كان الرئيس صالح بن علي الصماد رجلاً استثنائياً ، حيث تقلد كرسي الرئاسة من الطبقة المتوسطة، من عامة الشعب، حيث كان رجلاً حكيماً يجمع بين صفة التواضع والعدل ..نقي السريرة ،قريب من الناس ، ودود، سموح، ثاقب الرؤية في الحكم الرشيد ، حيث استطاع أن يغرس قيمه الإنسانية المستمدة من مدرسة علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأحبه الشعب لتواضعه وحبه للشعب ، الأمر الذي جعله يدخل التاريخ من أوسع أبوابه ، فهو واحد من عظماء التاريخ في المنطقة ، رجُل حرب ورجُل سلام، لكن سلام مُشرف وسلام شجعان …
يقول عنه رفاق دربه بأنهُ عفيف النفس ، نظيف اليد ، طيب القلب ، قوي الشكيمة.
كان كاتب السطور يتابع حديثهُ كبقية أفراد الشعب وحينما وصل إلى الحديدة والى بقية المعسكرات ، حيث قال “كانوا ينصحونني بأن لا أذهب بل أُرسِل من ينوبني” .
فكان رده ” ليست دماؤنا أغلى من دمائكم ، وليست جوارحنا اغلى من جوارحكم وجوارح زملائكم في الجبهات ”
كان رحمه الله قريباً من الناس في مُعاناتهم ومعيشتهم واستشهد ولم يكن لديه لا قصور ولا مزارع ولا شركات، كما قال قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي..
وكان رحمه الله لا يراهن على فاسد ولا يداهن ظالم ولا يراهن إلا على اليمن وعزته وكرامته، فقد كان خالياً من الشوائب والفساد ، كيف لا وهو القائل في إحد خطاباته “مسح نعال المجاهدين أفضل من مناصب الدنيا وما فيها ”
توقفت مستغرباً عند إحدى خطاباته الذي قال فيها ” أنا لا أملك منزلاً ولو خرجت من عملي فلن أجد سكناً أسكُن فيه ”
كان منزل أبيه المتواضع قد دمره العدوان، بحقد البعير، وأصبح إطلالا، هذا ما عرفتهُ فيما بعد.
واصل الرئيس الصماد العمل والبناء فكانت نظريته ” يد تحمي ويد تبني ” وبذلك لم يعش بعيداً عن الناس وهمومهم وتطلعاتهم ومشاكلهم..
كان يتنقل بين الفيافي والقفار، يزور المجاهدين ويرفع من معنوياتهم في كل جبهة من جبهات القتال، رغم علمه بالمخاطر التي كانت تحيط به من قبل العدوان …
لكن الرجل وإيمانه بالموت والحياة، فلم يأبه لذلك..
وكان يقول كما قال سبحانه وتعالى (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ).
عَمل الصماد من أجل الشعب المظلوم والمُعتدى عليه، فكان يخوض السياسة التي هي فن الممكن، وبصلابة الموقف للتحرر من التبعية السعو- إماراتية ، الأمريكية، البريطانية.
وذاع صيته -بالعدل- بين أبناء الشعب الذي كان همهُ من هموم المواطن البسيط.
عندما كان في منصب الرئيس ويحدث بينهُ وبين شخص آخر خلاف يبادر إلى الاعتذار ، فهو سريع النسيان لا يحقد.
الصماد الشهيد الرئيس كان أسطورة زمانه، وكان الاستثناء بمن حكمَ وعدلَ في التاريخ الحديث حتى أجمعت القلوب على حبهِ نتيجة التواضع ودماثة أخلاقهِ وخلقه وتقربهِ للمولى عزّ وجل، مثَّل من الصحابة الأخيار “حكمت فعدلت فأمنت”.
فرحيل الرئيس صالح الصماد، يُعد رحيله خسارة على الشعب اليمني، وكان رحيلهُ شهيداً (يوم أسود) بالنسبة للشعب اليمني…
فالعين تدمع والقلب يحزن، وما نقول إلا ما يُرضي رب العالمين.
فالرئيس الصماد كان زاهداً عن أهواء الدنيا وملذاتها، رحل شهيداً لا يمتلك من الدنيا شيءاً وهنا تجدر الإشارة إلى مناقبه التي تحدث عنها قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي حفظه الله ، والرئيس مهدي المشاط.
