يجب عقد آلاف جلسات المحاكمة للجيوش الأمريكية والأوروبية على جرائمها في كل أنحاء العالم
السيد حسن نصر الله: أمريكا لا تتحدث عن الوحشية في اليمن لأن اليمنيين لا ينتمون إلى عالم الرجل الأبيض
ألمانيا ترفض فرض عقوبات على روسيا ورئيسة سلوفاكيا تحذر من خطورة انضمام الناتو للحرب في أوكرانيا
الثورة / بيروت
قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إن أمريكا لا تتحدث عن الوحشية في اليمن لأن اليمنيين لا ينتمون إلى «عالم الرجل الأبيض».. وتساءل «ماذا يقول الأمريكيون عن عشرات آلاف الشهداء في مجازر السعوديين في اليمن؟ ماذا عن حصار اليمن الذي يشتد اليوم وأزمة المشتقات النفطية؟.
وأشار السيد حسن نصر الله في كلمة متلفزة يوم أمس إلى أن «معايير أمريكا لا تخضع للقانون وحيث تقتضي مصلحتها السياسية تدين وحيث تقتضي مصلحتها تدعم وهي تدعم إسرائيل وتدافع عن سفك الدم».
وقال السيد نصر الله في كلمته المتلفزة التي ألقاها في الاحتفال الذي أقامه حزب الله أمس الثلاثاء بمناسبة يوم الجريح المقاوم: إن «مندوبة أمريكا في مجلس الأمن تقول إن أي هجوم على المدنيين في أوكرانيا جريمة حرب، فماذا عن جرائم الأمريكيين؟ .. وتساءل «ماذا عن جرائم الصهاينة في فلسطين وحصار غزة؟ وماذا عن مجازر العدوان السعودي الأمريكي في اليمن؟ ولماذا يسكت العالم عن حصار اليمن؟».
وأكد بأنَّ «كل الكلام الذي سمعناه عن الحياد والنأي بالنفس هو مجرد ذريعةٍ للتهرّب من المسؤوليات، تجاه القضية الفلسطينية والحرب على سوريا واليمن»، وأشار إلى أنَّه «عندما يتعلق الأمر بالأمريكي يختفي الحديث عن الحياد والنأي بالنفس».
وعلى صعيد التعامل الإنساني مع لاجئي الحروب، أوضح السيد نصر الله أنَّ «التعاطي مع اللاجئين يكشف التمييز على أساس الدين والعرق واللون، فهل هذه هي الحضارة الغربية؟».
وقال: إن «بيان وزارة الخارجية اللبنانية بشأن العملية الروسية في أوكرانيا يسقط أكذوبة أن حزب الله يهيمن على قرار الدولة اللبنانية».. مضيفاً: «نحن لسنا مع النأي بالنفس وهناك مفاهيم جديدة وغير مفهومة للنأي بالنفس وكل الكلام عن الحياد والنأي بالنفس هو حجة وذريعة للتهرب من المسؤولية».
وتابع: إن «ما يجري من حولنا من أحداث يجب أن يقوّي وعينا وبصيرتنا وفهمنا للأمور واستنتاجنا وأخذنا للعبر والدروس».
وشدد على أن «كل يوم يتبين أن الثقة بالأمريكيين غباء وحماقة وجهل وتفريط بالأمة وبالوطن وبمصالح الناس».. لافتا إلى أن «كل العالم يعرف أن أمريكا وبريطانيا بشكل خاص دفعتا بأوكرانيا الى فم التنين».
وخاطب السيد نصر الله الجرحى.. قائلاً: «أيها الجرحى أنتم الشهداء الأحياء والشهود في زمن كفران النعمة وكفران الفضل.. أنتم كنتم الكفيل لأعراضنا وكنتم حملة الراية وبفضلكم لم تسقط وانتقلت من كتف إلى كتف ومن هامة إلى هامة».
وتابع: «أنتم الشهود الصادقون على تضحيات مسيرة المقاومة الإسلامية وأنتم الشهود الصادقون على إنجازات وانتصارات المقاومة على مدى 40 عاما.. أنتم الشهود على ثبات هذه المقاومة صغارها وكبارها وجمهورها على انها ستمضي في طريق الشهداء والجرحى ولن تبدل تبديلا».
وحول الأزمة الأوكرانية قال السيد نصر الله: «هناك شعور بالخذلان والخيبة لدى المسؤولين في أوكرانيا والرئيس الأوكراني بات جاهزا لمناقشة مطالب موسكو.. على المسؤولين اللبنانيين التنبه إلى أن الخضوع للإملاءات الأمريكية لن تنقذ لبنان بل ستزيد من مصائبه».
