في الخطاب الأخير لقائد الثورة عرج في سياق حديثه عن الحرب بين روسيا والغرب في أوكرانيا وانعكاساتها على بلدنا وبالذات من الناحية الاقتصادية خصوصا بهذه المرحلة .
فعلا من يغوص بعمق في تحليل مضامين ومفاهيم ما أشار إليه قائد الثورة في خطابه هو ترجمة مختصرة لتلك الانعكاسات .
هنا يدفعني الفضول الإعلامي والسياسي طرح وجهة نظري حول ذلك على قاعدة لقوم يعقلون . يتأملون .
أستطيع القول أن الواقع والوقائع قد برهنت منذ عقد ونيف من الزمن أن الناتو تمكن من تحويل أوكرانيا إلى مصنع لإنتاج فيروسات قاتلة للبشر ترتب عليها حصد عشرات من الملايين حول العالم. وتدمير اقتصاد البلدان المستهدفة ومن ضمن تلك الفيروسات إنفلونزا الخنازير والجمرة الخبيثة ووو إلخ كان آخر منتج قاتل للبشرية أنتجته المراكز الأوكرانية هو فيروس كورونا الذي أرعب العالم برمته ولم تسلم دولة على مستوى الساحة الدولية إلا ودفعت فاتورة كبيرة من جراء هذه الفيروسات بعد أن سخر الناتو مكناته الإعلامية للتضليل عن ذلك وتشويه الوعي الجمعي من خلال ترويج تلك المكنات، مع أن موسكو كانت سباقة في فضح النظام الأوكراني والغرب بإنتاج هذه الفيروسات وهي جرائم ضد البشرية وتعد الجرائم لا تسقط بالتقادم . .
هنا تبرز ورطة جرائم النظام الأوكراني ببلدان كثيرة من دول العالم من خلال إنتاج هده الفيروسات القاتلة التي تصنف جرائم محرمة دوليا ..
خلال هذه المعركة التي تخوضها روسيا بأوكرانيا تجلت وظهرت هذه الفضائح على السطح .
الأسئلة التي تطرح ذاتها جلية:
لماذا أقدم النظام الأوكراني على تحويل بلده إلى مصنع لإنتاج هذه الفيروسات ؟
ما هي الأهداف العميقة للناتو وأوكرانيا في إنتاج هذه الفيروسات ؟
وهل ينبغي تصعيد هذه القضية من قبل المجتمع الدولي والوقوف حيالها بجدية بعد أن تجلت للعيان راهنا بثبوتية تورط أوكرانيا مع الناتو ؟ ومن سيعوض ضحايا العالم من تلك الفيروسات ؟ أليس الصمت عاراً بل سيجعل تلك الأنظمة المتورطة تعاود نشاطها الإجرامي من جديد بهذا الصدد في حال استمر الصمت ؟ .
الجواب باختصار على كل ذلك هو: أولاً: تورط النظام الأوكراني بإنتاج فيروسات القتل كان بالتنسيق مع الناتو على ضوء معطيات اليوم وكان لتحقيق مصفوفة الأهداف لأوكرانيا والناتو بحكم أن الغرب ظل مرعوبا من قوة السوفييت خلال الحرب الباردة بعد أن ظل يستهدفه خلال تلك الحرب حتى تمكن من اختراق الحزب الشيوعي آنذاك بعد أن تمكن من إيصال غربتشوف إلى قمة عرش موسكو والذي بدوره فكك السوفييت ومن ثم تقسيمه فكان انفصال أوكرانيا من مخرجات تفكيك السوفييت، واغتنم الغرب فرصته بصناعة نظام إمبريالي في كييف فأصبح نظام أوكرانيا يحمل ماركة “الناتو” ثم حولها إلى بلد لغسيل الأموال وإنتاج مشاريعه الإجرامية ضد البشرية وضد روسيا والصين ولهذا السبب وافق الأوكران على أن يتحول بلدهم إلى مستودع لغسيل الأموال وهنا وجد الغرب فرصته للاستمرار في تحقيق أهدافه العميقة بعد رحيل الحرب الباردة.
ثانياً : الإشراف الغربي على توجيه منتجات المصانع البيولوجية بأوكرانيا كسلاح يوجه ضد موسكو والصين حتى لا يكون هناك توازن دولي جديد، أي أن الناتو يخشى عودة التوازن الدولي كما كان أثناء الحرب الباردة مما جعله يحول أوكرانيا إلى خارطة طريق لإضعاف روسيا خصوصا بعد تعافي وتصاعد الاقتصاد الروسي خلال حكم بوتين والإعلان عن خط الحرير والبركس خلال هذه المرحلة.
