على خلفية الهزيمة النكراء التي تجرعها العدو السعودي ومرتزقته من الجنجويد ومن خونة الوطن في مديرية حرض الحدودية سارعت أبواق العدوان بالإعلان عن انسحاب قواتهم من تلك المواجهات معللين ذلك بأنها استجابة لما أسموها ـ ضغوط دولية ـ وليس إلى إعادة تموضع كما اعتادوا تعليل انسحاباتهم المتكررة التي حدثت في أكثر من جبهة خلال الفترة الماضية، وعلى الرغم من أن هذا التبرير يبدوا زيفه من الوهلة الأولى كونه غير مطابق لأحداث الواقع ولا يقبله عقل ولا منطق لأننا لم نر أو نسمع أي طرف دولي مارس أدنى ضغط على قوى العدوان خلال سبع سنوات لا بدافع إنساني ولا بدافع أخلاقي ولا بدافع سياسي أو عسكري ولا حتى بدافع النصيحة لنظام الرياض المجرم، إلا أن هناك الكثير من الحمقى والإمعات صدقوه مع أن هؤلاء لو سألوا أنفسهم من تكون تلك القوى لأدركوا سذاجتهم فوراً.
لكن بعد البيان الصحفي للناطق الرسمي لقواتنا المسلحة وما تضمنه من مشاهد وثقها الإعلام الحربي انفضح زيف تلك الأبواق وبانت حقيقة تخلي العدو السعودي وقتلته المأجورين عن حرض تحت ضغوط حيدرية لرجال الرجال بتوكلهم على الله واعتمادهم عليه سطروا بطولات خارقة في هذه المواجهات كشفت تلك المشاهد عن لحظات قصيرة منها.
وقد أكدت مشاهد الإعلام الحربي لقواتنا المسلحة حقائق كثيرة وعظيمة تجعلنا نحمد الله كثيرا ونسبحه بكرة وأصيلا على تأييده ونصره لأبطالنا في تلك المواجهات فالإمكانيات التي سخرتها قوى العدوان لهذه المواجهات كبيرة جدا ومتكاملة تزيد عن سبعة ألوية مجهزة بأحدث الأسلحة ومن مختلف أنواعها وأشكالها، ومسنودة بغطاء جوي مستمر وحاضر على مدار الدقيقة طوال أيام وليالي المواجهات، وفي المقابل كانت قواتنا المشاركة في هذه المواجهات عبارة عن مجموعات قليلة العدد والعدة، ومع ذلك استطاعت بفضل الله وتأييده أن تتحكم بالمواجهات تحكم كامل فرضت من خلاله تكتيكها العسكري وفق خطط حربية محكمة أفضت في النهاية إلى أن تفرض قرار هزيمة حشود العدوان في المعركة وتحدد مصيرها بالهزيمة النكراء عليها وهو ما تعكسه الخسائر الفادحة التي تكبدها العدوان في قواته المشاركة من سعوديين وسودانيين ومرتزقة يمنيين ومن معداته وآلياته، وشكلت ضغوطاً حيدرية على من تبقى منهم وضيقت عليهم الأرض بما رحبت وإحاطتهم بالموت ببأس أبطالنا من كل اتجاه ليلوذوا بالفرار قبل أن يلاقوا نفس مصير من سبقهم ولولا أن أبطالنا لا يستهدفون الفارين من أرض المعركة لما عاد منهم فرد.