إن كثيرا من أمهات الشهداء بصبرهن وتفانيهن في حب الوطن والدين وصلن إلى مرحلة الاطمئنان النفسي في طلب رضا الله وعدم الالتفات إلى ما يورث الهم والغم فلا راحة حقيقية للقلب إلا عند ذكر الله وتقبل البلاء والصبر عليه وأيقنت تلك النسوة أن دار الدنيا ماهي إلا دار ابتلاءات واختبارات وأن المؤمن الذي يستثمر البلاء في جهة الانقطاع إلى الله تعالى لا يستوحش من البلاء فحسب بل يرحب بمثل هذا البلاء الذي يسوقهُ نحو مولاه سوقاً حثيثاً.
ام الشهيد لا تزال وستبقى صاحبة المواقف المتقدمة في التصدي والنضال وبذل أغلى التضحيات فداء للوطن ودفاعا عن استقلاله وسيادته وكرامة أبنائه فهي المرأة الصامدة صمود الجبال وهي المدرسة الوطنية الأولى التي يعود لها الفضل في تخريج المجاهدين الأبطال الذين يسطرون أروع ملاحم الصمود والتضحية ويقدمون في مختلف ميادين الشرف والبطولة دروسا عظيمة في كيف يكون حباً وحين يسقط ابنها شهيداً تكمل مسير الثورة وتنزل الساحة بدلاً من صوت أبنها، مؤكدات أن أبناءهن ليسوا أغلى من تراب الوطن، وأنهن أصبحن يتوشحن بوشاح العزة والكرامة، وكان لقب «أم الشهيد» أعظم تكريم لهن، الذي لم ينلنه إلا بالصبر والاحتساب عند الله تعالى.
قدمت العطاء
تقول نهى جحاف – مديرة إدارة المرأة والطفل بوزارة الإعلام في حديثها لـ”رمضانيات الثورة” : حاول العدوان الأمريكي السعودي على اليمن بعدوانه وحصاره الجائر على بلادنا لمدة 7 أعوام أن يغلق أبواب الديار اليمنية بتأزيمه للوضع الاقتصادي و الاجتماعي إلا أن محاولته تلك باءت بالفشل أمام الشعب اليمني شعب العطاء والإكرام شعب الإيمان والحكمة .
مضيفة: أتحدث هنا عن أبواب يمنية قدمت العطاء الكبير عطاء يجب أن يقابله عطاء يليق بذلك التقديم العظيم، الذي توج في نهاية الأمر بالمقام المحمود والاصطفاء الإلهي والتكريم السماوي وتزينت أسماؤهن مصفوفة كأكاليل الورد والريحان تزين أبواب منازل العظماء.
أبواب إكليلية
وتضيف جحاف: خلف تلك الأبواب الإكليلية قد نجد أم الشهيد صابرة وحامدة وشاكره قد يكون هذا الشهر المبارك هو الأول منذ استشهاد ولدها وقد يكون هو السابع أيضا. بحمدها وصبرها وبيعها لله جسدت بموقفها هذا مدرسة تربوية جهادية نحتاجها جميعا لنتزود بها في مسيرتنا الجهادية.
وكيف يمكننا أن نتزود بهذه التربية الجهادية التي تقدمها لنا أم الشهيد ؟ أليس بالإحسان؟
ما هو الإحسان هنا؟
في هذه الأيام المباركة يجب أن نتحرك التحرك الجاد في التفقد عن أحوال أم الشهيد والا يقتصر الأمر هنا التفقد المادي فقط فالإحسان لا يرتبط فقط بالمادة بل هناك ما هو أكثر قيمه من ذلك ألا وهو الإحسان بالسؤال والزيارات المجتمعية واستغلال ليالي رمضان الروحانية التي تساعد وتساهم في تزكية النفس وترابط المجتمعي. وبهذا ينتقل إحسانها أيضا إلينا ونكون بذلك تزودنا بما تقدمه أم الشهيد من تربيه جهادية.
توعية المجتمع
وتؤكد جحاف: دور الجهات المعنية هناك دور مهم وهو توعية المجتمع أولا عن أهمية هذا الدور المجتمعي أمام أمهات الشهداء.. وكذلك توعية أمهات الشهداء إن كان هناك قصور عند البعض منهن فيما يخص التربية الجهادية.
وهذا الدور يأتي أيضا بجانب الدور الذي يترتب عليهم في تخفيف من معانات أسر الشهداء وتوفير احتياجاتهم.
خلف تلك الأبواب الإكليلية أيضا هناك زوجة الشهيد، وهنا نجد بابين من هذه الأبواب، الباب الإكليلي الأول:
زوجة الشهيد التي نتزود منها الصمود والكفاح والإيمان بالقضية.. كيف يمكننا أن نتعلم منها ذلك ونتزود منها هذا الأمر وبالمقابل أن نكافئها بما يليق بها في هذه الأيام المباركة.
وهو الإحسان إليها بالسؤال عنها والزيارات الاجتماعية المستمرة وإشراكها في الجلسات الرمضانية الروحانية.
الباب الإكليلي الثاني: زوجة الشهيد التي تحتاج في المقام الأول إلى التكافل الاجتماعي والتنسيق مع الجهات المعنية أيضا.
تحتاج منا إلى استشعار المسؤولية تجاهها وتحرك الجاد من جانبين جانب التوفير المادي والجانب الآخر التزود بالوعي وهدى الله واستغلال ليالي رمضان والمجالس التي تقام في الأحياء والإكثار من الزيارات الاجتماعية.
وهنا اذكر بأهمية توعية المجتمع وأهمية الدور المجتمعي أمام زوجة الشهيد، فبوعي المجتمع يحدث التحرك الجاد والمسؤول تجاه أسر الشهداء.