قبل أن ابدأ في الكتابة عن ما استنبطته بشكل شخصي مما سمعته من مقابلة فخامة الرئيس المشاط في قناة الفضائية اليمنية الرسمية، التي أجراها معالي وزير الإعلام، كنت قد طرحت ثلاثة أسئلة، السؤال الأول : ماذا تعني مقابلة فخامة الرئيس المشاط في هذا التوقيت تحديدا ..؟!!، والإجابة على هذا السؤال توضح من وجهة نظري – المشروع – المتجذر والمتأسس على أساس صلب، متين وقوى وثابت، وهو مشروع التحرر والاستقلال اليمني التام والكلى، وهذا يوضح نوعا ما أن المرحلة تعني أن هناك تفاهمات شبه منتهية لوقف تحالف الحرب والعدوان “السعودي – الأمريكي “على اليمن، وإعلان هزيمته العسكرية و الميدانية، مما يعني الدخول في معركة جديدة تماما يشعر تحالف العدوان انه يمكن أن ينتصر فيها ولو بعد حين ..
المعركة الجديدة، يحدد نوعها ومستواها وأساليبها السؤال الثاني : ماذا يعني تقسيم حديث المقابلة لثلاث قضايا (العدوان – الجانب الاقتصادي – قضية فلسطين)..؟!!، والإجابة هنا تطرح من وجهة نظري – الوعي – الذي يجب أن يكون متجذرا في عقل وضمير كل يمني مع المعركة الجديدة، وهي معركة الحصار واللعبة الاقتصادية، هذه المعركة تديرها مختلف مؤسسات ومراكز بحث ودراسات أجهزة استخبارات دول العدوان والحصار الرئيسية ممثلة بشكل مباشر بـ(أمريكا وبريطانيا وإسرائيل) ويأملون من خلالها تحقيق انتصار استراتيجي يدفع بوعي الشعب اليمني للتذمر من سياسة الدولة اليمنية المتمسكة بالقضية الفلسطينية، مما يعني الدخول في معركة جديدة ثالثة هي معركة تدفع الشعب اليمني وترويضه فكريا للقبول بالتنازل تدريجيا عن القضية الفلسطينية مقابل فك الحصار عنه ..
وهذه المعركة هي أخطر معارك دول العدوان الرئيسية على اليمن وشعبها، وهي المعركة التي ركزت عليها محاور المقابلة، وهنا كان السؤال الثالث حول أهمية ربط حديث فخامة الرئيس بين الجبهة العسكرية والاقتصادية والإعلامية..؟!!، والإجابة هنا تطرح من وجهة نظري – القيم – والأخلاق التي تحكم بناء مشروع ووعي الدولة اليمنية والشعب اليمني، وهي قيم ثبات وصمود وتحدي الجبهة العسكرية التي سحقت أقوى جيوش العالم ليكون اليمن حرا ومستقلا، وقيم الجبهة الاقتصادية التي تعمل بكل جهد للتخلص من أدوات التبعية والارتهان لدول لعدوان والحصار، بخلق وصناعة اقتصاد اكتفاء ذاتي يمني حر ومستقل لا يرضخ لتهديدات أحد من دول الاستكبار العالمي، وقيم جبهة إعلامية تملك الوعي والمشروع والقيم التي على نهج وثقافة المسيرة القرآنية، توضح وتظهر وتنشر للناس دائما وأبدا وعي المقاتل اليمني بهدى الله، وقيم الشعب اليمني المستمدة من كتاب الله، ومشروع القائد اليمني التابع لنهج كتاب الله وآل بيت رسول الله..
هذا ما وجدته وفقا لوجهة نظري الشخصية القاصرة، لأن للكتابة لدي عن الوعي أصول، الإبداع فيها هو أن يصل الجميع إلى قناعة أن من يعارض فكرة أو مرحلة يعارضها بشكل موضوعي واعتمادا على قراءة وبحث، والذي يؤيد فكرة أو مرحلة عليه أيضا أن يبقى بشكل موضوعي وبناء على قراءة وبحث، وقتها نستطيع أن نؤسس وعياً وننهض ويكون عندنا أساس واعٍ بحقائق وثوابت تدعم وجودنا وتحافظ على حياتنا وتمنعنا من الانهيار كلنا، وعي نقدر نبني عليه ونتحرك خطوة خطوة للأمام، لكن الرفض والقبول بناء على الانفعالات والأحكام الشخصية لن يوصلنا لشيء، وسوف نبقى نجري في مكاننا نبذل جهداً دون طائل، لن نتقدم ولن نؤسس إلا لمزيد من الجهل والخلاف والتباعد والكراهية، وهذا ما حاول فخامة الرئيس المشاط أن يبعدنا عن سلبياته ويؤكد لنا إيجابياته في مقابلته هذه، التي أثبت فيها جدارته وأظهر لشعبه بريق جوهره ومعدنه القيادي، الذي يستمد شرعيته من شعبه الصابر والصامد والثابت على الحق ومع الحق، فتحدث مع شعبه بكل ثقة وصدق وأمانة، مبتعداً تماما عن الحديث السياسي اللزج الذي يبعث الأمل الزائف الذي يخدع العقول الغافلة..