
مكافحة الفساد يجب أن تكون من أولويات الفترة القادمة
مكافحة الفاسدين يجب أن تكون في أولويات الرئيس هادي في المرحلة المقبلة
تحققت بعض أهداف الثورة الشبابية وهناك تقدم في إنجاز بقية الأهداف
لقاء/ حسن شرف الدين
أكد البرلماني عبدالمعز عبدالجبار دبوان عضو مجلس النواب المدير التنفيذي ليمن باك على أهمية مكافحة الفساد خلال المرحلة المقبلة داعياٍ رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي إلى إقالة الفاسدين واستكمال هيكلة الجيش والأمن بما يحقق تطلعات الشعب اليمني.
* بداية.. في عام 2011م كان هناك تصارع سياسي بين المعارضة والموالاة إلى أن وصلوا إلى توافق على انتخاب عبدربه منصور هادي رئيسا للجمهورية.. ما هي أهمية هذا التوافق¿
– أعتقد من وجهة نظري الشخصية أن الطموح الذي كان موجودا بأن يتم تغيير كل منظومة الحكم هو طموح مشروع لكن كلفته باهضة للغاية ما يحدث اليوم في سوريا وفي ليبيا وفي مصر خير شاهد على أن ما حققته اليمن أو ما توصل إليه الفرقاء في اليمن من تسوية سياسية واختيار رئيس الجمهورية الأخ عبدربه منصور هادي كان موفقا للغاية.. لأن الوضع في نهاية المطاف سيكون في حالة استمرار الصراع لا بد أن يكون هناك غالب ومغلوب لكن الغالب غير موجود والمغلوب أيضا غير موجود.. توازن القوى كان موجودا في اليمن وبالتالي اعتقد أننا كنا أمام حالة مستعصية لا يمكن أن نخرج منها وبالتالي كانت التسوية السياسية مخرج جميل ورائع بالنسبة لليمنيين.
قرارات
* رئيس الجمهورية أصدر خلال الفترة الماضية عدد من القرارات منها هيكلة الجيش وغيرها.. هل لبت طموحات المواطنين¿
– ربما يكون لرئيس الجمهورية مبرراته لكن أنا أعتقد شخصيا أن كثير من القرارات لا زالت ناقصة وبحاجة إلى الاستكمال.
* ما هي القرارات الناقصة والتي تحتاج إلى إجراءات إضافية
– منها قرارات هيكلة الجيش والداخلية وإبعاد الفاسدين.. لا زال كثير من الفاسدين موجودين أكثر من 80% من المحافظين لا زالوا كما هم وأكثر القيادات الأمنية والعسكرية كما هي.. وهؤلاء مثلوا بؤرة فساد بالنسبة للوضع في اليمن.. أنا لا أتحدث اليوم عن نظام سابق ونظام حالي.. لكن أتحدث عن فاسدين موجودين لا يزالون يتربعون في مسئوليات سواء كانوا في المؤسسات المدنية أو العسكرية.
عوائق كبيرة
* كبرلماني.. كيف ترى أداء رئيس الجمهورية منذ توليه منصب رئيس الجمهورية¿
– يبذل جهده المستطاع وأعتقد أن هناك عوائق كبيرة أمامه وضغوطات من شتى الأطراف.. لكنه يبذل جهد يجب أن يشكر عليه ويقدر.
* ما هي أبرز هذه العوائق التي تواجهه¿
– هناك مكونات قبلية هناك مكونات سياسية هناك ضغوط قبلية وسياسية وضغوط من أصحاب المصالح وضغوط من تجار الحروب.. وضغوط ممن كانوا مستفيدين من المرحلة السابقة.
