مؤسس ورئيس الرابطة الرياضية اليمنية في ألمانيا فايز العمّاري:

نسعى لجمع الجاليات اليمنية الأوروبية في بطولة رياضية واحدة وفريقنا حصد 3 ميداليات

 

 

الرابطة تسعى لتنفيذ أنشطة نوعية بهدف تكريس الهوية الوطنية ورفع علم اليمن

استحكمت الظروف الصعبة بسبب الحرب والحصار الذي قطّع أوصال اليمنيين، بينما ظلت الرياضة مشرعة أبواب التواصل والإبداع الرياضي، لتوحد الجماهير عبر فوز هنا أو نجاح هناك، لكن الأهم هو نشوء كيانات مؤسسية رياضية ترفع علم اليمن خفاقا في المحافل الرياضية الدولية، وتوحد أبناء الجالية رقم قسوة الزمن المحكوم بظروف التشظي.
في هذا اللقاء الرياضي سنسلط الضوء على أهم تلك الكيانات والمتمثلة في الرابطة الرياضية اليمنية في ألمانيا والتي أسسها ويرأسها بطل بناء الأجسام العالمي الكابتن فايز العماري، متتبعين منطلقات فكرة التأسيس، وأهداف ومهام الرابطة وبرامجها وأنشطتها، والبطولات التي تسعى لتوسيعها وتطويرها، وغير ذلك من هموم الرياضة اليمنية المهاجرة.. فإلى التفاصيل.

