نساء يجرحن أنفسهن

كيف سيقرأ الآخرون وقع انفتاحنا ¿ أو ما أسميناه ” الديمقراطية ” …!
ماذا سنقول لأبناء المستقبل عن أمهاتهم اللاتي لم يبخلن في تجريح وتقبيح حالهن , بسبب طريقتهن الخاطئة في التعايش والتعامل مع الآخرين , والبحث عن مصدر عيش تفوح منه رائحة كريهة , تنبعث من أشكال لا تعرف إلا أسلوبا واحدا في المرور والمغالطة .
ما هي إلا ثوان معدودة تنفرد معها المرأة في إحدى زنزانات الحرية , والتقليد الأعمى لتقفز قفزة مغايرة , تخدع باسمها نفسها أولا والمجتمع ثانيا , ذلك المجتمع التي كانت إحدى ركائزه وأعمدته الواقية من الانهيار , وكانت تؤمن بقوانينه وأعرافه وعاداته .
هذه المرأة تطاولت على كل ما آمنت به وألبسته ثوب العار والعيب وما تزال كذلك في كل مكان , في الشارع أو المكتب أو ربما المنزل …!
فالعديد من الوظائف الشاغرة , لا زالت بانتظار مثل أولئك المتحررات , المتطلعات لمستقبل ناضج , والعمالات الأجنبية هي السباقة في احتضان أمثالهن من القوارير القادرات على العطاء والابتكار والسفر والبقاء لساعات متأخرة من الليل وهن يعملن بإخلاص وكفاح غير مسبوق ..!
فلا يهم التناقض مع المألوف أو الدين , مقابل إكمال المشاريع وزيادة الأرباح , وشغر المكان بأخبارهن والمبالغة في مجاهرة قضاياهن النجيعة ’ داخل مجتمع آثر الصمت وابتلاع الشوك بعد الحصى , فلا رادع ولا ضابط أو خوف , ولا تراجع عن حرق الأوراق وتصفية الأفراد وخراب البيوت .
كنا نألف ذلك الصوت الحاني , الغاضب في الحق , كان لا يزال يغلب عليه الصون والحياء , اليوم استفرد بنفسه بعيدا عنا , غافلنا في لحظات خرج عن ما ألفناه , راح بمنأى عن الجميع يطارد الوهم , ويصنع لنفسه صورا أخرى للزيف والضياع , يغتال صباه الباسم حتى شحت دلالاته وشحب صوته , وفارق الحياة قبل موعده وابتلع الحياء مستبدلا إياه بالأوسمة والميداليات الفارغة , والشعارات المزيفة .
كل ذلك لا يعني أن جميع النساء يمثلن تلك الصورة المزعجة , فهناك أخوات يحملن معدن الاحترام والشرف والقدوة , ويعملن في وفاء لكرامتهن وكرامة أفراد يربطهم جميعا احترام وتقدير لبعضهم البعض .

قد يعجبك ايضا