الشهيد الصماد.. مدرسة الكمال الإيماني وعنوان الصمود اليماني

عبدا لغني العزي

الكتابة عن الشهيد الصماد ليست بالأمر السهل أو العادي الذي يمكن لهاوي الكتابة التطرق إليه ..
الشهيد الصماد جاد به الزمان في الوقت الذي كانت الأمة في أمسّ الحاجة إليه ليعبّر عن عظمتها وتطلعاتها وأهدافها ويرسم معالم مستقبلها ويحدد اتجاهاتها ومساراتها على ضوء المفاهيم القرآنية والهدى الرباني الذي ينير للأمة دروبها المضيئة نحو العُلا والكمال الإنساني، الشهيد الصماد مثّل مدرسة متكاملة من السجايا والصفات والمزايا التي نادرا ما نجدها في أشخاص هذا العصر المتلاطم الأمواج ..
الصماد تنوعت مميزاته وتعددت حسناته وفاضت غزارة إحسانه وتواضعه حتى لمسها القريب وشاهدها البعيد .
شجاعته نادرة وإيمانه غزير وتواضعه جم وبلاغته فائقة وتحركاته الجهادية متواصلة ومواقفه الإنسانية واضحة.
ممتلئ بالخشية من الله ومؤمن بالقيادة القرآنية وممتثل للتوجيهات الربانية سلوكا ومنطقا وتحركا وعلاقة مع الغير فكان مدرسة إيمانية متكاملة وعنوان انتصار يمني خالد..
مثل الشهيد الصماد مظلومية الشعب اليمني بصدق التعبير وجزيل العبارات وضخامة المواقف ومثل الانتصار اليمني في أبهى صورة مكسوّا بالشجاعة والبسالة والعزة والشموخ والشدة على جموع الخونة والمرتزقة والغزاة والمحتلين فكانت هيبته تصيب الأعداء كاسهم مسمومة ونبال موجهة وسيوف قاطعة وصواريخ متفجرة وقنابل متشظية ..
فاصبح خوفهم منه واضحا وارتجافهم منه بارزا وخشيتهم ملازمة ليقظتهم ومنامهم ..
فدفعوا للنيل منه المال الكثير وخططوا لتغييبه بالجهد العظيم وجندوا لذلك العيون والعسس وذوي الخيانة وأصحاب السوابق والنفوس المجلوبة على بيع الكرامة المرتهنة للمال المدنس وهم بفعلتهم هذه لم يدركوا أنهم منحوا الشهيد الصماد أمنيته التي طالما طلبها من الله تعالى طيلة مسيرته الجهادية ..
عاش الشهيد الصماد لشعبه ومنهجه ودينه وعقيدته ولم يعش لأسرته وأبنائه وقبيلته فكان رحيله خسارة باهظة وفقدانه خطبا جللا واستشهاده خلودا لروحه الطاهرة وجسر عبور لانتصار الشعب اليمني نحو أهداف الشهيد الصماد واستلهام سيرته ومواقفه لتكون حية ودروسا يرتشف منها الأجيال جيلا بعد جيل.

قد يعجبك ايضا