المسيرة القرآنية معشوقة الأحرار

العلامة/ عدنان أحمد الجنيد

 

 

إن المسيرة القرآنية جاءت لإنقاذ الشعوب العربية والإسلامية والإنسانية وأول الشعوب استجابة لهذه المسيرة هو الشعب اليمني الذي يُعد مادة الإيمان بشهادة النبي العدنان- صلى الله عليه وآله وسلم- القائل : (( الإيمان يمان ، والحكمة يمانية ))[رواه البخاري برقم 4388]
فالمسيرة القرآنية حررت الشعب اليمني من الظالمين والفاسدين وحررته- أيضاً – من الوصاية السعودية والهيمنة الأمريكية وأعادت له كرامته وقيمته بين شعوب العالم لأن صموده أمام الاستكبار العالمي وأحذيته في المنطقة لما يقارب العامين حتى أدهش العالم وكل ذلك بسبب ثمرة انتهاجه لهذه المسيرة القرآنية …
ولهذا نجد أن الكثير من المثقفين والعلماء وطلاب العلم عشقوا هذه المسيرة لأنها لم تلغهم رغم انتمائهم إلى مذاهب أخرى فهي – أي المسيرة – لا تهتم بالمسميات بل تريد من جميع الناس أن ينضووا تحت عنوان واحد وهو عنوان (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ) وليس صحيحاً ما يقال بأن المسيرة القرآنية تتبع المذهب الزيدي أو أنها للزيود فقط فكيف لها أن تختصر في مذهب وهي منبثقة من روح القرآن وطالما أنها منبثقة من القرآن فهي عالمية بعالمية القرآن وهي تسمو على المذهبية والطائفية والمناطقية وغيرها من المسميات والعناوين التي فرقت الأمة الإسلامية … فالمسيرة لجميع شعوب العالم وهي التي سوف تنقذ الشعوبَ من الاستضعاف وتنقذ العقول من الجمود والانحراف.
– فالمسيرة القرآنية نشأت لاستنهاض الأمة من الانحطاط .. ولترفعها من التخوم إلى أعالي النجوم
ولتخرجها من كهف الشك والجمود إلى فضاء الثقة بالإله المعبود… من كهف الصمت والسكوت إلى فضاء مواجهة الطاغوت … من كهف الانعزال إلى فضاء العزة والنزال… من كهف الذلة والاستكانة إلى فضاء القوة والكرامة.
– المسيرة تدعو إلى عدم التقيد بالعناوين إلا عنواناً واحداً وهو (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ)
– المسيرة تدعو إلى الحب والتسامح والسلام وعدم إلغاء الآخرين باستثناء أهل الظلام الذين وقعوا في الجرائم والآثام، واستباحوا دم الإنسان في جميع الأوطان.
– المسيرة تدعو إلى التعايش ونبذ الطائفية والمناطقية وكل مسميات التفرقة بمختلف عناوينها.
– المسيرة تدعو إلى رأب الصدع، ولمّ الشمل، ووحدة الصف.
– المسيرة تدعو إلى الرقي بالإنسانية وإنقاذها من الصفات الحيوانية.
– المسيرة تدعو إلى احترام الإنسان الذي بسببه ولأجله أوجد الله الأكوان.
– المسيرة تسعى إلى مواكبة العصر بما يتوافق مع أسس الإسلام وبما يحقق أهدافه في المحافظة على هذا الإنسان وتطوير إمكانيات قوته لحمايته من أعداء الإنسانية ( وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ َ)[الأنفال:60]
– المسيرة تنادي بوجوب حرية واستقلال الأوطان ورفض التبعية للصهاينة والأمريكان ولغيرهما من قتلة الإنسان.
– المسيرة تدعو إلى رفض الوصاية السعودية والهيمنة الأمريكية الاستكبارية.
– المسيرة تدعو إلى جهاد القاعدة وأخواتها من قوى التطرف والانحراف التي ترعاها أنظمة العمالة في المنطقة.
– المسيرة تدعو إلى احترام الإنسان وترفض قتل المسلمين وذبحهم وإحراقهم وسحلهم في الشوارع دون خوف من الله تعالى وحياء من رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – ودون احترام للنفس البشرية المحترمة .
– المسيرة تدعو الأمة إلى أن يتعاملوا مع القرآن ويقرأوه من خلال ما تقدمه آياته من هدى الله مع ربطها بواقعهم الذي يحتاجون إليه وليس على واقع السابقين، وأن لا يوقفوا فهمه على ما قاله المفسرون فقد يسره الله لكل المتذكرين .
– المسيرة تدعو إلى معرفة الله من خلال القرآن وليس من خلال العقائد التي كتبها فلان وفلان.
– المسيرة تدعو إلى إعمال العقل، بما يتلاءم مع النصوص القرآنية وما وافقها من السنة النبوية .
– المسيرة تدعو إلى وجوب التثقف بالقرآن والتحرك بحركته في كل زمان ومكان.
– المسيرة تدعو إلى التفكر لا إلى الجمود والتحجر .
– المسيرة تدعو إلى تنزيه الله تعالى، وتعظيم رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – وعدم تكفير عباد الله – من أهل لا إله إلا الله – .
– المسيرة تدعو إلى محاربة الإرهاب الذي جاء به أتباع مدرسة محمد بن عبدالوهاب ومن سبقه من أهل الغلو والارتياب .
– المسيرة تدعو إلى نبذ أية دعوة تقوم على التعنف والتخلف والتعجرف وليس لها حظ من الأخلاق والتلطف.
– المسيرة تدعو إلى التصدي للمؤامرات الأمريكية والإسرائيلية وإلى التصدي-أيضاً- لصنيعة المخابرات البريطانية من القوى التكفيرية الوهابية .
– المسيرة ترفض ثقافة التكفير والتفجير والتدمير .
– المسيرة تدعو إلى العمل الحثيث في فحص ما وصل إلينا من الأحاديث بعرضها على كتاب الله أحسن الحديث .
– المسيرة تدعو إلى رفض الاستعباد والخضوع والانقياد إلا لله رب العباد .
– المسيرة تُصلح ولا تُفسد، وتجمع ولا تُفرّق، وتؤيد الحق ولا تُنكره وتفضح الباطل ولا تستره .
– المسيرة لا تدعو إلى استباحة دماء المسلمين ولا تؤيد المجرمين والظالمين ولا تعرف الصمت إذا ما انتهكت حرمات المسلمين.
– المسيرة لا تدعو إلى قتل المدبر والفار من ساحة الحرب أثناء المواجهة مع أعداء الله ورسوله ولا إلى قتل الأسير ولا إلى تعذيبه وإهانته ومنعه من الطعام والشراب لأن هذه الأعمال تخالف تعاليم الإسلام وتعاليم النبي عليه وآله الصلاة والسلام .
– واذا تأملنا أتباع المسيرة نجدهم الصادقين في معاملتهم وفي إعلامهم لا يفبركون الصور، ولا يختلقون الأكاذيب ولا يخترعون الحكايات الزائفة، ولا يصنعون الانتصارات الوهمية الكاذبة .
– وإن أتباع المسيرة هم من يبذلون كل جهودهم لأجل إسعاد الإنسان ونشر العدل في جميع الأوطان، حتى لو كلفهم ذلك إلى إزهاق أرواحهم وتقطيع أجسامهم وأبدانهم في رضا خالقهم ومولاهم .
– وإن أتباع المسيرة هم من إذا انتصروا حمدوا الله وسبحوا واستغفروا، وإذا أصيبوا في أي جبهة رجعوا إلى قائدهم فأخبرهم بنقصهم وغفلتهم أو بقلة ثقتهم بربهم حينئذ يتداركون أخطاءهم ويستيقظون من غفلتهم حتى تقوى ثقتهم بربهم ثم يعودون إلى جبهتهم بقوة وثقة ربانية فينتصرون على عدوهم رغم قلة عددهم وعديدهم .
وإن الشعب اليمني حينما رأى هذه الصفات العظيمة التي تميز المسيرة القرآنية أعلن تأييده لها والانضمام تحت لوائها وسيأتي يوم تنضوي فيه بقية الشعوب تحت رايتها بإذن الله تعالى وإن غداً لناظره قريبُ .

قد يعجبك ايضا