المسؤولية أمانةٌ وتخفيف معاناة المواطنين واجبٌ !!

يحيى يحيى السريحي

 

 

من يعمل في الجهاز الحكومي للدولة يطّلع على بعض توجهات وتوجيهات السلطة العليا في البلاد، ومؤخراً صدرت توجيهات رئيس المكتب السياسي الأعلى لكل مسؤولي أجهزة الدولة بالنزول الميداني لتفقد أحوال المواطنين وتلمس مشاكلهم والعمل على حلها، وإحساس السلطة العليا في الدولة بمعاناة الناس باعث للنور ومصدر سعادة لكل المواطنين ، فقد تسببت الحرب المستعرة منذ سبع سنوات بصنع الكثير من المعاناة لدى السواد الأعظم من الشعب ، وتحمل الشعب اليمني مالا يقدر على حمله معظم شعوب العالم ، ومن الطبيعي في حالة الحروب والحصار وجود صعوبات ومعوقات ووجود معاناة كثيرة، بيد أن من غير الطبيعي أن يكون هناك من المسؤولين من يخرج من بياته الشتوي ليدخل في سبات صيفي، وهو ما يعد تقصيراً متعمداً في الأداء والواجب الوظيفي من قبل بعض المسؤولين في الجهاز الإداري للدولة، في هذا المرفق أو تلك المؤسسة الحكومية ، ولا سيما تلك المؤسسات المنوط على عاتقها تقديم الخدمات التي تتوقف عليها حياة الناس وبقاءهم ، وليس مقبولاً أن تغض الطرف أو تتهاون الأجهزة الرقابية المختلفة عن القيام بواجبها وتتبع سير أداء مرافق الدولة المختلفة بشكل دوري ومستمر ، وتقييم سير عمل تلك الأجهزة والمؤسسات ورفع تقارير عن سير عملها ومدى انضباط مسؤوليها بالدوام الرسمي وإنجاز معاملات الناس وحل مشاكلهم أولاً بأول ، ورفع التقارير للسلطة العليا للبقاء على من يستحق البقاء ، وتغيير من يستحق أن يتوارى وإلى الأبد ، دون محاباة أو مجاملة ، ولا عزا للمتخاذلين والمقصرين في واجباتهم ومسؤولياتهم ، فالمطلوب من الجميع دون استثناء العمل بكد ليلاً ونهاراً من أجل الارتقاء بالعمل وتخفيف معاناة الناس دون مَنٍ أو فضّل، فحاجة المجتمع للمخلصين من أبنائه لإدارة شؤون البلاد بكل كفاءة وأمانة وإخلاص في حالة الحرب والعدوان أكثر من حاجته لأولئك المسؤولين المتراخين في حالة السلم والرخاء، لأن هناك ثلة من الناس يسعون وراء التعيينات ويلهثون للحصول على المراكز العليا في مؤسسات الدولة المختلفة بكل ما أوتوا من قوة ورباط الخيل ويبذلون الغالي والنفيس لأجل ذلك، ويقطعون على أنفسهم العهود والمواثيق ويحلفون الأيمان الغلاظ أن يخدموا الوطن والمواطن بكل أمانة وإخلاص وتفان، وما إن يتم لهم الأمر حتى يتحولون 360 درجة من السوء وتتبخر تلك المواعيد والعهود لخدمة الصالح العام والتي في حقيقتها ليست سوى مواعيد عرقوب ، لأنهم ينظرون للمسؤولية على أنها غنيمة ، مع أن غالبية الشعب اليوم بات أقصى حلمه أن يحصل على ما يسد رمقه ، ويبحث على ما يسند طوله ويبقيه على قائمة الأحياء ، والأدهى من ذلك والأمر أن أولئك المتراخين والمتقاعسين عن واجباتهم ومسؤولياتهم هم في الحقيقة عالة على الدولة والشعب ، وبسبب تقاعسهم تتعرقل مصالح الناس لأسابيع وربما شهور ، والمضحك المبكي أنهم يربطون كل شيء بأيديهم وهم غير ملتزمين بالدوام الرسمي ويحرمون غيرهم من القيام بعملهم وإنجاز مصالح المواطنين، فالوظيفة العامة عمل مقدس ، والمسؤولية التي أوكلتها السلطة العليا إليهم أمانة، وتخفيف معاناة المواطنين بتوفير احتياجاتهم الضرورية من مياه وغاز ودواء وضبط الأسعار واجب ، خاصة ونحن على مشارف شهر كريم ـ شهر رمضان ـ الذي يعتبره كثير من التجار شهر غلاء واستغلال وموسم للثراء ، على حساب المساكين والمعدمين والفقراء

قد يعجبك ايضا