الاسرة /سماح ناجي
المذيع الصغير.. هكذا يطلق عليه الآخرون منذ أن عرفوا موهبته، إنه «علي يحيى العزيزي» 16 عاما ..أحب الإلقاء والتقديم وكان أول وقوف له على مسرح المدرسة في الصف الأول الأساسي فقد كان مقدماً لحفل تكريم صفه، عرف عنه منذ صغره ثقته الزائدة بنفسه وإجادته التحدث باللغة العربية الفصحى.
البداية
بدأ «علي» تعلم اللغة العربية وعشقها وكان يتدرب على الإلقاء والتقديم وكما يقول: اكتشفت والدته موهبته وشغفه في التقديم فألحقته للتدريب بالمنتدى العربي للفنون وأخذ دورات في التقديم الإذاعي ولغة الجسد وفن الإلقاء وهذه الدورات دعمته كثيرا.
وبرز في التقديم وفي الصفوف الأولى كان يقوم بإعداد الإذاعة المدرسية بمفرده فقط، يحدد له معلمه فكرة الإذاعة وهكذا ظل إبداعه محصوراً في إطار المدرسة إلى أن أصبح عمره 10اعوام.
وقدم بعدها الاحتفالات المدرسية.. وازداد إعجاب المعلمين والحضور به وبلغته الفصيحة وأسلوبه المتنوع في التقديم رغم صغر سنه.. وهو ما ساعده في كتابة القصص القصيرة وتحت عناوين جذابة.. منها: جنتي وكان يتحدث عن الأم والذهب الحقيقي والصديقين.
وكتب أيضا عن كيفية احترام المعلم ودوره البارز في التعليم وحب الوطن، وغيرها من العناوين.. كما أن معظم الأدوار المسرحية التي كانت تقام في الإذاعات المدرسية بمدرسته من تأليفه حتى بلغ سن الـ 13 عاما.
يقول علي: أمي كانت تأخذني في الإجازة السنوية للمدرسة وتلحقني بدورات لتطوير مهاراتي وموهبتي في التقديم وقمت بالتدرب على تقديم النشرة الإخبارية، أعجبت الأستاذة أمل فايع بصوتي وشجعتني وكذلك الأستاذ احمد العودي وجدي الأستاذ فواز محمد وأستاذي عبدالله الحداد والإعلامية الرائعة أفراح الوادعي والإعلامي واصف العماد وخالي مازن علي وعلى رأسهم أمي الغالية الصحفية نجلاء الشيباني والتحقت بإذاعة برق إف إم ولكن هناك لم أتمكن من تحقيق ما أطمح إليه، رغبت في تقديم النشرات لكنهم طلبوا مني تقديم برامج تناقش قضايا الطفولة كوني طفلاً بالنسبة لهم، لم يعجبن الأمر، فطموحي أكبر خضت مسابقة التقديم معهم وتفوقت.. لكني رفضت الاستمرار واحترمت والدتي رغبتي.. وبعدها ألحقتني بدورة فن الإلقاء في مؤسسة أكون .
ويتابع علي :هنا انتهت الإجازة وأنا من الطلاب المتفوقين دراسيا وأرغب بدراسة الطب البشري مستقبلا ..ووالدتي «صديقتي» تشجعني على ذلك ولا تفضِّل أن أكون مذيعا.. وأنا دائما اهتم بالتعليم أولا وأمارس التقديم مذيعاً وكهواية ووالدتي تقول لي دوما كن طبيباً ومذيعاً ليس مستحيلا فانت عبقري وأمي لا تكذب .
إصرار
لم أتوقف عن طموحي بأن أكون مذيعا إلى جانب تفوقي في المدرسة، هكذا يمضي بالقول : توجهت إلى أكثر من إذاعة- لا أفضِّل ذكر أسمائها – فوجدت أن التقديم لديها لا يتركز على اللغة ولا على الإبداع كما كنت أتوقع ولكن على الروح المرحة واللهجة العامية، لحظتها حدَّثت نفسي: ليس هذا ما أريد.
وأضاف: في إحدى الإذاعات قدمت برنامجاً صباحياً مباشراً وتوقفت بعدها عن التقديم لأني لم أجد نفسي معهم وكنت طفلاً بالنسبة لهم، وقمت بكتابة برامج من 3حلقات تحت عنوان ( من واقع الحياة )أحاول فيها طرح قضية اجتماعية سياسية أو اقتصادية من هموم المواطن وإيجاد الحل لها من خلال استضافة بعض المختصين حول القضية لإيجاد الحل، لكن للأسف حين قدمت فكرتي طلب مني البحث عن داعم لمساعدتي على تقديم البرنامج إذاعيا..
ويردف بالقول : لحظتها ادركت أن عليَّ الانتظار قليلا ربما أحقق حلمي في القريب العاجل وبعدها مباشرة التحقت بدورة أكاديمية حول سيكولوجيا العرض والإلقاء وبرنامج التقديم الإذاعي والتلفزيوني ودورة حول كيفية أن تكون مذيعاً مؤثراً وحصلت على شهادات من المعهد الوطني الأمريكي ..وحصلت كذلك على شهادة من إذاعة سمارة في دورة خضتها معهم حول العرض والإلقاء ..
بعدها قام والدي يحيى العزيزي -مدير عام بوزارة التخطيط – بإعطائي منحة للدراسة في معهد يالي للغات، فهي فرصة لا تعوَّض منحني إياها وها أنذا الآن أتعلم اللغة الإنجليزية وسوف اقدِّم النشرة في التلفزيون والإذاعة باللغتين العربية والإنجليزية كما اطمح .
وفي المقابل لازلت متفوقاً في دراستي وأسعى جاهدا للحصول على معدل مرتفع في الثانوية العامة كي احصل من خلاله على منحة لدراسة الطب البشري وأعود لوطني لأضع بصمتي .
صعوبات
واجه علي معوقات وصعوبات كثيرة منذ بداية مشواره في مجال التقديم كونه صغيرا وكان يجد صعوبة في إقناع الآخرين بموهبته، إلا أنه بمجرد أن يستمعوا إليه يعجبون به كثيرا وبإلقائه ولغته وعدم خوفه وثقته الزائدة بنفسه .
طموحات
يطمح علي إلى أن تكون له قناة إذاعية أو تلفزيونية خاصة، يتمكن من خلالها إبراز موهبته ومساعدة الناس من خلال مناقشة قضاياهم على ارض الواقع وطرحها على طاولة المسؤولين لإيجاد الحلول لها.
ومن أبرز القضايا التي يتمنى مناقشتها قضايا أطفال الشوارع والأحداث والمتسربين من التعليم وتعليم الفتاة وأضرار القات والتدخين وحقوق المرأة وقضايا الشباب والقضايا الصحية من خلال برنامجه (من واقع الحياة) .
لفتة
يوجه علي أو المذيع الصغير كما يطلق عليه نصيحة لكل شخص لديه طموح بألا يتخلى عنه مهما حدث وأن يسعى جاهدا لتحقيقه ولا يسمح لأي شخص مهما كان أن يحبطه أو يضع أمامه العراقيل وعليه أن يكون واثقا بنفسه وقدراته وقبل كل شيء واثقا بالله ..
ويختتم علي حديثه قائلاً : يجب أن ندرك تماما أنه لا وجود للمستحيل في حياتنا ما دمنا نتنفس ولدينا هدف مرسوم نسعى لتحقيقه .