اختلف المشهد والعبرة واحدة

طارق مصطفى سلام

 

في الأسبوع الأول للعدوان (نهاية مارس2015م) قمت بدعوة رفيقي العزيز المجاهد محمد البخيتي لإلقاء محاضرة في منتدى الجاوي بشارع هائل حول أبعاد العدوان وأهدافه الخفية الخبيثة وبينما البخيتي يلقي محاضرته القيمة فوجئت بأحد قيادات حزب التجمع الوحدوي، حزب الجاوي العظيم، يهمس بأذني ساخرا متهكما: انتم تشتوا تواجهوا السعودية؟ السعودية على كل شيء قدير، وهي سوف تحاربكم بشولات الزلط وتقصفكم من السماء بالريال والدولار، رهانك خاسر يا طارق أنت تقف مع الطرف الضعيف والخاسر، قلت له بنبرة حادة واشمئزاز يطغى على مشاعري المستفزة، ومن متى يا رفيقي كنا عبيدا للمال السعودي؟ ومتى كانت قضايا الوطن المصيرية والدفاع عنه تحسب وتقاس بميزان الربح أو الخسارة؟، هذا القيادي اليساري (العزعزي) كان حينها وكيلا لوزارة الثقافة وشاعر مرهف الإحساس والمشاعر وجدته بعد فترة قصيرة يحمل السلاح ويقود فصائل مليشاوية متطرفة لقتل أهله في تعز مقابل حفنة من المال السعودي الملوث بدماء اليمنيين كافة..
اليوم اجد عند البعض الموقف المرتهن والمستسلم ذاته وان اختلف المشهد كثيرا، اجد من الرفاق اليساريين من يقف اليوم ضد روسيا بوتين لمجرد ان الخصم هي أمريكا المتفرعنة الغاصبة وتناسوا بان روسيا هي حليفهم القديم ولمجرد ان أمريكا بنظرهم قادرة على كل شيء لأنها هزمت الاتحاد السوفيتي العظيم..!
أقول للمهزومين نفسيا وفكريا وعقائديا ( اعيدوا الإيمان لقلوبكم وأحيوا الثقة بفكركم وقفوا مع قضايا شعبكم وانتصروا للعدالة المغتصبة والإنسانية النازفة ألما التي حملوتها ردحا من الزمن في وجدانكم وانتصروا لضمائركم الغائبة ولمبادئكم القديمة المغدور بها من قبلكم أنتم، ولأعزاء للجبناء والمتخاذلين المفرطين.).
والله وحده ولي الهداية والتوفيق.

قد يعجبك ايضا