في ظروف بالغة التعقيد، وأوضاع غير مستقرة، والعدوان يغرق في صلفه وتوحشه وإجرامه، ويضيّق على أبناء الشعب اليمني بحصاره الشامل برا وبحرا وجوا تولى الشهيد الرئيس صالح على الصماد -رضوان الله عليه- مهام قيادة الدولة في مرحلة لا يحسد عليها، وقد بدا واضحا خلال عملية تسليم و انتقال السلطة من اللجنة الثورية العليا إلى المجلس السياسي الأعلى عزمه المضي بسفينة الوطن إلى شاطئ الأمان، متغلبا على الصعاب والعراقيل والعقبات والأعاصير والزوابع التي تعترض مسارها، والتي تهدد بغرقها، فكان القائد الحكيم، والربان الماهر الذي عمل بكل جد وإخلاص وتفان من أجل الوطن والشعب، مسخّرا وقته وجهده ومنصبه وسلطته لتعزيز الصمود اليمني، والمضي في معركة النفس الطويل بعزيمة أمضى وإرادة لا تلين، في مواجهة تحالف البغي والإجرام..
تحلى بالتواضع ونبل السجايا ودماثة الأخلاق وحسن التعامل مع كل من هم حوله، وكان همه الكبير الإبحار بسفينة الوطن إلى بر الأمان وطي حقبة العدوان والحصار بالانتصار أو بالحوار مع مملكة الشر والمنشار ومن معها من الأشرار ، تعامل بواقعية في مسار عملية الردع ضد تحالف العدوان، حيث أدرك أهمية تعزيز هذه القدرات ترجمة لتوجيهات القيادة الثورية ممثلة بالسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، فأعطى للتصنيع الحربي جل اهتمامه وشرع في تطوير القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيَّر والاعتماد على التصنيع المحلي للذخائر بعد أن دمر العدوان غالبية المخزون الاستراتيجي من الذخائر بناء على إحداثيات الخونة وفي مقدمتهم الجنرال الفار علي محسن الأحمر والمرتزق العميل رشاد العليمي…
لمس الشعب فيه روح المسؤولية، والرغبة الصادقة في بناء الوطن في زمن العدوان والحصار، فكانت تحركاته ومواقفه وتوجهاته داعمة لمسيرة البناء والتطوير والتحديث وتجاوز العدوان وعدم جعله شماعة لتعطيل مؤسسات الدولة وجمود الأداء الحكومي خصوصا في الوزارات والمؤسسات الخدمية المرتبطة بحياة ومعيشة المواطنين، فكان يحشد للجبهات ويرفع من معنويات المقاتلين في مواقع الشرف والبطولة والتضحية والفداء ويسخّر ما أمكن إمكانيات لدعم المجاهدين وتعزيز ثباتهم وصمودهم، في الوقت الذي يتابع فيه عن كثب الأداء الحكومي في مختلف الوزارات والمؤسسات، ومن أجل ذلك أطلق -رضوان الله عليه- مشروع بناء الدولة اليمنية الحديثة الذي حمل شعار ( يد تحمي ويد تبني ) والذي سعى من خلاله إلى المضي نحو تعزيز عوامل الصمود لمواجهة العدوان أطول فترة ممكنة بعد أن لمس عدم رغبتهم في السلام وذهابهم نحو التصعيد المستمر بهدف تحقيق الحسم العسكري، فكان لا بد من أن تتزامن عملية البناء للدولة مع عملية التصدي والمواجهة للعدوان ليجسّد شعار ( يد تحمي ويد تبني )..
هذا المشروع الرائد الذي شكَّل مصدر رعب وقلق لجارة السوء السعودية وأمريكا وإسرائيل ولفيف الخونة العملاء الذين شعروا بالخطر في حال تمكن هذا القائد الوطني الغيور من تنفيذ مضامينه وانعكاسات ذلك عليهم، خصوصا أنهم أوهموا أنفسهم بتمكنهم من تدمير القدرات الدفاعية اليمنية، وأنهم بصدد العودة باليمن واليمنيين إلى زمن الوصاية والتبعية والهيمنة السعودية، وإذا بأهدافهم الخبيثة تصطدم بالرئيس الصماد الذي كان يسير على خطى الشهيد الرئيس إبراهيم الحمدي -رضوان الله عليه- الذي عملت السعودية على تصفيته بالتواطؤ مع أدواتها وأذرعها في الداخل اليمني، حيث بدأت في التفكير الجدي في تصفيته، ومن أجل ذلك رصدت مكافأة مالية بلغت ٢٥مليون دولار لكل من يساعدها على تنفيذ ذلك، رغبة منها في وأد مشروعه الخدمي التنموي السيادي العسكري الرادع للأعداء في مهده لتظل سفارتها في صنعاء مركز القرار اليمني وسفيرها صاحب القرار والحاكم بأمره ، وتعود اليمن كما كانت حديقة خلفية لآل سعود وزبانيتهم تسبّح بحمدهم وتثني عليهم وتجمّل صورتهم القذرة ووجوهم القبيحة..
تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال، وعاشق النبي يصلي عليه وآله.