ستون عاما خلت وحكام العرب يرددون مقولة “سنحرر فلسطين، سنصلي في الأقصى”، فلا هم حرروا فلسطين ولا هم الذين صلوا في الأقصى، ستون عاماً وحكام العرب والمسلمين يخدِّرون شعوبهم بالشعارات الزائفة والوعود الكاذبة عن القومية العربية والوحدة الإسلامية ، والأدهى والأمر أنهم بعد مرور ستة عقود نجدهم اليوم يهرولون نحو العدو الإسرائيلي يقبِّلون أياديهم ويحنون رؤوسهم ويأخذونهم بالأحضان الدافئة والمشاعر الحميمية الجياشة بذريعة التطبيع والرغبة في السلام وطي صفحة العداوة والبغضاء مع الصهاينة ، سيما دول الخليج التي انبطحت للعدو الإسرائيلي وباتوا اليوم للأسف الشديد يقفون بجانب المحتل وينددون بأي عملية فدائية شريفة أو مقاومة فردية كانت أو جماعية ينفذها الفلسطينيون الأحرار ضد العدو الغاصب، ومعهم الأرعن والعميل المدعو أبو مازن -رئيس السلطة الفلسطينية ، فأي مهانة وأي عار لحق بالأمة بسبب أولئك الحثالة من البشر !! إن الصراع اليوم يتمحور حول الأقصى وتهويد الأقصى ومع ذلك العنف الوحشي ضد العزل من أبناء فلسطين نسمع أصواتاً نشازاً من هنا وهناك من الموالين لليهود والنصارى يتحدثون عن السلام ولا ندري عن أي سلام ينشدون والعدو الإسرائيلي معروف بأنه ينقض أي اتفاقيات تعقد معه ويخلف كل وعد يقطعه على نفسه ، أي سلام أيها الجبناء تريدون وعدو الإسلام والمسلمين اللدود منذ اكثر من ألف وأربعمائة عام يحارب الإسلام والمسلمين جهارا نهارا سرا وعلانية بكل ما أوتي من قوة ومال ، أي سلام والإسرائيليون يكدسون أحدث الأسلحة ويستعدون لمعركة مصيرية فاصلة لكسر شوكة المسلمين حسب زعمهم وكتبهم المحرفة ، في الوقت الذي نقابل ذلك الاستعداد المتزايد لدى العدو بمزيد من الاسترخاء والخنوع، إن العدو الصهيوني لا يريد سلاماً بل استسلاماً، ولا يعملون مثقال ذرة من أجل هذا السلام الوهمي المعشعش في أذهان أولئك الخونة من المطبعين ، فسلام اليهود ليس سوى بضاعة يروجونها من أجل إشغال وقتنا ومن أجل تفريغ همنا وقتل همتنا ليفعلوا العكس تماما ، فالصهاينة ليسوا سوى إرهابيين قتلة مجرمين سفاحين غدارين، ويعلم جلنا حقيقة عدونا تمام المعرفة، إلا أن العملاء والخونة من العرب يتوهمون ويحلمون على وسادة حريرية يهودية اسمها السلام !! إن ما يحدث اليوم في الأقصى لمسلمي فلسطين من قتل وترويع وتركيع من قبل الصهاينة الجبناء عار علينا.
كأمة إسلامية ، بما أن فلسطين عربية وبيت المقدس والأقصى إسلامية ، فمحاربة العدو الغاصب الإسرائيلي وتحرير الأرض والمقدسات مسؤولية كل مواطن عربي ومسلم وليست فقط مسؤولية الفلسطينيين ..القدس وما تحتله من مكانة دينية مرموقة في قلوب المسلمين يتفق على تلك المكانة والقدسية كل المسلمين بجميع طوائفهم ومذاهبهم وتوجهاتهم ، فالقدس إجماع الأمة كلها من أقصاها إلى أقصاها باستثناء المتأسلمين والحكام المطبعين المتيهودين ولا غرو أن يلتزم جميع المسلمين بوجوب الدفاع عن القدس والغيرة عليها والذود عن حماها وحرماتها ومقدساتها ، وبذل النفس والنفيس في سبيل حمايتها ورد المعتدين عليها ، وقد اختلف المسلمون والعرب والفلسطينيون في الموقف من قضية السلام مع إسرائيل هل يجوز أو لا يجوز؟ وإن جاز هل ينجح أو لا ينجح؟ ولكنهم جميعا – مسلمين وعربًا وفلسطينيين – لم يختلفوا حول عروبة القدس وإسلاميتها وضرورة بقائها عربية إسلامية، وفرضية مقاومة المحاولات الإسرائيلية المستميتة لتهويدها وتغيير معالمها ومسخ شخصيتها التاريخية ومحو مظاهر العروبة والإسلام والمسيحية منها.. فللقدس قدسية إسلامية مقدورة وهي تمثل في حس المسلمين ووعيهم الإسلامي القبلة الأولى وأرض الإسراء والمعراج وثالث المدن المعظمة وأرض النبوءات والبركات وأرض الرباط ، وقد روى أبو إمامة الباهلي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: “لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من جابههم، إلا ما أصابهم من لأواء (أي أذى) حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك” قالوا: وأين هم يا رسول الله؟ قال: “ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس”.. لولا أولئك المتخاذلين من العملاء والخونة من بعض حكام العرب لكانت فلسطين ومقدساتها قد تحررت منذ سنين ، فمشكلة المسلمين اليوم في المسلمين أنفسهم وليس في عدو يحب الدنيا ويخاف الموت وبيته واهن أوهن من بيت العنكبوت، وليس أدل على ذلك ما قام به الفدائي البطل الشهيد رعد حازم الذي أرعب الإسرائيليين وفضح أجهزتهم الأمنية الهشة !!