ثالثا : التخلص من الأدمغة التي تعي مخططات التوحش الغربي على مستوى العالم أي الأدمغة القادرة على إحداث ثورات عالمية ضد مخرجات التغريب مما جعله يتقن هندسة مشاريع ناعمة لقتل تلك الأدمغة وصناعة أزمات وكوارث متفاقمة تصدرها للبلدان المستهدفة بحيث لا تستفيد بلدان العالم الثالث من تلك الأدمغة وتظل أنظار العالم منشغلة بتلك الأزمات ولا تلتفت نحو المخططات الغربية بل تظل تدور في كل ما يأتي من الغرب بشكل خفي وتتحول إلى مستهلكة وليست منتجة .
رابعاً : إنهاك اقتصاد معظم الدول المستهدفة وتحديدا المضادة للإمبريالية مع إضعاف الأنظمة التي صنعها الغرب كي لا تستطيع الاستغناء عن الناتو وتظل تدار من مستودعات التغريب لخدمة مصالح الناتو .
خامساً : تحويل أوكرانيا إلى مدارس ومعاهد لتطوير التوحش الداعشي فأصبح دواعش أوكرانيا موزعين في كثير من بلدان العالم وتحويل كييف إلى حاضنة للقواعد العسكرية الغربية، وموقع لإيواء عملاء الغرب من روسيا الذين هم ضد التوجه البوتيني .
سادسا : تحقيق مكاسب مالية للشركات الغربية التي انتجت الفيروس من ثم تحتكر بيع اللقاح على حساب موت معظم البشرية على كوكب الأرض حتى يتيح للامبريالية المتوحشة بعد ذلك السيطرة على العالم بأسره.
سابعاً : اتخاذ هذا الفيروس لوقف الإنتاج في البلدان المستهدفة وحصد العلماء ممن تم تأهليهم لإحداث نهضة تنموية في تلك البلدان على مستوى مختلف المجالات.
ثامنا : اتخاذ الفيروسات (كورونا) وسيلة لمنع المسلمين من زيارة بيت الله الحرام تحت ذريعة فيروس كورونا كمقدمة لاستهداف ركن من أركان الإسلام بالتزامن مع تسابق كثير من الأنظمة نحو التطبيع مع إسرائيل.
تاسعا : مساعدة الأنظمة الموالية للغرب من التخلص من معارضيهم عبر هذا الفيروس .
عاشراً: تسخير الحرب البيولوجية للقضاء على النظام الروسي بما يمكن الناتو من تقسيم روسيا والاستحواذ على ثرواتها أو الاستغناء عن الغاز الروسي من خلال تسابق الغرب على البلدان الواعدة بالنفط والغاز ومنها اليمن حتى وإن كانت السيطرة عبر الأدوات المتصهينة في المنطقة، وتعطيل مشروع البركس أو الحرير .
هنا نجزم أن الروس كانوا سباقين في اكتشاف مخططات الغرب في أوكرانيا واكتشاف منتجات ومخرجات النظام الأوكراني بعد أن بدأت موسكو تتخذ بعض التدابير لمواجهة هذه المخاطر، مما جعل الدوما يتخذ قرارات مصيرية لحماية الأمن الروسي ويبدأ القضاء عليها وتقليم أظافر الغرب بخوض حرب ضد نظام أوكرانيا والإسهام بإنقاذ العالم من خطر المخططات الغربية في كييف التي كانت ولا زالت خطرا متناميا على البشرية بشكل عام وروسيا والصين بشكل خاص في حال استمر نظام أوكرانيا مع أن الفاتورة التي دفعتها معظم دول العالم كبيرة جدا بعد أن تحولت المكنات الإعلامية للغرب من ضخ التضليل على المجتمع الدولي عبرها وها هي الأيام قد كشفت الحقيقة .
