إسقاط طائرة شحن محملة بأسلحة غربية
الدفاع الروسية: تطهير ماريوبول بالكامل من القوات الأوكرانية باستثناء مصنع “آزوفستال”
موسكو/
أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تطهير مدينة ماريوبول في جنوب شرق أوكرانيا بالكامل من القوات الموالية لحكومة كييف باستثناء مصنع الصلب “آزوفستال”.
وقال المتحدث باسم الوزارة، إيغور كوناشينكوف، أثناء موجز عقده مساء أمس: “تم تطهير مساحة مدينة ماريوبول بالكامل من مسلحي تشكيلة “آزوف” النازية والمرتزقة الأجانب والقوات الأوكرانية، وما تبقى من المجموعة الأوكرانية هناك محاصرة الآن بالكامل داخل مصنع الصلب “آزوفستال”، ولم يبق أمام هؤلاء أي فرصة لإنقاذ أرواحهم سوى نزع السلاح والاستسلام”.
وأشار إلى أن تعداد مجموعة القوات الأوكرانية في ماريوبول، في حين محاصرتها في 11 مارس الماضي، بلغ، وفقا لبيانات وزارة الدفاع الروسية، 8100 شخص، مشيرا إلى أن 1464 عسكريا أوكرانيا استسلموا لاحقا ويزداد عدد الراغبين في إلقاء السلاح والاستسلام يوما تلو آخر.
وتابع كوناشينكوف أن العناصر الذين فروا من “آزوفستال” للاستسلام أكدوا أن تعداد القوات المحاصرة هناك لا يزيد حاليا عن 2.5 ألف شخص، منهم “عسكريون ونازيون ومرتزقة أجانب”، مضيفا أن هذا يعني أن خسائر الجانب الأوكراني البشرية في ماريوبول تتجاوز أربعة آلاف شخص.
ودعا رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية، دينيس بوشيلين، إلى “القضاء على النازيين الذين لا ينوون الاستسلام” في ماريوبول، بينما حذر الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي من أن تصفية القوات الروسية آخر عناصر قوات حكومة كييف في هذه المدينة المطلة على بحر آزوف ستضع حدا للتفاوض بين موسكو وكييف.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها أسقطت طائرة شحن عسكرية أوكرانية محملة بأسلحة غربية قرب ميناء أوديسا جنوب أوكرانيا.
وصرح المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، في إيجاز صحفي مساء أمس السبت: “أسقطت الدفاعات الجوية الروسية قرب أوديسا طائرة شحن عسكرية أوكرانية محملة بشحنة كبيرة من أسلحة أرسلتها دول غربية إلى أوكرانيا”.
ولم يعلق الجانب الأوكراني بعد على هذا الإعلان الروسي.
وكانت روسيا قد حذرت مرارا من أن أياً من شحنات الأسلحة التي تصل إلى أوكرانيا من الخارج ستشكل أهدافا عسكرية لقواتها.
وأكدت روسيا أمس صحة الأنباء عن إرسالها مذكرات إلى الدول الغربية التي تمد حكومة كييف بالسلاح، بطلب التوقف عن ذلك.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية إن واشنطن قادت حملة دعائية زعمت فيها أن روسيا استخدمت أسلحة كيميائية في أوكرانيا، بدلا من تفسير حقيقة وجود مختبراتها البيولوجية هناك.
وأضافت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في لقاء مع :RT كشف الجانب الروسي ونشر الحقائق التي ظهرت حتى الآن (عن المختبرات البيولوجية الأمريكية في أوكرانيا) في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، ودعا السلطات الأمريكية إلى تقديم تفسيرات، لكن واشنطن، كما هو متوقع تماما، لا تظهر استعدادها في مشاركة أي معلومات جوهرية حول برنامجها البيولوجي العسكري في أوكرانيا مع الجمهور”.
وتابعت زاخاروفا قائلة: “علاوة على ذلك، فإن البيت الأبيض، اعتمد الهجوم كأفضل دفاع على ما يبدو، إذ أطلق حملة دعائية أخرى، تدعي أن جهود بلادنا لجذب انتباه المجتمع الدولي لأنشطة علماء الأحياء العسكريين الأمريكيين في الأراضي الأوكرانية، ليست أكثر من “شاشة دخان” إعلامية، كما يقولون، تحاول موسكو التستر من خلالها على الاستخدام المحتمل للأسلحة البيولوجية والكيميائية من قبل القوات المسلحة الروسية”.
ولفتت المتحدثة إلى أن هذه المحاولة الفظة من قبل السلطات الأمريكية لصرف انتباه الرأي العام عن الموضوع المتفجر للمختبرات البيولوجية الخاضعة لسيطرتها في أوكرانيا، كانت للوهلة الأولى بشكل غير متوقع مدعومة بنشاط من قبل القيادة السياسية لألمانيا.
وتابعت قائلة: “تصريحات، تستنسخ السرد الذي طرحه الأمريكيون، قام بها عدد من السياسيين الألمان البارزين وكبار المسؤولين، بما في ذلك المستشار الألماني، أولاف شولتس. تصريحات برلين الرسمية، على الرغم من أنها لا تحيد عن الخط الاستراتيجي الذي اتبعته لفترة طويلة في سياق الأزمة الأوكرانية، تبرز (حاليا) خاصة من التدفق العام للخطاب المعادي لروسيا، وهو أمر غير مسبوق من حيث درجة العدوانية من قبل ألمانيا في الأسابيع الأخيرة”
وقررت الحكومة الألمانية زيادة مساعداتها لأوكرانيا في قطاع الدفاع إلى ملياري يورو، وسط شكاوى كييف من عدم تلقيها أسلحة ثقيلة من برلين.
وقالت متحدثة باسم الحكومة الألمانية إن الجزء الأكبر من هذه الأموال سيخصص لشراء معدات عسكرية.
بدوره أكد وزير المالية الألماني، كريستيان ليندنر في تغريدة على حسابه الرسمي عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، أن مبلغ الملياري يورو سيذهب بشكل أساسي لشراء الأسلحة، وسيتم ادراجه في ميزانية تكميلية لهذا العام، مشددا على ضرورة أن تستخدم أوكرانيا هذه الأموال لتمويل شراء معدات عسكرية بشكل أساسي.
وتأتي هذه الخطوة في أعقاب انتقادات متزايدة من أوكرانيا وبعض الدول الأوروبية، مثل بولندا ودول البلطيق، لبرلين بسبب إحجامها عن منح كييف التمويلات اللازمة لمساعدتها على تسليح نفسها.
يشار إلى أن العلاقات الدبلوماسية بين ألمانيا وأوكرانيا شهدت في وقت سابق هذا الأسبوع، توترا بعد رفض كييف زيارة مقترحة من الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، لوزير الخارجية السابق هايكو ماس.د