الثورة / محمد إبراهيم

* انطلاقا من مسيرتكم الرياضية ذات المواهب المتنوعة والحضور النجومي عالميا بدءاً بالفوز بسباق اختراق الضاحية في مدينة رداع اليمنية في ثمانيات القرن الماضي، مرورا بلعبة كرة القدم، ثم التألق في مضمار بناء الأجسام التي عرفت من خلالها بطلا عالميا، وصولا لتأسيس الرابطة في ألمانيا ..فكيف جاء التأسيس؟
– تأسيس الرابطة الرياضية اليمنية كان حلما يراودني منذ زمن، من منطلق ضرورة جمع شتات الرياضيين اليمنيين في الخارج، وربط الأجيال الرياضية المتعاقبة ببعضها، يعنى باستقطاب ذوي الكفاءة والخبرة من النشء والشباب، وصقل مواهبهم الرياضية، وتطوير مهارتهم، وكذلك تعزيز تواصل الجيل الحديث بنجوم ورموز الرياضة اليمنية في ألمانيا وأوروبا، أولئك الذين صنعوا إنجازات يمنية مضيئة على طريق النجومية العالمية، لأن وصل الأجيال الرياضية اليمنية في بلدان المهجر ببعضها من شأنه استلهام أسباب النجاح من تلك النجوم.
* متى تأسست؟ وما أهدافها؟
– تأسيس الرابطة ليس وليد اللحظة بل ظل فكرة حلم يلح علينا لسنوات، وفي 2015 بدأنا معاملات الحصول على التصريح القانوني، في مدينة (Hanau) التابعة لولاية (Hessen) الألمانية، وفي العام 2020م أصبحت مثبتة قانونيا كنادٍ رياضي رسمي يمتاز بكل المواصفات والمؤهلات الرياضية، وذلك بفضل من الله تعالى، وبفضل الشباب وتكاتفهم، أما أهداف الرابطة فتتمثل في السعي الحثيث للنهوض بالأنشطة الرياضية والشبابية في أوساط الجاليات اليمنية المنتشرة في ولايات ألمانيا، والتعاون مع المؤسسات والاتحادات الرياضية داخل الوطن وخارجه لإقامة البطولات الرياضية في مختلف المجالات الرياضية، ومساعدة النشء والشباب على الاندماج مع الجاليات الشقيقة والصديقة مع الأخذ في الاعتبار تكريس الهوية اليمنية.
* ما هي المهام والبرامج التي نفذتها الرابطة كأنشطة رسمية منذ تأسيسها؟
– تتمثل مهام الرابطة في التواصل مع الرياضيين اليمنيين في المهجر الأوربي وجمع كلمتهم وتوجهاتهم الرياضية في إطار برامج رياضية شبابية تخدم أبناء الجالية اليمنية، وتوسيع البطولات التي باتت الرابطة تشرف عليها وتديرها، وتكريم الرياضيين اليمنيين الذين شكلوا حضورا لافتا للرياضة اليمنية على المستوى العالمي، سواء أولئك الذين اعتزلوا أو ما زالوا يمارسوا الرياضة، وإقامة أي نشاطات تجارية مرتبطة بدعم الرابطة، كإقامة فعاليات فنية ورياضية ودورات تدريبية ومعسكرات رياضية نهدف من رسومها الرمزية وعائداتها لدعم الرابطة.
* كيف يتم اختيار المواهب الرياضية؟ وما هي المشاركات في البطولات من الفئات العمرية؟
– اختيار المواهب الرياضية يتم من الميدان، ويجري تأهيلها جسديا وحسيا واختيار المجال الرياضي الذي يناسب تلك المواهب التي نسعى لدعمها وتطويرها وتسهيل مشوارها الرياضي، بما في ذلك الدعم الموصول بعمل برنامج غذائي يناسب كل طفل ناشئ، وبالنسبة للمشاركات في البطولات من الفئات العمرية هناك الكثير من المشاركات التي رعتها الرابطة، منها المشاركة في بطولة حصلنا على الفوز بها للفئة العمرية فوق خمس سنوات لكرة القدم ضد منطقة خارج الولاية، وفي نفس الولاية، وأقمنا بطولات عديدة لعمر فوق الـ8 سنوات مع عدد من الأندية المختلفة لكرة القدم، وأقمنا مشاركات وبطولات للجري في جميع الأعمار وشاركنا في عدة مدن وبمختلف الفئات العمرية، وشارك في البطولة ما لا يقل عن خمسين نادياً، والحمد لله حقق فريق الرابطة للفئة العمرية فوق 5 سنوات ثلاث ميداليات، وفي بطولة أخرى حقق النادي في عمر عشر سنوات المركز الثالث وبمشاركة أكثر من ستين مشارك من مختلف الأندية.
* ما هي التحديات التي تواجه أو واجهت برامج الرابطة وأنشطتها؟
– تلك البرامج والبطولات بدأت بهمة عالية ونشاط متقد، ولكن للأسف الشديد تأخرت الكثير من الفعاليات والأنشطة المختلفة للرابطة بسبب جائحة كورونا التي شهدها العالم منذ ديسمبر 2019م وألقت بظلالها على كل الأنشطة الاقتصادية والسياحية والرياضية عالميا، مع ذلك استمر تواصلنا الافتراضي مع النشء والشباب ورموز الرياضة، والتقينا بهم بعد انحسار الجائحة.
* كنت صاحب بطولة “الأقوى” التي تستهدف استنهاض قدرات وإبداعات الشباب اليمنيين في ألمانيا رياضياً وثقافياً.. ماذا عن هذه البطولة؟ وما هو وضعها بعد إنشاء الرابطة؟
– بطولة أقوى مهاجر يمني ‏- التي جاءت في 2015م – بدأنا تنفيذها في 2016 بفضل وجود الآباء الأوفياء والأصدقاء وأعضاء الجالية، وهي فكرة طموحة أردنا أن تعكس التراث والذوق اليمني وخصائص الشخصية اليمنية ودمج هذه الخصائص بالرياضة في أكثر من مجال، الأهم في هذه البطولة أننا نسعى حاليا وفي ظل وجود الرابطة إلى توسيع البطولة ليس في المدن الألمانية فحسب، بل لتشمل المجالات الرياضية والثقافية والفنية والإدارية، ونتطلع إلى الوقت الذي نطلقها على مستوى أوروبا، لما من شأنها ربط الجاليات اليمنية الأوروبية بعضها ببعض.
* ما هي خطط الرابطة وبرامجها الآنية والمستقبلية بالنسبة للأنشطة الشبابية والرياضية؟
– مستقبلا نسعى للحصول على مكان واسع يحتضن النشء والشباب ممن ترعاهم الرابطة التي وصل قوامها الآن من الأطفال فقط ومن الفئات العمرية من السنة الرابعة إلى الـ17 إلى نحو 74 طفلاً ويافعاً، ونخطط لبرامج من شأنها تعريف عالم الرياضة في ألمانيا وأوروبا بأن للرياضة اليمنية مستقبلاً أفضل، وأن الطفل واليافع اليمني بإمكانهما الأداء بمستوى عال من الاحترافية، ولديهما من المؤهلات ما تجعله كلا منهما مميزا، كلاعب أو كمدرب.
* أخيرا.. كيف تابعتم من ألمانيا حدث فوز منتخب الناشئين اليمني بكأس غرب آسيا؟ وماذا يعني لكم هذا الفوز؟
– بكل فخر واعتزاز كبير تابعنا فوز منتخب الناشئين الذي رغم التحديات استطاع أن ينتشل جماهير الرياضة اليمنية من اليأس والإحباط والتشظي بسبب الظروف، لقد أوقدوا بفوزهم الأمل، ورفعوا معنويات اليمنيين داخل الوطن وخارجه، لذلك ندعو كل الجهات الرياضية اليمنية إلى الاهتمام بالنشء والشباب وتقديم كافة أوجه الدعم للناشئين بالتحديد، كي يستمروا في عطائهم لا أن يستسلموا لظروف الحياة وقسوتها.

قد يعجبك ايضا