وتساءل: «ما هو المقابل الذي ستحصلون عليه مقابل الخضوع للإملاءات الأمريكية؟».. لافتاً إلى أن «مصلحة لبنان في مجلس الأمن كانت بالامتناع عن التصويت في مجلس الأمن ضد روسيا».
وشدد على أن «المطلوب من اللبناني أن يقول للأمريكي لسنا عبيدا عندكم وهكذا تكون السيادة والاستقلال وغير ذلك يكون تزييفا».. مشيراً إلى أن «البيان الصادر عن الخارجية اللبنانية مكتوب في السفارة الأمريكية».
كما تساءل السيد نصر الله «هل تعلم أيها الشعب اللبناني أنه حتى هذه اللحظة لم تقدم الإدارة الأمريكية مستندا خطيا لمصر للحماية من قانون قيصر.. وحتى هذه اللحظة كل ما قالته السفيرة الأمريكية بشأن الكهرباء كذب وخداع».
وأضاف: «عندما يتعلق الأمر بالأمريكي يختفي الحديث عن الحياد والنأي بالنفس».. وتساءل أيضاً «لو كان حزب الله يهيمن على قرار الدولة اللبنانية هل كان يمكن أن يصدر لبنان قرار من هذا النوع ويتم إرساله إلى السفارة الأمريكية لتعديله؟».
وذكّر السيد نصر الله أن «شركات صينية وروسية قدمت عروضا واضحة للبنان منذ عام ونصف العام ولكن جواب لبنان كان سلبيا».. لافتاً إلى أن «شركة روسية قدمت للبنان عرضا لإقامة مصفاة للنفط وبدون ضمانات لتأمين كل احتياجات لبنان من المشتقات النفطية».
وتابع: «الشركة الروسية أكدت انها قادرة على بيع المشتقات النفطية للبنان بالعملة اللبنانية وبعد سنة ونصف من المفاوضات لا يوجد إجابة من لبنان».
وأوضح أن «عدم قبول لبنان بإنشاء محطة روسية للنفط في لبنان سببه السفارة الأمريكية في عوكر».
وقال السيد نصر الله: «بهذه العقلية لا يمكن انقاد لبنان ولا يمكن حل أزمات الكهرباء والنفط ولا غيرها.. مؤكداً أنه «لو كان حزب الله يهيمن على القرار في لبنان كان من سنة ونصف هناك مصفاة نفطية تنتج 160 ألف برميل من النفط الخام».
وناشد الرئيس اللبناني ورئيس الحكومة بتحمل المسؤولية والموافقة على العرض الروسي بإنشاء مصفاة للنفط في لبنان.. وقال: «استخدموا القوة لمنع الاحتكار وصادروا ممتلكات المحتكرين وزجوا بهم في السجون».
وأكد السيد نصر الله أنه «يجب انقاد بقية اللبنانيين العالقين في أوكرانيا ورعاية من تمكن من الخروج والوصول إلى لبنان.. وقال: «لا تخضعوا للإملاءات الأمريكية ولا تكونوا عبيدا لهم وكونوا أسيادا وخذوا القرار الذي يخدم مصلحة شعبكم».. وطالب “«لمسؤولين بالحد الأدنى من الحرية والاستقلال والوطنية والتفكير بمصلحة البلد».
وذكّر السيد نصر الله أنَّ «الطائرات الأمريكية قصفت أعراساً أفغانية، وادّعت لاحقاً أنّها مراكز تدريب».
وأكّد السيد نصر الله أنَّ «من ينتمي إلى عالم الرجل الأبيض هو مجرد سلعةٍ وأداة عند الأميركي».. قائلاً: إنَّه «يجب عقد آلاف جلسات المحاكمة للجيوش الأميركية والأوروبية على جرائمها في كل أنحاء العالم».
وأوضح كذلك أنَّ «العالم صمت أمام استهداف التكفيريين لمصلي الجمعة في باكستان الأسبوع الماضي».. مشدداً على أنَّ «واشنطن لا تكتفي بعدم إدانة الجرائم الإسرائيلية في فلسطين، بل تمنع العالم من إدانتها أيضاً».
وأعلن السيد نصر الله أنَّ «هناك شواهد يومية في العالم على أن الثقة بالأميركيين غباءٌ وحماقةٌ وجهلٌ وتفريط بالأمة والوطن.. مضيفاً «رأينا جميعاً كيف خرجت الولايات المتحدة من أفغانستان، وتخلّت عمّن وثق بها هناك».