فمناقب الشهيد الصماد يعجز القلم عن سردها، فهو بحق يُعتبر شهيد القلب، العفيف، المثقف، العادل ، نظيف القلب واليد واللسان ، حلو المعشر .
رحل عنّا الشهيد الصماد في احلك الظروف، جسداً ولكن أفكاره وأخلاقياته مازالت مغروسة في قلوب الشعب اليمني وستظل.
فكلنا صماد “يد تحمي ويد تبني ” رغم الحصار المفروض على اليمن واليمنيين الشرفاء التواقين إلى الحرية والعدالة الاجتماعية والخروج عن التبعية الخارجية وكل ما هو ضار باليمن واليمنيين، إلا أن المؤامرات مازالت تتصدر المشهد إلى اليوم.
فالقوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية يبادلونك الوفاء بالوفاء .
وكما قال الأستاذ محمد علي الحوثي أمام ضريح الرئيس الصماد “إن أسلحتك وصواريخك ستدك مضاجع الأعداء والمرتزقة..” وستزلزل عروش وكروش العملاء مهما اختلفت أجنداتهم وتوسعت أما المرتزقة المستنسخين الثمانية ، فإنهم يعرفون بأن العدوان سيستخدمهم كما استخدم الدنبوع وشلته من الكومبارس وعلي محسن وحاشيته وسيلاقون نفس المصير (ومن خرج من داره قّل مقداره).
فالوجه الآخر للدنبوع غير المأسوف عليه قد أُعيد استنساخه من جديد من داخل الرياض وفي ليلٍ أظلم.
(ومجلس الحرب الجديد المتناقض) لن يكون أقوى من سبعة عشر دولة ارتكبت أبشع الجرائم في حق البشر والحجر والشجر من حصار وقتل وتجويع للشعب اليمني وبدم بارد وتدمير البنى التحتية واحتلال المضائق والجزر اليمنية وإدخال الأمريكي والصهيوني إلى ميون وسقطرى عبر أذيالهم النظام السعو_إماراتي من أجل الاستيلاء على باب المندب والبحر الأحمر بغطاء أمريكي ومشاركة أُممية.
وما هذه الهُدنة الهشة لمدة شهرين إلا لالتقاط أنفاس المرتزقة وإلا لماذا لم يُفتح مطار صنعاء إلى هذه اللحظة؟
ولماذا لايزالون يحتجزون الديزل، وعدم إدخاله إلى الحديدة رغم التصاريح الأممية؟
فهذه الورقة المكشوفة للعالم لا ولن تُخرج السعودية والإمارات وبريطانيا وأمريكا من مسئولية العدوان على اليمن، مهما كان الثمن والتضحيات، فالشعب اليمني والشعوب الحرة قد كَرِهوا النفاق وكَرِهوا المرتزقة الذين يظهرون في الحدث و(العبرية) ليبرروا بأكذوبتهم إنها حرب (يمنية_يمنية).. وهذا ما يدعو للضحك والسخرية من كل عاقل.
ويظهر البعض ليستعرض عضلاته من الرياض والقاهرة وإسطنبول فهم يهرفون بما لا يعرفون، خدمة لأجندة العدوان، وقادم الأيام ستكشف ما يجهله اللاهثون وراء الريال والدينار والدولار المدنس فمصير الدنابيع الآخرين سيكون كمصير الدنابيع الأولين والأيام بيننا…
نحنُ في زمن وجيل الشهيد الصماد، وما على مرتزقة الداخل الذين استنسخوا من عباءة ابن سلمان (المنشار) فالسلام على طريقتهم هو الاستسلام، وهذا ما لم ولن يحدث، وسبع سنوات من الحرب الكونية على اليمن كفيلة للعليمي، رجُل أمريكا، والسبعة التابعين لهُ أن يعيدوا حساباتهم بأن اليمن مقبرة الغزاة والمرتزقة، وإذا كان وصولهم إلى عدن بطائرات سعودية مدنية عسكرية والاستقبال المذل للبركاني فهذه (ديمة وخلفنا بابها) .. ألا يستحون من سوء العاقبة والخاتمة ؟
حيث وقد راحت شرعية الرياض النائمة بكل ما جمعته من أموال اليمنيين في البنك الأهلي السعودي وفي قادم الأيام ستزاح الغمامة عن المرتزقة الذين باعوا الأرض والعِرض والثروات. (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ).