ظهراً، لدخول اليهود إلى المسجد .
يذكر أن العصابات اليهودية اقتحمت الأقصى منذ يوم الجمعة الماضية وحتى أمس منذ الساعة السبعة صباحا وحتى الحادية عشرة من جهة باب المغاربة بحماية من شرطة العدو الصهيوني تزامنا مع إفراغ الباحات من المصلين ومحاصرة المعتكفين في المصلين القبلي والمرواني كما اعتقل العدو نحو 400 مرابط ومعتكف ومصلًّ وأغلقت الأبواب أمام المصلين وحولت القدس إلى ثكنة عسكرية ونصبت الحواجز في البلدة القديمة في القدس المحتلة بمناسبة عيد الفصح اليهودي.