استنزاف الموارد
* ألا ترى أن هذه العوائق التي تحدثت عنها.. تعتبر عوائق أمام الدولة المدنية¿
– أكيد.. فهؤلاء دأبوا على استنزاف موارد البلد.. وبالتالي لن يقتنعون أن هنالك دولة قانون وسيادة ومساواة آتية.. وبالتالي هم يقفون عائق أمام دولة المساواة والقانون حتى تظل امتيازاتهم الموجودة.. هؤلاء ظلوا منذ قيام ثورة 62م إلى اليوم وهم يستنزفون ثروة البلد.. ولهذا سيقفوا حائلا أمام أن تكون الثروة موزعة بين كل الشعب اليمني.
قرارات جريئة
* ما هي الإجراءات التي ينبغي اتخاذها خلال الفترة القادمة¿
– أعتقد أن هناك قرارات جريئة يجب أن يتخذها خلال الفترة القادمة مدنية وعسكرية.
* ما هي هذه القرارات
– هو أدرى بها.. أنا شخصيا أعتقد أن مكافحة الفاسدين يجب أن يكونوا في أولويات رئيس الجمهورية.. واليوم كثير من هؤلاء الفاسدين واضحين أمام العلن.. هنالك قيادات عسكرية تستنزف المؤسسة العسكرية وتعمق الانشقاقات وسط هذه المؤسسة.. يجب أن يستبعد هؤلاء.. هناك قيادات مدنية تمارس الفساد إلى اليوم سواء محافظي محافظات أو قيادات مدنية أخرى ويعلم الجميع أن هؤلاء فاسدون.. يجب أن يبادر رئيس الجمهورية إلى تغييرهم.
ثلاث سنوات
* ثلاث سنوات مرت لثورة 11 فبراير.. ما تقييمك لهذه الفترة حتى الآن¿
– لا شك أن الفترة التي مرت بها اليمن كانت من أصعب الفترات وأعتقد أن ما تم خلال هذه الفترة يجب أن نأخذه في إطار عام حينما ننظر إلى المنجزات ونطالب بمنجزات وتحقيق تقدم في هذه المرحلة بعيدا عن الواقع التي تمر به اليمن أعتقد أنه سيكون في ذلك كثير من الظلم.. قامت الثورة وكان لها كثير من الأهداف هذه الأهداف لا شك أن الكثير من اليمنيين يطمح إلى تحقيقها وتحقيق العدالة والمساواة والتوزيع العادل للثروة وإقامة دولة النظام والقانون.. هذه الأمور لا يمكن أن تتحقق في سنة أو سنتان نتائج الثورات لا تقاس بسنة أو سنتان.. أنا أعلم بأن الثورة الفرنسية التي كان أهم شعار لها المساواة والحرية والعدالة لم تتحقق ولم يستقر الوضع للثورة الفرنسية إلا بعد أكثر عشر سنوات ولم تتحقق أهدافها إلا بعد عشرات السنين.. وبالتالي يجب أن لا نقوم بقياس ماذا حققته الثورة خلال سنتين أو ثلاث وهذا فيه ظلم كبير للثورة وللذين قاموا بالثورة أضف إلى ذلك أن هناك عوائق كبيرة كانت ولا زالت إلى اليوم أمام تحقيق أهداف هذه الثورة.. يجب أن نعلم بأنا خرجنا بتسوية سياسية بعد الأحداث التي مرت بها اليمن هذه التسوية السياسية اقتضت أن يكون هناك النصف من النظام السابق موجودا والنصف الآخر من المعارضة موجود في سدة الحكم.. وهذه التشكيلة لا تتيح لطرف أن يتقدم دون أن يتوافق مع الطرف الآخر وبالتالي هذا عائق كبير أمام التغيير.. أنا أعتقد أن ما تم في اليمن هي تسوية سياسية قائمة على المحاصصة وهذا عائق كبير أمام تحقيق أهداف الثورة لكن هناك تقدم وهناك تحقيق لبعض الأهداف وتغير في الذهنية أيضا وهذا أمر مهم أن ذهنية المسئولين والمواطنين في اليمن أصبحت تنظر إلى الواقع أنه يجب أن يكون هناك تغيير.