لو نظرنا للدور الغربي الذي يستهدف اليمن عبر دول تحالف العدوان من خلال حصار بلادنا وحرمانها من المشتقات النفطية والدوائية والغذائية ونقل الدواعش لليمن ليشاركوا ويتحالفوا مع دول تحالف العدوان في استهداف اليمن حتى على مستوى سحل الأسرى وجلب شركات بلاك ووتر، سنجد أنه نفس الدور الغربي الذي يستهدف روسيا اليوم عبر نظام أوكرانيا حتى وصل الأمر إلى محاولة الغرب دس السم في العسل من خلال توظيف الإمارات والسعودية لإيهام الروس بالتقارب معهم مع أن الغرب وعبر نظامي أبو ظبي ولندن ويمارس العزل المبطن لأي دور روسي في المنطقة واليمن تحديدا على مختلف الأصعدة وهنا ينبغي على بوتين أن يدرك أن إضعاف الغرب في اليمن مرهون بدخول الخط الروسي كما كان في سبعينيات وثمانينيات القرن المنصرم هو بوابة الولوج لإضعاف دور الناتو في أوكرانيا وغيرها .
على هذا الأساس موقف روسيا إيجابي ومشروع باعتباره جزءاً من إنقاذ البشرية من خطر الفيروسات التي تنتجها أوكرانيا بالتعاون والتنسيق مع الغرب ..
إذاً لا غرابة في أن تتحول مكنات الإعلام الغربي لتشويه روسيا في خوضها الحرب ضد أوكرانيا، لأن الناتو هو جزء من الجريمة التي ترتكبها بحق العالم برمته وتوظيف تلك المكنات لتزييف الوعي وتشويهه لدى العامة، كما تروج ضد محور المقاومة وتعمق التطبيع غير المباشر مع إسرائيل ولا غرابة أيضا أن يزداد رعب وخوف هذا الناتو بمحاولته إنقاذ نظام كييف المتهالك من خلال تزويده بأسلحة محرمة ونقل المرتزقة والدواعش لأوكرانيا وفرض عقوبات اقتصادية ضد موسكو مع الاستمرار بتدمير اقتصاد الروس وعزلهم عن المنطقة الشرق أوسطية ليتسنى للصهيونية الغربية الاستحواذ على ثروات هذا المربع واستهداف القوى المضادة للإمبريالية في المنطقة العربية والإسلامية وفي طليعتها محور المقاومة .
هنا يتوصل القارئ الحصيف إلى أن الغرب بقيادة أمريكا هو من يستهدف روسيا والصين وهو من يستهدف محور المقاومة بكل الوسائل المباشرة وغير المباشرة .
إذاً أقول تعظيم سلام لبوتين ولروسيا حكومة وشعباً، وعلى كل شعوب العالم أن تثور ضد النظام الأوكراني والمطالبة بمحاكمته باعتباره صاحب البصمات الإجرامية في إنتاج هذه الفيروسات القاتلة وليعلم كل من فقد شخصاً عزيزاً عليه من جراء تلك الفيروسات التي أنتجتها المراكز الأوكرانية أن يساند روسيا اليوم ضد أوكرانيا لنفس الأسباب السالفة حتى تلتزم كييف والغرب بالتعويض الشامل والعادل لضحايا فيروس كورونا، وليعلم أن بوتين ونظامه يخوضون هذه الحرب من أجل إنقاذ العالم بأسره من استمرارية خطر منتجات الفيروسات الأوكرانية التي حصدت الملايين وأنهكت اقتصاد معظم البلدان وفضح التضليل الغربي وعلى الروس أن يشكلوا تحالفاً دولياً على مستوى أنظمة وتيارات سياسية وثورية في معظم دول العالم كجزء من مواجهة التوحش الغربي بكل أشكاله وأنواعه والانتصار للقضية الإنسانية برمتها وهو المراد والأمل لكل شعوب العالم وعودة الدور الروسي لليمن كما كان إبّان الحرب الباردة .. ونحن في اليمن موقفنا مع روسيا ضد الغرب والنظام المتهالك في أوكرانيا .
هنا نقف ونستوعب ما ورد في سياق خطاب السيد عبد الملك الحوثي عن هذه القضية إذا تمكنا من قراءة ما بين السطور وينبغي أن تتحمل أوكرانيا مع الغرب المسؤولية فيروس كورونا والعدوان على بلادنا وحصارها المستمر وما ترتب على ذلك من أزمات في اليمن .
خلاصة هذه السطور إطلاق صرخة الجهاد، لأنها كابوس مزعج لصهاينة الغرب، ونقولها بأعلى صوت “الله أكبر . الموت لأمريكا. الموت لإسرائيل. اللعنة على اليهود. النصر للإسلام”.
نائب وزير الإعلام