تعرض المتحف الوطني بصنعاء القلعة الثقافية الحصينة لسرقة ونهب مجموعة من أهم مجموعاته الأثرية الإسلامية شملت سيوفا ومخطوطات في غاية الأهمية وكان هذا الحدث قد شكل صدمة كبرى لليمنيين بشكل عام كون المتحف يقع في قلب العاصمة ومحاطا بأبواب وأسوار وجيران يشكلون حماية للمتحف وقد استضافتني بعض القنوات الفضائية والصحف المحلية كوني كنت أمينا عاما للمتحف الوطني سابقا وأيضا خبيرا متخفيا بشهادة الجميع, وقد حللت وناقشت الموضوع بكل حيادية وأبديت استغرابي لاختراق المتحف الوطني وسرقته وهو المكان الأكثر أمنا لحفظ وصون تراثنا اليمني العظيم مبديا أسباب صعوبة هذا الاختراق بحسب المعطيات الواقعية التي يمتاز بها المتحف ولم أتهم أحدا أو أذكر أحدا ولكن يبدو أن تحليلي للموضوع كشف مدة الإهمال الشديد الذي تعرض له المتحف من قبل من يفترض فيهم حمايته وصون مقتنياته للأجيال القادمة.
وقد فوجئت بردة فعل غاضبة وصلت إلى حد المقاطعة ممن كنت أظنهم أصدقائي وممن وقفت معه على مدى سنوات طويلة بسبب تحليلي المحايد لسرقة المتحف ويبدو أن بريق السلطة والكرسي يجعل النفوس تتغير وتعمل غير المتوقع للحفاظ عليه.
وقد أثبتت التحقيقات التي أجرتها الأجهزة الأمنية بصحة ودقة تحليلي للسرقة بنسبة مائة في المائة وتمكنت من كشف ملابسات حادثة السرقة بصعوبة اقتحام المتحف من الخارج وأن اللصوص كانوا من موظفي هيئة الآثار والمتاحف. والمتحف الوطني وتم استعادة السيوف السبعة ونأمل أن يتم استعادة المخطوطات التاريخية لما لها من أهمية عظمى.
إن المتاحف في العالم – خصوصا الكبرى منها – تحظى بدعم كبير من أعلى المستويات فهي بيوت لحفظ التراث الحضاري والتاريخي لأي بلد وهناك متاحف في العالم تعتبر من أهم وسائل الجذب السياحي للبلدان ومنها متحف اللوفر بباريس والمتحف البريطاني بلندن.
فهل يعي مسؤولونا أهمية المتاحف في حفظ تاريخ الشعوب والتعريف بها وهل تطمح المتاحف الوطنية في صنعاء وعدن وحضرموت بالدعم اللازم والمسؤول كمتاحف كبرى للحضارة اليمنية¿ آمل ذلك.
Prev Post
Next Post
قد يعجبك ايضا